الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حروب قادمة

علي الخياط

2010 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



بنى الانسان السدود منذ غابر العصور،اشتهر البابليون ببناء السدود الصغيرة والكبيرة والقنوات على نهري دجلة والفرات،وقد نظمت قوانين حمورابي كيفية استخدام الماء،كما برع المصريون القدماء ببناء السدود على نهر النيل،وكذلك اشتهر الرومان في اشادة العديد من السدودعلى الانهار الواقعة ضمن امبراطوريتهم،و تبرز أهمية السدود من خلال حجز أكبر كمية من مياه الفيضانات والإستفادة منها في تغذية الخزان الجوفي وبالتالي تنميته كماً ونوعاً والحد من تداخل مياه البحر إلى خزانات المياه الجوفية. كذلك توفر هذه السدود مزيداً من المياه الجوفية لإستمرارية المشاريع التنموية المختلفة. كما توفر سدود التغذية درجة من الحماية من مخاطر الفيضانات. احد اهم اسباب شحة المياه في العراق هو نقص الموارد المائية مثل الامطار التي انخفضت بنسبة الثلث والربع في اغلب مناطق العراق اضافة الى ارتفاع درجات الحرارة،وهذا ايضا اصاب المنابع التي تغذي البلاد بالموارد المائية مثل سورية وتركيا التي عانت معاناة العراق في ذلك،اضافة الى اقامة هاتين الدولتين سدود عملاقة على نهري دجلة والفرات وتم كذلك تحويل الروافد التي تغذي نهري دجلة والفرات الى داخل الاراضي التركية والسورية،اما الجانب الايراني فقام بتحويل مياه الكارون والكرخة اللذين كانا يصبان في شط العرب ويحولانهما الى الاستخدام المحلي وكانا يقللان من ملوحة شط العرب والسدود المائية من المظاهر الحضارية في جميع انحاء العالم إذ تعدّ من المصادر المهمة لتوفير المياه للاراضي الزراعية وخزن الفائض منها لاستخدامات اخرى كتكوين بحيرات اصطناعية يمكن استخدامها بشكل استثماري، وبالامكان استخدامها في توليد الطاقة الكهربائية التي نحن بامس الحاجة اليها في الوقت الحاضر نتيجة الانخفاض الشديد في توليد الطاقة الكهربائية في العراق. اليوم نحن بحاجة ماسة الى وضع التخطيط المناسب الى بناء السدود على نهري دجلة والفرات وفق المواصفات الحديثة التي تلبي الطموح في توفير المياه على مدار السنة او في صناعة الطاقة التي نحن بامس الحاجة اليها في الوقت الحاضر،ان الاهتمام يجب ان لايقتصر على بناء السدود او ترميم الموجودات اصلا بل يتعداه الى المطالبة بايقاف التعدي المستمر من دول الجوار على حصة العراق من المياه او في تغيير مسار واتجاه الانهار التي ترفد العراق بالمياه وهذا يحتاج الى تحرك عراقي عربي دولي، يذكر ان النظام السابق قد وقعّ خلال عام 2002 اتفاقية مع سوريا تنص على نصب محطة ضخ سورية على نهر دجلة أسفل نهر الخابور لسحب كمية مياه قدرها 1.250 مليار م3 سنوياً على الجانب الايمن لنهر دجلة للحدود الدولية المشتركة بين سوريا وتركيا واعتمدت تلك الاتفاقية في حينها على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1997 كمرجعية قانونية. وقد أعلنت سوريا بدعم كويتي عن مشروع يقضي بإرواء نحو 200 ألف هكتار من أراضيها من مياه نهر دجلة بسحبها لمسافات طويلة داخل الأراضي السورية، أن هذا المشروع السوري يعد التفافا على الاتفاقات الدولية للمياه وبحاجة الى موقف حازم،وكذلك تقوم تركيا بإنشاء سلسلة من السدود على أعالي نهري دجلة والفرات فيما يسمى مشروع جنوب شرق الأناضول،وهكذا من كل صوب وحدب هناك اشارات ومعطيات لحرب مياه قادمة بحاجة الى تحضيرات مسبقة من قبل الحكومة العراقية وتشكيل لجان على مستوى عال لمواجهة التحديات الاقليمية القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحســــــــنت
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 9 / 4 - 17:30 )
الأستاذ الخياط المحترم
ألتفاته كريمه أتمنى ان تتسلسل في مواضيع مفيد ه مثل هذا الموضوع وتبين لنا بعض التفاصيل الأخرى لتكون هناك متابعه من المختصيين في مجال المياه والبيئه
حسب ما اعرف أنه منذ منتصف السبعينات صدرت تقارير ودراسات حول أن حروب القرن الماضي وقتها يعني الحالي اليوم ستكون حول المياه ولمن لايعرف فان واحده من أسباب الحرب العراقيه الأيرانيه القذره كان هوافساح المجال للشركات الكبرى بالبدء بأقامة المشاريع الكبرى في جنوب شرق الناضول من خلال أستخدام الغباء الصدامي في شل قوة العراق التي كانت مؤثره ويحسب لها ألف حساب وتتذكر جنابكم القضيه التي أثيرت في الأعلام خلال الحرب من قطع سوريا لمياه الفرات
اتمنى عليك الأستمرار بطرح هذا الموضوع الخطير والحساس مع الشكر

اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع