الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صباح الذبان يا عراق

سرمد السرمدي

2010 / 9 / 5
الادب والفن



جمع ذبابة , مخلوق ضعيف مسكين يعيش بطريقة من لا يحمل رقم ضمان اجتماعي من ذوي البشر, يعيش على فضلات غيره, وكل حسب عنونته, صدقة زكاة خدمة, الا كلمة وظيفة فهي لا ترد في قاموس المسئول عن رعاية مجموعة من الناس تم توليه العرش بفضل اصواتهم , وكأن للذبان ديمقراطية !, الا والحق يقال ان معشر الذبان يسعى نحو حقوقه بشكل ملفت للنظر على عكس البشر, فلم اجد ذبانة ترضى بأن تطير فقط دون ان تحط على أي شيء ما وكائن ما بحثا عن جديد, حق الحياة والمعرفة مكفول للذبانة بشكل طبيعي, وربما هذا كله بفضل عدم امتلاكها لعقل يدبر لها طرقا قانونية كانت ام ثورية لنيل حقوقها , انها تتبع الرغبة في الحياة وبالحياة, وكأن هنالك فرق !, نعم الفرق كبير فالرغبة في الحياة تشمل كل تفصيلاتها واسبابها, اما بالحياة فأنت كائن حي فقط, يعني الذبانة احسن منك في هذه الحالة !.
على الرغم من اعجابي الواضح بطريقة تعاطي الذبان مع الحياة الا ان هذا لا ينفي صعوبة التعاطي من قبلي مع هذه الرغبة بأن تعمل الذبانة بديلا غير شرعي ولكنه طبيعي لا انكر, للمنبه, الذي تم توقيته على ساعة جوعها وعطشها ورغبتها بالبحث عن ضحية صباح عراقي اغبر فوق سطوح العراق لتوقظه مذكرة الضحية بأنه كان يحلم وها هو الواقع مجسدا بهجمة غير مسبوقة التحذير ولا المفاوضات كتلك, هكذا بدون سابق معرفة كما يتوهم البعض على العراقي انه يعلم ما كان يخطط له القدر , تستدعي استخدام الوسائل الدفاعية فحينما اود ان ابين فوائد هذه الحرب الذبانية بالنسبة لي لا اجد حصرا لها , فهنالك الرياضة الصباحية القسرية, لأن الذبان يجبرني على تحريك كل اعضاء جسدي بدون ان اجد حلا بديلا , فهو يجبرني ان ارفس الهواء واركل شرشف النوم والوسادة واحرك يدي ورجلي كمن يسبح في الهواء وهو نائم, وانا بالفعل نائم ولا اعلم ان كانت هذه تندرج ضمن الأفعال اللا ارادية للأنسان , العراقي طبعا , ولعلها تدخل ضمن برامج التنحيف والريجيم يوما ما ان تنام قرب الزبالة !.
فهي اسهل طريقة للذين يتقاعسون عن لعب الرياضة, يتقاعسون !, ما هذه الكلمة التي تجعلك تود تمزيق الورقة , لنقل يتكاسلون اها هذه افضل فما احب الكسل لي خاصة وان موضوعي هو النهوض من نوم عراقي غير مريح على وقع قرصات الذبان التي استغرب كيف يروضني كل صباح بالمجان , ويجعل كل اعضاء جسدي , كلها !, في حالة استنفار قصوى وهذا كله من الفوائد ام تراني اجمل بعض الشيء واقعا مرا وارش بعض الواني على لوحة عراقية سوداء اعيشها واعايشها , والفرق كبير, لأني اعيشها مرغما واعايشها تبدوا كمن وجد في داخله بعض نظرات موضوعية حول مشهد مأساوي سلبي الى نتاج ايجابي ولا اتصورني من هذا النوع فلست موضوعيا بالمرة وحين يعمل القلب نعرق كم للعقل تطول الأجازة.
الذبان منبه ممتاز قد يفوق بقدرته على الضبط الساعات الجدارية التي تسمى ساعات اليد ايام زمان فكل ذبانة تعرف اين تتوجه بالضبط وكأن هنالك نظام إزعاج متفق عليه فعلا , لأن عملية انتشارهم على جسدي غريبة, وللذباب العراقي ميزة الصوت الذي يأتي مع كل غارة عهد ايام الحروب وكأن هنالك ايام للسلوم ها, المهم فما ان تسمع وززز حتى تعرف ان غارة اتجهت نحوك , واذا بها لا ترمي شيئا اكثر من ان تلتصق بك وهذا العن انواع الغارات الذبانية , ان استمرار الذبان بهذه المعارك الصيفية ينتهي مع حلول الشتاء وعودتي للنوم داخل غرفتي , على شرط ان لا افتح شباكا , او لا يرمي احد جيراني زبالة في شارع , او تكون لدينا بلدية تهتم بالنظافة , ولا اعلم كيف أنفذ واحدا من تلك الشروط !, كم اكره الصيف العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباحك ابتدا بالذبان اذا كيف سيكون مسائي
فاضل الحلو ( 2010 / 9 / 5 - 19:07 )

هل سمعتم يوماًعن السقوط الحر ،


ذلك المبدأ الفيزيائي المرتبط بالجاذبية؟

تلك المعادلة العجيبة التي كانت تحسب زمن إرتطام رأسنا بالارض اذا هوينا

أو بالأحرى سقطنا هذا على اعتبار ان رؤوسنا تملك كتلة ما

صديقي السرمدي

فلسفتك عميقة هذه المرة..

وقراءة ما بين السطور.. تحتاج لجرأة..

وليست الجراة بمعناها المتعارف

بل تحتاج لجراي يستوعب دماغه ماطرح

اتذكر احد النصوص المسرحيه للفنان شاكر الحميري



يقول في اعداده

هل رايت قبور بلا زهور

يجيبه الثاني

وهب رايت اموات بلا قبور

فلنسقط هذه النظريه على صباح ذبانك ياعراق

سبحان الله

لو بقينا بدون قبور لاهون

ولكننا اصبحنا نرتع بالذبان

واي ذبان

ختاما

انحني لكل حرف خط هنا

فاضل الحلو
النرويج
5-9-2010


2 - بوءة
علي الانباري ( 2010 / 9 / 5 - 19:55 )
لقد جاءنا الاحتلال الامريكي بالمزابل والذبان العفو نسيت الديمقراطية
فماذا سوف ياتي به الاحتلال الايراني القادم
انا اتوقعه ياتي بالنمل الفارسي
وهو اشد فتكا من الذبان
وكان الله في عون العراقيين


3 - تكاملية ال
نورس محمد ( 2010 / 9 / 5 - 22:06 )
يبدا ليلنا العراقي حين تغيب الشمس وتغيب معها الحضارة لتكون البداية لتفاعل كيميائي نتاجه اليقظة الناعسة والنعاس اليقظ وحسب المعادلة الاتية
الوطنية / مولدة الشارع / مولدة البيت / العاكسة / المهفة / السطح
نعم اخر الحلول واعلاها ... السطح
انه العراء الذي يعتلي منازلنا عندما تصبح مقابر
من هنا تبدا الحكاية معك يااخي وصديقي السرمدي لتعلن الحرب على اخر معاقلنا فيكون الذباب اخر عنصر من عناصر تلك المعادلة

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي