الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة

سامي الاخرس

2010 / 9 / 6
القضية الفلسطينية


غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة
للحظة شعرت وكأني أشاهد خطاب لزعيم عربي أمام برلمانه الصوري الذي يُفصله على مقاسه، شخص واحد يقف بياقته السلطوية ينظر ويخطب ببهرجة الزهو والغرور الاستخباراتي، وآخرون يصفقون بحرارة بلغة" عاش الملك مات الملك"، هكذا انتابني الشعور وأنا أتابع المؤتمر الصحفي الذي عقدته كتائب القسام بغزة وجمعت به أذرع لا تمتلك من الحقيقة سوى الاسم، ومن الفعل رواتب تقدم لها لتخدم أجندة ما حزبية وتنظيمية، وهذا لم يفاجئني مطلقًا، لأن المقاومة الفلسطينية أصبحت مقاومة شعار وخطاب وتهديد أعادت لنا ذكريات البيانات الصحفية والختامية من زعماء الأمة ووزراء الخارجية" ندين، نشجب، نستنكر، ردنا سيكون بالزمان والمكان المناسبين" تصريحات فراغية تتشظي بسماء الوهم الشعبي، لا تستهدف أكثر من بهرجة إعلامية بنكهة استغباء للمشاهد، والمستمع، دون أدنى فعل حقيقي، أو تخطيط استراتيجي واضح المعالم، محدد الأهداف.
ما فاجئني هو حضور كتائب الشهيد أبو على مصطفي للمؤتمر، وهو المرة الأولى التي اشعر أن كتائب ابو على ذراع الجبهة الشعبية، قد ابتلع الطعم، ولم يعد هو الذراع الذي لم نكن نسمع له سقطه، أو ابتذال لدوره ومكانته ومبادئه المستوحاه من مفهوم التحرر، والوطن أولًا وأخيرًا، وكذلك لمواقف الجبهة التي لم تكن بيوم مواقف تنحاز لمهرجان خطابي أو بهرجة احتفالية، لا تستهدف أكثر من السب والقذف والتخوين........... وهو ما لم نعهده مطلقًا بالجبهة الشعبية من قبل.
هنا لست مختلف مع المؤتمر للأذرع العسكرية، ولكني مختلف على الآلية والمنطق الذي عقد فيه هذا المؤتمر، وهو منطق الراعي والغنم، حيث أن كتائب القسام الذي أشرفت عليه، هي من تمنع المقاومين بغزة من إطلاق أي صاروخ على الاحتلال، وهي من تفسر المقاومة وفق المصالح السياسية لحكومتها في غزة، ووفق مفهوم المقاومة الذي أصبح مجزأ لغايات سياسية، ولا يهدف لعملية مقاومة فعليه تستهدف العدو في كل مكان وزمان، فأي غرفة عمليات تلك التي أعلنت عنها الأذرع العسكرية، وما مهمتها، وغاياتها، هل غاياتها تنظيم إفطار صحفي للقذف والسب والتخوين، أم ترتيب أجندة المقاومة فعلًا وليس قولًا وتخبطًا، وما هي الخطط التي انطلقت منها هذه الغرفة المعلن عنها، إن كان يوجد هناك خطط من الأصل، لأن الواقع أثبت أن المؤتمر أو المهرجان خطابي احتفالي بلا تخطيط تم اقتياد أذرع المقاومة وخاصة كتائب أبو على مصطفي، وسرايا القدس لتكون شاهد زور، وضيف كضيوف أعضاء البرلمانات العربية يصفقون دون أن يفهمون شيئًا، يتركون عقولهم ويستحضرون اكف أيديهم لتصدح بتصفيق لصاحب الفخامة والعظمة.
فالأحرى بهذه الأذرع كان أن تعقد مؤتمر للإعلان عن خطة مواجهة عسكرية شاملة، وإعلان مبادئ على مواصلة المقاومة بغزة والضفة سيان، وبنفس الوتيرة، وإبعاد المقاومة عن التجاذبات السياسية ومنحها هويتها المفقودة منذ اتفاقات أوسلو الرذيلة، والإعلان عن برنامج مقاوم لإفشال المفاوضات بمنطق المقاومة، وليس بمنطق السياسة الحزبية ومصالح الأحزاب، وغاياتها ومراميها.
انفض المؤتمر، وارتحل الموكب دون أن نعلم ما مصير المقاومة بغزة، وما مصير المقاومين الذين اعتدى عليهم وهم يتوجهون لإطلاق الصواريخ، أو يرابطون بمناطق الرباط، وما مصير فتح جبهة من حدود غزة، أو حتى مصير المقاومة بالضفة وكيفية الإرتقاء بفعلها الوطني عامة، وليس الفعل السياسي المغلف برائحة الحزبية التي صبت رصاصها وقذائفها في أجساد أبنائنا وحولت جلهم لمعاقين، وأموات تحت أنقاض شراستنا السلطوية المتنازعه على جيف الكرسي الذي أسر غزة بظروفها وجحيمها، ومزق الضفة بحواجزها وتنازلاتها، هذه هي الحقيقة التي كنت آمل أن اسمعها من الأذرع العسكرية، وليس شهادة الزور والانقياد للمرعى لأكل البرسيم والأعشاب والعودة إلى حظائرها تائهة لا تدرك اين تصوب فوهة بندقيتها.
فالمقاومة أيها المقاومون تعلمناها منذ القدم بأنها لا تجزأ ولا تنحصر ببوتقة سياسية، ولا تنقاد صوب حدب دون الآخر، هذه المقاومة التي تعلمناها وادركناها من وديع حداد، ومن كلمات الأسير أحمد سعدات، عندما أنطق الحجر قبل البشر بالقول الرأس بالرأس ..
سامي الأخرس
الثالث من سبتمبر 2010م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما