الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق..كلّنا طبيب نفسه!

علي شايع

2010 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


سامع حديث العراقي عن الأمراض والعلاج، يظن أنه في حضرة تجربة طبية كبيرة، فمثل هذه المعلومات لا يملكها إلا أهل الاختصاص والخبرة، ولكنّنا -عراقياً، وبأصغر أعمارنا- نعرف تفاصيل سيتوقف عندها أي شخص خارج حدود بلدنا.

سيسأل السامع الغريب؛ لم كلّ هذه الأمراض، والفجائع الطبية الموحية بأننا شعب لا يمتلك مقومات الثقافة الصحية والطبية؟.

الجواب ستتحمل فيه الظروف الجوية، والعوامل المناخية، والتلوث، ونقص الخدمات، المسؤولية الكبرى عما يحصل. فهل ستكون هذه الأعذار مقنعة؟.

جوابنا التبريري للسؤال أعلاه، سنقول فيه: نعم، أصبح العراقيون بفعل الحروب والحصار وعوامل شرّ مصاحبة؛ أطباء أنفسهم. ولكنهم أدمنوا الدواء، واستسهلوا طريقه، وزهدوا بالوقاية، جاعلين الدواء ملاذ احتياجهم الأول. ونسوا أن انتفاء هذا الدواء، أحيانا، يجعل الإنسان ميالاً إلى العلاج الطبيعي.

من تجربة سجن عسكري : كنت أعاني من صداع مزمن قبل السجن، وكم أرعبني أن لا أجد علاجاً، في مكان أكثر ما يمكن أن يقال عنه إنه معتقل، لأن الداخلين إليه لدى معظمهم قضايا تتعلق بالموقف السياسي في الهرب من الحرب..وأدمنوا شح السجن، وتعلموا فيه، وتعلمت منهم طريقة مساج لأعصاب وشرايين الرأس تعالج الصداع طبيعياً.

ربما لا تبدو قضية العلاج الطبيعي فاعلة في واقع أمراض لا تعدّ ولا تحصى، ولكن يبقى الدور الأهم للوقاية والحمية، والثقافة الغذائية، التي ستحتاج إلى نقاش طويل، فتغذيتنا بشروط الوجبات العائلية لا تبدو تامة الوعي بالمقارنة وبقية الشعوب. وهي قضية تبدو الآن واضحة بفعل الانفتاح على العالم عبر الفضاء، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن أكثر الثقافة المتلقاة من الفضائيات هي ثقافة عربية، لا تبدو صحية إلا في بعض البلدان مثل سوريا ولبنان.

وأسأل بقلق: إلى أي حد يا ترى يستفيد المشاهد العراقي، من الإعلام (الغذائي) المبثوث في ثنايا فترات البث؟.

وهل نمتلك إعلاماً صحيا للوقاية؟. أو رصيد قراء ومتابعين لما ينشر في صفحات جرائدنا ومجلاتنا، من تقارير طبية، ونصائح ، وتثقيف، وتوعية عامة؟. ألم يبق الكثير منا معتقداً أنه في غنى عن أي إرشاد طبي أو صحي؟. وهل نتعلم يومياً شيئاً مفيداً لديمومة الحياة الصحية الصحيحة؟. وماذا سيعني مشهد امرأة كبيرة السن تحفظ عن ظهر قلب أسماء أدوية وعلاجات أجنبية؟..ألا يعني هذا ان العلاج متداول ومعروف لدى أبسط الناس كما لو ان كل واحد منهم صيدلاني أو تاجر أدوية محترف، لكنهم يهدرون صحتهم بالتجريب، ولا يدركون أهمية ترشيد استخدام الأدوية؟.

أين طبيبنا من كل هذا؟..او لم يعش عالمه الخاص، في صومعة عيادته؟.

هل يمتلك طبيبنا وعياً صحياً غذائياً شخصياً، يمكن أن يكون قدوة؟.. وهل يمتلك وعياً دوائياً؟. وهل يجدد معلوماته؟..هل تصله نشرات العلاج المتجدّدة في سياق تطويرها اليومي؟.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى