الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستقالة

حسب الله يحيى

2010 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


افق
إستقالة
حسب الله يحيى

تأمين حياة الناس وسد حاجاتهم المعيشية والخدمية ، تقع في اولى مهمات الحكومة ..
فكيف سيكون شكل حكومة ليس بمقدورها تأمين أي شئ للناس ؟
هل هناك حكومة في الدنيا لا تؤمن سوى الابقاء على نفسها داخل منطقة محصنة يطلق عليها (المنطقة الخضراء)؟
حياة الناس مهدورة ، وتموين عيشهم يسرق في السر والعلن ، وإرواء عطشهم بات مستحيلاً ، وضوء وجودهم مطفأ، ولا من احد يسد جوعهم ويداوي جراحاتهم ويربي اطفالهم .. ؟
ليست هذه صور مبالغ في رسمها، ولا نظرة تشاؤم الى واقع مليء بالسلبيات ، وانما تلك حالات خطيرة ، أهملتها هذه الحكومة وسابقاتها ، حتى غدا العراق بلا عراق ، والوطن نهب القتلة والمفسدين في الارض .. يعبثون به كيفما يشاؤون !
ومع ذلك يباهي النواب أنفسهم بأنهم ممثلو الشعب المنتخبون .. من دون أن يقدموا لهذا الشعب لقمة آمنة مستقرة.
إن مانشهده من جرائم قتل وفساد .. كل يوم يؤكد أن الدولة العراقية برمتها غائبة عن العراق والعراقيين .. ولايملك ساستها سوى الحديث عن الوطن والوطنية ، في وقت يهدد وجود الوطن وتستباح دماء وقوت أهله ..
أي وطني هذا الذي يوفر لنفسه الامن والسلام وترف العيش والرفاه ، فيما جميع الناس من حوله يتضورون من قلق وجوع وسجن ومرض وعزلة ؟
لقد آن الاوان أن تعلو الاصوات ، ويتحرك أصحابها باتجاه البحث عن سبيل الخلاص من هكذا أوضاع لم نشهد لها مثيلاً من قبل .. والعمل على فضح ومواجهة كل القوى التي تعمل عاى استرخاص دماء وثروات العراقيين ، وفضحها ومعاقبتها وانقاذ الناس من وجودها ، بوصفها كائنات ضارة ولابد من اقتلاع كل مايضر ويسيء ويفسد ويقتل ويخادع الاخرين بشعارات الوهم الكاذبة.
نعم.. إن حياة السقم المرة التي نعيشها ، لايمكن أن تبقى كما هي .. تحصد ارواح أبنائها وتسلب منا ثروات بلادنا وتبقى على هكذا فوضى .. لايحكمها قانون ولاتنظمها قيم .. ذلك أن الامور كلها قبلت ، وبات الواحد منا لايأمن على نفسه وعياله من سوء الاوضاع المتردية التي يعيشها منذ سبع عجاف..
أن واقعاً بهذا السوء، يحتاج الى منفذين ، لئلا يتفشى الحال ويغدو كل شيء رماداً ، وتتحول البلاد الى مقابر .. وعندئذ ليس بمقدور الاصلاح ان يصلح شيئاً .. في وقت ليس بمقدورها أن نستبدل العراق بالعالم كله .. وعندما لاتقوى على الاستبدال .. ننطفي ونيطفيء فينا عراق كناه وعراقيون كناهم .. !

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ حسب الله يحيى
عزيز عبد الحسين راضي ( 2010 / 9 / 6 - 15:49 )

كفيت و وفيت ،بمقالكم هذا الذي عبر عن اوجاعنا و معاناتنا منذ سبع عجاف كما ذكرت وشكرا

اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟