الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العراقية ساهمت في 200 دولار لأهانة لاجئيها في الأردن

فادي البابلي

2010 / 9 / 6
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة



200 دولار كانت سببا في تأكيد أن الفساد الإداري لا يزال متغلغلا في جسد الوسط العراقي ومن اصغر موظف إلى اكبر شخص حكومي عراقي وحتى لا يقول القائل أن كلامي بلا دليل اطلب من المشككين أن يتواجدوا في مقر بنك الرافدين العراقي فرع الأردن منذ ساعات الصباح ولغاية الساعة الثانية بعد الظهر ليكتشف أن ما أسمته الحكومة العراقية بالعيدية للاجئين العراقيين المتواجدين في الأردن قد تحول إلى مسرحية بطلها الذل واهانة الكرامة للمواطن العراقي حيث أهدت الحكومة العراقية للاجئين العراقيين مخصصات كبيرة لكن الفاجعة التي وصفها البعض بأنها مهزلة حيث تفاجئ المئات من العراقيين المتواجدين منذ ساعات الصباح وحتى المساء لأيام كثيرة بأن الموظفين في بنك الرافدين لا يتجاوزون 5 أشخاص ودورهم غير فعال وتظهر عليهم علامات الارتباك فضلا عن تغير لجنتين لهذه الغاية..

بالإضافة إلى الأمر الذي يجعل أحاسيس المواطن العراقي تخدش حين يخرج احد رجال الأمن الأردني الذي وضع في بوز المدفع ليقف في وجه المواطن العراقي ويستفسر عن طلبه والتردد واضح على ملامح وجهه حين أعطاه احد الأشخاص ورقة لتسجيل اسمه لدى البنك وهو واقف في حيرة ما بين أخذها وما بين الرفض فأن أخذها ثار المئات من المتجمهرين ليسجلوا أسمائهم فالأفضل له أن يرفضها كونه غير مسؤول عن التنظيم الإداري لكن السؤال لماذا يتواجد رجل امن أردني مع اللجنة المختصة بتوزيع النقود إنها ليست صدفة لكنها ملعوبة بقصد الترهيب فالكل يعلم أن اللاجئ العراقي لا يحمل إقامة في الأردن وأي احتكاك مع رجل الأمن يعرض حياة أسرة كاملة إلى خطر " التسفير " لهذا يتحاشى الكثير الاحتكاك برجال الأمن..

وان تحدثنا عن الفساد الإداري وسوء التنظيم الذي كان واضحا منذ أول يوم اقر فيه توزيع المساعدات وخصوصا في بنك الرافدين حيث تم تغير لجنتين مخصصة من الحكومة العراقية والملفت بالنظر لماذا لم توزع هذه المخصصات على أكثر من بنك حتى لا تشكل الأعداد الكبيرة للاجئين العراقيين أعباء على كاهل البنك وهذا رد حول ما قاله احد المسؤولين في البنك بأنهم تفاجئوا حين شاهدوا هذه الأعداد الكبيرة وان البنك مساحته صغيرة ولا تستوعب هذا القدر من المتجمهرين السؤال يا سادتي لماذا لم تعطى هذه المبالغ للأمم المتحدة لكي توزعها بطريقتها السهلة السلسة للكثير من العراقيين في الأردن حيث يستلم اللاجئون في كل بداية شهر عبر بنك القاهرة عمان مبلغ وقدره عن طريق البطاقة الالكترونية دون أي مشاكل إلا إذا كان هناك أمر أخر يسير من تحت الطاولة وحين يسال المواطن عن السبب الذي يجعله ينتظر 4 ساعات أو خمسة لمدة أسبوع كامل بغية استلام 200 دولار لا يجد إجابة لكن الإجابة تكمن في محورين أولها الجانب الحكومة والأخر الجانب البنكي..


الحكومة العراقية أرادت من خلال هذه المبادرة أن تظهر تعاطفا واهتمام بالمواطن العراقي أين ما حل وارتحل
لكن هناك أمر أخر يمكن أن يكون له صلة بهذه " العيدية " حيث أن الحكومة الحالية يترأسها نور المالكي المنتهية ولايته بشكل مؤقت ويرى البعض أن المالكي يريد أن يظهر بأنه مهتم بحال العراقيين ليكسب بعض الأصوات بجانبه خصوصا وان هناك مناقشات ومناورات ما بين الكتلة العراقية ودولة القانون التي يترأسوها
هذا احتمال وارد بشكل كبير لكن لضرورة عدم اتهام أي شخص يمكن أن تكون هذه المبادرة لا تحمل شيئا في طياتها وتكون مبادرة خير لكن جاءت بعكس كل التوقعات فبعد أن أرادت الحكومة مصالحة المواطن العراقي
تبدل الحال وأصبح الوضع أسوء حيث شعر المواطن العراقي في دول الاغتراب وخصوصا الأردن انه مهان
ومسلوب لحقوقه حيث أن المبلغ يجب أن يصل لكل أسرة دون أي معاناة روتينية من حيث الإجراءات لكن ما حدث يشكل فجوة كبيرة ما بين المواطن والحكومة العراقية حين يطلب أن ترسل هذه المساعدات إلى منظمات وجمعيات إنسانية لدقة تنظيمها وعدم التميز فيها لبعض الأشخاص هنا أيضا نترك السؤال مفتوحا..


وان تطرقنا إلى قضية بنك الرافدين فرع الأردن سنجد أن هناك قضية جدلية حول اختيار هذا البنك من قبل الحكومة العراقية حيث أن بنك الرافدين فرع الأردن لا يعمل بشكل فعال وفي الحقيقة ودون مبالغة الكثير من المواطنين العراقيين في الأردن لو سألته قبل توزيع هذه المخصصات عبر بنك الرافدين وسألت أين يقع بنك الرافدين أكاد اجزم أن نسبة قليلة تعرف مقره فضلا عن عدم تفعيل دور هذا البنك من الناحية التعاملية في النقود
حيث أن البنك لا يصرف ولا يحول أموال إلى العراق ولو نظرنا على البنية التحتية للبنك لقهقهة ضحكا على هذه
البناية العتيقة وشبابيكها المكشوفة ولا اعلم هل هذه الشبابيك كسرت لغرض التهوية في فصل الصيف
ناهيك عن عدم تواجد موظفين على مستوى جيد حيث لا يتواجد في البنك سوى خمسة أو ستة أشخاص في هذه الأسابيع التي تعتبر من أهم الأيام خصوصا مع المخصصات التي قرر توزيعها ألا يجب أن يزيد طاقم البنك ليستوعبوا هذا العدد الكبير عتبي على الحكومة العراقية أن تعد الأطفال والنساء والشيوخ يقفون كالخراف في ساحة البنك وفي الشوارع في العلن وموظف البنك لا يتعب نفسه لكي يجيب على أسئلة المواطنين حيث اضطر الكثير لتسلق الجدران والشبابيك " كالقردة " لطرح سؤال بسيط لكن الموظف العراقي يترك المواطن في حيرته ويرسل له رجل امن ليجيبه آو " ليخيفه " كما أن الطريف بالموضوع أن إذاعة إل بي بي سي علقت على هذا بقولها أزمة خانقة للسير في الدوار الثاني – الأردن سببها المواطنين العراقيين إلى متى يستمر المواطن العراقي بطل لتقارير ومسلسلات الذل والاهانة أمام شاشات العالم..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت