الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حداء في ذاكرة الليل .... قصص قصيرة

أحمد الجنديل

2010 / 9 / 5
الادب والفن


حداء في ذاكرة الليل

قصص قصيرة جدا


1 : ارتداد

عندما اعتلى العرش ، خرجت الجموع من كلّ حدب وصوب تصرخ بأعلى أصواتها :
( يعيش الملك ... نموت ويحيا الملك ) .
رجال بكل أشكالهم وألوانهم ونساء بمختلف أعمارهن وأطفال وكهول خرجوا لاستقبال جلالة الملك المفدّى ، وفي غمرة الفرح الطافح ، ارتدت عقارب الساعة إلى الوراء ، نسي الملك نفسه ، نزل من شرفته العليا ، ترك صولجانه الذهبي وحيدا ، وعند اقترابه من الجموع ، رفع يديه وأخذ يصرخ :
( يعيش الملك ... نموت ويحيا الملك ) .

2 : شطارة

من تحت قوس نارها مرّ بحارة الموانئ التي استوطنها السفلس والجذام ، ومن بين دهاليزها التحتية عبر المغامرون والأشقياء ، وعندما سلبها الزمن رصيدها وأغلق أبواب تجارتها ، أدارت بوصلتها إلى جهة المشرق ، عبثت بقواعد اللعبة ، وأحرقت الأوراق الفائضة ، وعند ساعة انطلاقها بعملها الجديد ، تهافت عليها القوم ، وفتحت لها الأبواب ، وتعالت صيحات الإعجاب والثناء ، وأصبحت بعد حين ، أميرة العفة بلا منازع !!!!!! .

3: خيبة

أنيق حد الإفراط ، نرجسي بلا حدود ، أدخله الحلم المترف إلى عالم الغرور ، جدرانه الداخلية مزدحمة بصور النساء المعجبات ، وعالمه الخارجي لا يعرف غير أسماء الصبايا الجميلات ، وأرشيفه لم يترك واحدة من سيدات الصالونات الباذخة . والعاشقات الحالمات ينظرن إليه كنجمة بعيدة تحمل بين ثنايا بريقها الشبع والأمان ، وصاحبة الحظ من تصطاده وتضمه إلى صدرها في فراش النوم .
الصبية الشقراء الشبقة ، سليلة المضاربات المالية الكبيرة ووريثة المغامرات العاطفية المثيرة تمكنت من الظفر به ، وفي ليلة الزفاف أمطرت الرؤوس جنونها على قلوب العاشقات أحلاما وردية حزينة ، باستثناء الشقراء الشبقة التي غرقت في بحر دموعها وهي تتلوى غضبا على فراشها لأنها وجدته تمثالا من طين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مداخلة
آمنة القريشي ( 2010 / 9 / 6 - 06:16 )
لو لم يكتب اسم الأديب الرائع أحمد الجنديل على القصص فأنا أقسم أنها للأستاذ الجنديل .
اللون الأدبي الذي أمامي رائده الجنديل بامتياز .
قصص مفتوحة على رمزية عالية ، لغة سلسة ، مفردة راقصة ، حبكة فنية مصممة باحترافية عالية ، استهلالات ججميلة ، خاتمة هائلة تشكل ومضة حادة يلقيها قلم الكاتب المبدع على ذهن المتلقي دون مقدمات .
تحية للأستاذ الأديب الجنديل صاحب الحرف الصادق المبدع .


2 - تحية
نزار الدليمي ( 2010 / 9 / 6 - 23:31 )
قصص رمزية تتضمن معاني كبيرة في سطور قليلة
تحية للكاتب أحمد الجنديل وتحية للحوار المتمدن


3 - كلمات في سطور ذهب
خالد الساعدي ( 2011 / 2 / 24 - 19:26 )
كلماتك تكون في القلب قبل ان تكون في لفض لسان القارئ
تتكون عبارات الصدى البعيد في افكارك هي النبع الواسع
لك خالص التقدير يااستاذنا الكبير احمد الجنديل

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟