الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن واليهود والأتراك في تصريحات سارازين.

غسان المفلح

2010 / 9 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


أدان زعماء بالحكومة الألمانية مسؤولا تنفيذيا بالبنك المركزي الأحد الماضي للإدلاء بتصريحات معادية للسامية قبل يوم من نشر كتاب له نزل الأسواق في اليوم التالي ينتقد فيه أيضا هجرة الأتراك والعرب إلى ألمانيا. حيث قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله ووزير الدفاع كارل تيودور تسو جوتنبرغ إن" تيلو سارازين خرج عن النهج فيما يتعلق بتصريحاته عن اليهود،وكان سارازين قد قال في تصريحات لصحيفة فيلت أم زونتاج "كل اليهود يشتركون في جين خاص، والباسك يشتركون في جين معين، وهذا يفصلهم عن بقية الناس" وذلك قبل نشر كتابه "ألمانيا تلغي نفسها". ويقول سارازين في كتابه المنتظر نزوله الأسواق إن المسلمين يقوضون المجتمع الألماني ويتزوجون "عرائس مستوردة" ويتسمون بسلوك سيئ وقال إن الشباب المسلم يتسم بالعداء بسبب الإحباط الجنسي. ونفى سارازين أنه يحض على العنصرية، لكنه واجه انتقادات عنيفة لإدلائه بتصريحات تحط من قدر المهاجرين المسلمين، كما أثار ضجة مرارا وتكرارا لانتقاده الأتراك والعرب في ألمانيا. ويعيش ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي وما يقدر بنحو 280 ألفا من أصول عربية في ألمانيا.
صحيح أن الرجل في كتابه هذا، يريد أن تكون ألمانيا موحدة عرقا ولونا، لهذا اختلط عليه الأمر بين التمييز بين الديانة اليهودية المغلقة، وبين تناوله لليهود جينيا وهذا أمر لا شك في نازيته. أما ما قاله عن الشباب المسلم، وإن كان فيه شيء من الصحة، خاصة في قضية" العرائس المستوردة" لكنه لا يشكل الحالة العامة، ولا يجعلهم مكان نظرة عنصرية، لأنه لم يسأل نفسه السؤال التالي" هل لازال الشاب المسلم قادرا على الزواج من ألمانية، خاصة بعد هذا التصعيد الإعلامي والسياسي الفظيع للإسلاموفوبيا؟ حتى المسيحي العربي يعاني من هذه المسألة! الغريب في الموضوع أن الرجل وزير مالية سابقة في أحد الحكومات الألمانية المحلية، وخبير مالي مهم ما الذي جعله هكذا في مفاجأة غير سارة للأقليات في المجتمع الألماني أن يقوم بهذا الأمر، تأليف كتاب يحمل هذه الأقليات خوفه على نقاء المجتمع الألماني، ولكن طبيعة عمله تجعل المرء يستشعر أنه يحاول ان يبين نتائج وجود هذه الأقليات على الاقتصاد الألماني، وربما ألحق العرب والأتراك باليهود، لأن الأموال اليهودية في المانيا لا تقارن بأموال العرب والاتراك، ودور رجال الأعمال اليهود أيضا أكبر بكثير من دور بقية الأقليات مجتمعة والمتواجدة في ألمانيا. دون أن ننسى استمرار المبالغ الطائلة التي تقدمها الحكومات الألمانية سنويا لإسرائيل من مال دافع الضرائب الألماني، كتعويض عن الهولوكوست.
ما يهمني هنا هو تبيان أن السيد سارازين هو الآن ناطق بثقافة أكثرية الشعب الألماني، ولكن لكون الأقلية اليهودية أكثر تنظيما وقوة ومحمية دوليا، سيجبر هذا الرجل إما على الاعتذار كما فعل قبل فترة وجيزة المخرج العالمي أوليفر ستون، ويتراجع عن كتابه هذا ويسم نفسه إما بالجنون أو بالخفة أو بالجهل. ولكن إن تراجع فلن يتراجع إلا عما قاله في حق الأقلية اليهودية، وربما نقول ربما يتراجع عما قاله بحق الأقلية التركية، أما الأقلية العربية فسيكون وضعها كشعار" الله حاميها" أي لن تجد قوى دولتية تدافع عنها. فالسلطات العربية شامتة بالجاليات العربية لما تتعرض له، وشامتة بالنخب الأوروبية التي قبلت هذه الجاليات، وتجلس متفرجة على معركة تخدم استمرارها فلم تدافع عن جالياتها؟ وكذا الحال بالنسبة لأكثرية فاعلي الجاليات العربية، فهم يستفيدون من وضعهم بالغرب، ويدافعون بنفس الوقت ويبيضون وجه الاستبداد العربي في بلدانهم أمام النخب الغربية، ومنهم أحيانا كمخبرين رخيصين للنظم المخابراتية العربية.
ومن جهة أخرى لا بد ان يتفاجأ بعض فاعلي الجاليات اليهودية في أوروبا عموما والمانيا خصوصا بذلك، لأنهم كانوا ولازالوا يساهمون في الحملة ضد العرب والمسلمين. وهذه المساهمة ليس لأن كل هذه الفعاليات اليهودية عنصرية، بل لأن الوضع السياسي الدولي عموما، ووضع إسرائيل خصوصا يحتاج، إلى قضية كبيرة دوما تشغل بال الرأي العام الأوروبي، ولا تتعارض مع مصالح كثير من نخبه المالية والسياسية والثقافية. ولم يجدوا أكثر من قضية الإسلام فوبيا مادة، أو العرب فوبيا دون تمييز بين أديانهم، كما كان عليه الحال أيام الحرب الباردة والشيوعية فوبيا.
****
هذه القضية المثارة الآن توضح قضية طالما تم الحديث عنها مرارا وتكرارا، بدء من ماركس وهي ما يعرف" بالمسألة اليهودية" هذه المسألة التي أنتجت المأساة الفلسطينية وساهمت في هذا الخراب الشرق أوسطي. لهذا لا تسمح كثير من نخب اوروبا مطلقا مهما كانت النتائج، أن يُفكر بحل للمسألة اليهودية دون أن يكون على حساب الفلسطينيين.
نعم نحن بنظر كثير من النخب الاوروبية" يهود وعرب واتراك" ولكن الفارق بيننا وبين اليهود وحتى الاتراك، أنهم أقوياء، لهذا تتمسح كثير من النخب الأوروبية، وخاصة أيام الانتخابات في دولها، تتسمح بأكمام الفعاليات اليهودية المالكة للمال من أجل دعمها ماليا لتنجح في الانتخابات، هذه ليست شتيمة وإنما واقع حال قسما من السياسة في بعض دول أوروبا كفرنسا والمانيا..فكيف يمكن لهذه النخب التي تنجح بالمال اليهودي أن تنصف الفلسطينيين؟ صحيح أن الفلسطينيين لم ينصفوا أنفسهم ولازالت أمراضهم سلطوية وحمساوية وإقليمية عربية وإيرانية كما هي، ولكن أيضا الطرف الآخر الأوروبي هكذا يعمل.
فشكرا للخبير المالي الألماني لأنه وضع العرب في نفس المرتبة مع اليهود والأتراك!
في النهاية نتمنى أن نطلع على هذا الكتاب قريبا، لنعرف أكثر كيف يفكر ألماني أصيل!
ملاحظة - في اثناء كتابتي للمقال قرات مادة للكاتب العراقي المقيم في ألمانيا علي عجيل منهل، يؤكد فيها أن مؤلف الكتاب قد اعتذر..ولكن الكتاب قد نشر كما هو...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعوب المهاجرة هي مرآة لأحوال اوطانها
فيصل حرسان ( 2010 / 9 / 4 - 05:08 )
السرقة والاحتيال والجريمة والعداء والكسل هي سمة شعوبنا في الغربة.....كلمة واحدة
همجية الهجرة الشرقية


2 - من يلوم من
شيرزاد همزاني ( 2010 / 9 / 4 - 09:26 )
استاذي كاتب غسان المفلح .. أنا أعيش في أوروبا منذ أكثر من عشر سنوات وللأسف ممن أختلطتهم من الشرقيين - ألأكراد , العرب - من مختلف أقطارهم - ألأتراك , الباكستانيين , الفرس , البنغلادشيين ... الخ لم أجد منهم من الملتزمين بالقانون إلا فيما ندر . هذا أولا وثانيا عصيون على ألأندماج في المجتمع - توجد أستثناءات - ولا أقصد ألأنفلات الجنسي كرمز على ألأندماج بل من حيث تقبل الدولة والقانون والنظام بصورة عامة , فتراهم متضوضعين في وضع الند للدولة والمجتمع رغم أن الدولة هي من تخدمهم . بخصوص كلامكم عن حكومات الشرق ألأوسط فأنا أتفق معك تماما فحكوماتنا تتمنى أن نُـسحل في أوروبا ... تقبلوا فائق تقديري


3 - اذن اين حرية التعبير
كنعان شــــــماس ( 2010 / 9 / 4 - 16:39 )
الرجل تيلو سارازين قال في كتابه ( المانيا تدمــر نفســها ) المسلمين غير راغبين وغير قادرين للانخراط في المجتمعات الغربيــة واليهود جميعا يتشاطرون جينا معينا فاين الجريمة واين العنصرية من هذا الكلام العادي جدا حقيقة يعرفها الجميع... اقر ا السلام على حرية التعبير ان كان في هذا الكلام جريمة تستوجب طرد صاحبها من وظيفتـه


4 - لا دخان بدون نار
ميس امازيــغ ( 2010 / 9 / 5 - 12:53 )
ان جوهر القضية سيدي ليس في تصريحات سارازين او غيره فمثل هذه التصريحات و الأراء امر منتضر و مؤكد الظهور فاذا لم يعلن عنها بنفس الحدة بالأمس فهذا لا يعني انها لم تكن موجودة اليوم و قد ظهرت معطيات واقعية تمثلت في بروز علامات الخطر المهدد لسلامة الغربي في عقر داره من قبل الأجنبي الدخيل سيما العربي باقترانة بعقيدة كشرت عن انيابها في شخص مصاصي دماء ممن يدعون خدمتها فاصبحت ينضر اليها على انها جائحة و وباء فتاك يستوجب اليقضة و المواجة الفعالة وذلك عن طريق الأستئصال بطرد كل حامل للفيروس و هؤلاء ليسو الا العرب ان ما يعيشه العالم من توترات في السنوات الأخيرة انما ورائها الدين الأسلامي في شخص من يدعون خدمته فحيثما و لينا اوجهنا نجد ان البؤر الأشد سوادا وحلكة في اوروبا اوآسيا اوفريقا نجد ان مسبيبها خدام العقيدة الأسلامية .فلنكن موضوعيين مع انفسنا قبل ان نكون كذلك مع الغير. كيف يعقل ان يقبل الغربي العقلاني الحضاري المتمدن تواجد شبح يسير بجابه في الشارع العام خيمة متحركة مجهول ما بداخلها؟ كيف يتقبل وجود اشخاص يشاركونه مجاله الحيوي يدعون جهرا و علانية ربهم بتعذيبه لكفره بدينهم؟


5 - تابع
ميس امازيــغ ( 2010 / 9 / 5 - 13:08 )
كيف يريد العرب من الغرب ان يكون مسالما و متسامحا معهم و هم يزعمون انهم خير امة اخرجت للناس؟ انهم اليد العليا و الأخرون السفلى؟ في الوقت الذي يقومون فيه كل عيد اضحى بشي رؤوس الأضحية بالشارع العام هل ينتضر من الغربي الحضاري المتمدن ان يرضى بمثل ها السلوك الذي هو صورة طبق الأصل لسلوك البدو رعاة الأبل بصحراء الحجاز؟ ثم اكثر من هذا لم هذا التهافت الى ديار ابن العم سام حتى باستعمال قوارب الموت من اجل لقمة العيش في حين ان العقيدة سبب المراد نشرها ولو باستعمال احزمة ناسفة هي عقيدة انظمة المهجرين و لم ينالوا منها لا تواجدهم بين المطرقة و السندان؟
العيب في العربان سيدي فلا مجال لتغطية الشمس بالغربال


6 - لا تعض اليد
faris wazy ( 2010 / 9 / 6 - 12:40 )

لماذا كل هذه الضجه التصريحات التي تنشر على الفضائيات للشيوخ والائئمه المصريين والسعوديين والاسلاميين بكل دول العالم والتي تزرع الكره ضد اي شي هو غير مسلم وعلى مستوى حكومات ولا احد يحرك ساكنا واذا تجراء احدا ان يتحدث فمصيره انت تعرفه
وللعلم اعتقد انك تعرف كم من الاجانب في المانيا فانه اكثر من 80 بالمئه لا يعملون ويعيشون على الضرائب الالمانيه ويخلففون الكثير من الاطفال ليعيشو برواتب الاطفال ويحاولون ان يعملو بعكس القانون بعض الشيوخ الاتراك ومن المنابر يصرحون بمعاداة الالمان ولا احد يتحدث عنهم وذللك بسبب حرية التعبير اذن فلماذا كل هذه الضجه على شخص يحب بلاده ويحب ان يعمل ما خير لبلاده حسب اعتقاده وكلنا نحب بلادنا رغم الاضطهاد الذي هجرنا من بلدنا لنرى بادا يعلم اطفالنا ويجعلنا نعيش بكرامه
فلا تعض اليد التي تقدم لك المساعده

اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟