الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلول الذكرى الأربعين لمنظمة -إلى الأمام-

الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال

(Alamamyoun Thaoiryoun)

2010 / 9 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


حلول الذكرى الأربعين لمنظمة "إلى الأمام"

تحل اليوم الذكرى الأربعون لتأسيس المنظمة الماركسية ـ اللينينية المغربية "إلى الأمام" ، و تأتي هذه الذكرى في سياق وضع عالمي و وطني يتميز بما يلي :

على المستوى العالمي

ـ تصاعد الهجوم الإمبريالي في ظل تداعيات الأزمة المالية الحالية و سقوط الشعارات الكاذبة للإمبريالية من قبيل " العولمة و الديمقراطية و حقوق الإنسان " و تخليص العالم من الفقر و القهر ...
ـ فرض أشكال استعمارية جديدة على البلدان التابعة و ضمنها البلدان العربية و المغاربية (العراق ، لبنان ، فلسطين).
ـ دور الشركات الإمبريالية العابرة للقارات و البنك العالمي و صندوق النقد الدولي في السيطرة على ثروات الشعوب المضطهدة و الإستغلال المكثفة للطبقة العاملة تحت شعار "تحرير التجارة العالمية" و إنشاء "المناطق التجارية الحرة".
ـ تزايد تناقضات الدول الإمبريالية فيما بينها خاصة بعد صعود الصين كدولة اشتراكية إمبريالية و روسيا والهند.
إن السيرورات الرئيسية لتطور نمط الإنتاج الرأسمالي في مرحلته الإحتكارية (الإمبريالية) يحددها قانون :
ـ ضمان أقصى حد من الريع المالي عن طريق استغلال الطبقة العاملة في المراكز الرأسمالية و استعباد و نهب منهجي للشعوب الأخرى و إطلاق الحروب و عسكرة الإقتصادات الوطنية للبلدان الرأسمالية.
و النتيجة إمتداد التناقضات بين الإمبرياليات و بين مختلف المجموعات المالية و البنكية و الشركات الإمبريالية العابرة للقارات. إن قانون التطور اللامتكافيء للرأسمالية (القانون العلمي الذي اكتشفه لينين) يعمل باستمرار على تعميق هذه التناقضات المتجلية في الصراع الدائم بين الإحتكارات و الإمبرياليات المختلفة من أجل اقتسام العالم و الأسواق وخيرات الشعوب و الدول التابعة ، و من نتائج هذا الصراع :
ـ إحتداد دائم للتناقضات الإقتصادية و السياسية للدول الإمبريالية و تنامي النزاعات الشوفينية و العنصرية والفاشية و معاداة السامية و بث النزاعات العدوانية ضد الشعوب الأخرى ، و صعود اليمين الفاشي و البورجوازيات الإمبريالية و تنامي عسكرة الإقتصاد الوطني ، و الدخول في حروب ضد الشعوب و احتلال بلدان و بروز أشكال استعمارية جديدة.
ـ إحتداد التناقضات الطبقية و الوطنية و القومية ، و يتجلى ذلك من خلال :
ـ تزايد الإستغلال المكثف لقوة العمل و تراكم القيمة الزائدة و الأرباح الفاحشة في أيدي الطغمة المالية الإمبريالية التي أحكمت هيمنتها المطلقة على الرأسمال الصناعي و التجاري.
ـ هيمنة المضاربات المالية الطفيلية على حساب الإنتاج الصناعي و الزراعي .
ـ التحكم في سوق العمل و تحديد قيمة الأجور و الأسعار و نشر العطالة و حماية الرأسمال بفرض سياسات الخوصصة و قوانين رجعية تضرب في الصميم كل المكتسبات التاريخية التي حققتها الطبقة العاملة بكفاحاتها المريرة ضد استغلال الرأسمال.
ـ تصاعد النهب الإمبريالي بدعم من البورجوازيات الكومبرادورية و البيروقراطية للدول التابعة على خيرات الشعوب المضطهدة و الإستغلال المكثف للطبقة العاملة في هذه البلدان ، مما يساهم في تنامي الفقر و البلترة المستمرة للفلاحين و فئات واسعة من الجماهير الشعبية.
مع انفضاح الأوهام و الأكاذيب التي تسوقها الدوائر الإمبريالية حول "الأعمال الصغرى الحرة" و "المنافسة الحرة الجالبة للرخاء و الديمقراطية للجميع" في ظل "العولمة و الديمقراطية و حقوق الإنسان" ، بعدما تم القضاء على الإشتراكية حسب زعما ليصبح العالم يسير في اتجاه وحيد : "إتجاه الرأسمالية المنتصرة"، إلا أن الوقائع العنيدة تكفلت بتكذيب هذا الخطاب "النيوليبرالي" الرجعي ، و ما بروز الأزمة المالية العالمية نتيجة المضاربات العقارية و الهيمنة الإمبريالية على الرأسمال المالي العالمي إلا دليل ساطع على صحة الأطروحات الماركسية اللينينية حول الرأسمالية وتناقضاتها و مستقبلها.
إن التناقض الأساسي في ظل الرأسمالية الإحتكارية (الإمبريالية) هو تناقض جوهري بين الطابع الإجتماعي للإنتاج و الشكل الرأسمالي الخاص للإمتلاك (appropriation) ، و يصل هذا التناقض مداه في ظل المرحلة الإمبريالية تحت وقع قانون الإنخفاض الميولي للربح (la loi de la baisse tendoncielle du taux de profit) .
إن تنامي التناقضات الإمبريالية و احتداد التناقض بينها و بين شعوب الأرض المضطهدة يثبت صحة الأطروحة اللينينية حول إمكانية نجاح الثورات في إحدى الحلقات الضعيفة للسلسلة الإمبريالية ، و ذلك تحت تأثير قانون التطور اللامتكافيء للرأسمالية الشيء الذي أثبت صحة ثورة أكتوبر 1917 المجيدة و الثورة الصينية بقيادة الرفيق ماو تسي تونغ و ثورات القرن 20 الإشتراكية.
إن الإمبريالية بالفعل كما أكد لينين هي عشية الثورة الإشتراكية و الثورات الوطنية الديمقراطية في البلدان التابعة ، و لذلك يظل الإتجاه العام (رغم فترات الجزر النسبي) هو الثورة كما أكد ذلك ماو تسي تونغ.
إن ما يعرفه العالم الآن من تحولات اقتصادية و سياسية يؤكد الدور الحاسم للطبقة العاملة و أحزابها الشيوعية الثورية (في البلدان الرأسمالية و البلدان التابعة) في الصراع الدائر الآن من أجل القضاء على الإستغلال و الإضطهاد الإمبرياليبن و تحقيق الإشتراكية و الإستقلال الوطني و بناء الديمقراطية الشعبية.

على المستوى الوطني

ـ إتساع دائرة التراكم الرأسمالي الكومبرادوري المرتبط عضوا بالرأسمال الإمبريالي و ظهور طغمة مالية قوية تعمل باستمرار على تنمية الطابع الطفيلي للإقتصاد الوطني ، عن طريق المضاربات العقارية و استنفاذ استغلال الثروات الطبيعية من مناجم و صيد بحري و تصفية المؤسسات الوطنية المالية و الصناعية و الفلاحية و الإستحواذ على المال العام و تبذيره ، و السيطرة على أجود الأراضي و الغابات و أراضي الجماعات السلالية عن طريق الأجهزة الإدارية للكومبرادور و السماسرة و المجالس القروية ، مما حول الأراضي الجماعية إلى ضيعات و محميات خاصة بالبوادي و مجموعات سكنية بضواحي المدن.
ـ إستمرار تطبيق السيايات الإقتصادية و الإجتماعية و المالية المملاة من صندوق النقد الدولي و البنك العالمي و تنامي أزمة التعليم الطبقي و الصحة و الشغل و السكن ، و اكتواء الجماهير الشعبية بنار الأسعار المرتفعة باستمرار و ضعف الأجور و أزمة التنقل و تنامي الرشوة.
و من نتائج هذه السياسات اللاوطنية و اللاديمقراطية و اللاشعبية :
ـ الطرد المستمر للعمال و العاملات بالمدن (لاسمير ، صوماكا ، السكر و الشاي ، التبغ ...) بعد تصفية جل المعامل الوطنية و تفويتها إلى الرأسمال الإمبريالي و حليفه الكومبرادوري.
ـ طرد العمال المنجميين و تصفية جل المناجم (جبل عوام ، جرادة ، إيميني ، خريبكة ...) و تفويت استغلالها للشركات الإمبريالية و الكومبرادورية.
ـ تهميش المشاريع الإنتاجية و التركيز على رأسمال الريع و انتعاش المضاربات العقارية و تصفية المكاتب الوطنية (البريد ، المحافظة العقارية ، الكهرباء ، الماء ...) و خوصصتها.
ـ إحداث وكالات و شركات لنهب الأموال (وكالة المحافظة العقارية ، وكالة مياه الري ، وكالات و شركات التعمير و الإتصالات ...).
ـ تفويت أراضي صوديا و سوجيطا و تسليمها لكبار الرأسماليين الكمبرادوريين و الملاكين العقاريين الكبار والسياسيين الإنتهازيين من خدام الكمبرادور و حاشيته ، و القيام بطرد العاملات و العمال الزراعيين و ذلك جنبا إلى جنب مع الإستيلاء على أراضي الفلاحين الذين تحولوا إلى عبيد الرأسمال الكمبرادوري فوق أراضيهم ، كما يقوم النظام الكمبرادوري بتأسيس تعاونيات فلاحية و جمعيات السقي لذر الأموال لصالح الرأسمال و السماح بانتشار شركات القروض الصغرى لاستنزاف قوة عمل ما تبقى من الطبقات الشعبية و خصوصا المرأة بالبوادي و المدن.
ـ تفويت قطاع الخدمات للشركات الإمبريالية (النقل الحضري ، الصرف الصحي ، الماء ، الكهرباء ...) و طرد العمال و العاملات و حرمانهم من حقوقهم الإقتصادية و الإجتماعية.
ـ إتساع دائرة القمع المسلط على الحركات الجماهيرية بكل فصائلها (عمال ، فلاحون ، طلبة ، معطلون ، نساء ...) و تزايد المحاكمات التي تقام للمناضلين الطلبة و الحقوقيين و المعطلين و الصحافيين و الفلاحين و النساء و الزج بالعديد منهم في سجون النظام الكمبرادوري.
ـ رغم خيانة القيادات النقابية البيروقراطية المساهمة في ضرب الكفاحات العمالية (توقيع إتفاق فاتح غشت 1996 ، إتفاق 30 أبريل 2003 ، تمرير سياسة "السلم الإجتماعي" على حساب المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة وذلك بعد مصادقتها على مدونة الشغل الرجعية و تلاقي الرشاوى على ذلك ، و مناورات و ديماغوجية القوى الإصلاحية التي التحقت بما يسمى "حكومة التناوب" في 1998 و قامت على إثرها بتنفيذ كل بنود سياسات النظام الكمبرادوري بما فيها المصادقة على قوانين من قبيل "قانون الأحزاب" و قانون "مكافحة الإرهاب" ... تنامت الحركات الجماهيرية على امتداد السنوات الأخيرة في مختلف مناطق البلاد دفاعا عن حقوقها المشروعة و عن مكتسباتها التاريخية و عن أراضيها و عن حقها في التعليم و الصحة و الشغل و السكن و غيرها من الحقوق الإقتصادية والإجتماعية.
و من أبرز هذه النضالات :

ـ النضالات العمالية بمناجم إيميني و جبل عوام و جرادة و خريبكة ضد الإغلاق و طرد العمال.
ـ نضالات العمال الزراعيين خاصة بعد تصفية صوديا و سوجتا و طرد العمال و العاملات (أولاد تايمة ...) ونضالات العمال الزراعيين بشتوكة أيت بها ضد الطرد و الإضطهاد ...
ـ الإنتفاضات الشعبية الثورية (الحركة الطلابية بقيادة الطلائع الثورية في كل من مراكش ، أكادير ، فاس ، وجدة و غيرها) و النضالات المتقدمة التي تخوضها جماهير المعطلين في مختلف مناطق البلاد بقيادة الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين بالمغرب(ANDCM) .
إن الإستغلال و القمع و الطرد و الإضطهاد و كل سياسيات النظام اللاوطني و اللاديمقراطي و اللاشعبي تؤجج النضالات و تزيدها اتساعا ، إلا أن اتساع هذه النضالات الجماهيرية و تعدد أساليبها النضالية تظهر مدى استعداد الجماهير للنضال و تلقي على عاتق الثوريين مهاما جسيمة للنهوض بالدور التاريخي الملقى على عاتقهم.
فالحركة الجماهيرية رغم حجمها و اتساع رقعتها تظل تجتر معها العديد من النواقص و السلبيات منها :
ـ بقاء وعيها حسيا رغم حجم تطور الصراع الطبقي الدائر بالبلاد.
ـ ضعف التنسيق فيما بينها مما يجعلها عاجزة عن تحقيق مطالبها رغم جسامة التضحيات.
ـ في ظل غياب حزبها الطبقي الثوري (الحزب الشيوعي) تظل عاجزة عن بلورة ممارسة نضالية ثورية لعدم قدرتها على التحليل و التأطير و التنظير و التركيب للتجارب النضالية و دروسها ، مما يؤكد أهمية أداتها الإعلامية ومنبرها الدعائي التحريضي.
ـ إنتشار السلوكات ما قبل الرأسمالية في أوساط الطبقة العاملة و الفلاحين و المسلكيات الليبرالية في أوساط البورجوازية الصغيرة (الإنتهازية ، الإرتزاق ، الوصولية ) و خصوصا لدى الفئات المثقفة.
إن هذه السلبيات و غيرها تضع الشيوعيين المغاربة أمام مسؤولياتهم التاريخية في العمل من أجل إنجاز المهمة المركزية المتمثلة في بناء الحزب الشيوعي الثوري ، و ذلك عبر انغراسهم داخل الفصائل المتقدمة للحركة الجماهيرية (طبقة عاملة ، شبيبة مدرسية ، فلاحون ، معطللون ...) و العمل على فرز قيادات مناضلة ثورية من صلب الطبقة العاملة و ترسيخ التحالف العمالي الفلاحي و المساهمة في بلورة الوعي الطبقي في صفوف الجماهير الكادحة ، عبر تحديد و تدقيق مصالحها الطبقية و حلفائها و أعدائها الطبقيين و تسطير البرنامج النضالي وفق استراتيجية ثورية ، مما يطرح في الواجهة إشكالية النظرية الثورية التي تتقدم من و بموازاة مع تقدم نضالات الطبقة العاملة و حلفائها و يعمل الشيوعيون على بلورتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي


.. ما الذي يجمع بين المرشد الإيراني وتنظيم القاعدة واليسار العا




.. شاهد: اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون باستقالة رئيس وز