الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السقوط

محمد شرينة

2010 / 9 / 7
الادب والفن


كان يائسا للحد الأكبر ويشعر بالضيق وذات يوم قالت له أحداهن ولا يتذكر كيف وجهت إليه الكلام، هل قالت يا أخي أو يا صديقي أو يا بني أو يا حبيبي وهي الكلمة التي يحبها الرجل أكثر، أم استعملت الكلمة التي يكرهها الرجل أكثر، يا عمو، لكنها قالت له: في العمق العميق، أيها الذكي ما الذي يضايقك؟
قال لها بمنتهى التعمق ليس الفشل وإنما تكراره، فقالت له:
فَكِرْ بأن كل مهمة هي عملية اجتياز وادي عميق من طرف إلى الطرف الثاني وذلك على حبل ممدود بين الطرفين، وأسوء فشل هو أن تسقط في منتصف المسافة تماما، لأنها أعمق نقطة في المسار وبالتالي عندما تسقط في منتصف المسار تماما تهوي أكبر مسافة إلى الأرض. ومع ذلك فالناس يسقطون في منتصف المسار ليستقروا تماما في قعر الوادي ولا تنتهي الدنيا.
العمل الطبيعي بعد السقوط – اذا لم تمت لأنك اذا فعلت فقد قُضي الأمر فهو النهاية الطبيعية لكل حي - هو أن تستسلم لفترة سكون تخف فيها آلامك وتستعيد شيئا من قوتك، ثم تجلس وتتأمل كيف ترمم جروحك. يتلو ذلك أن تفكر في أي الجانين أسهل عليك صعوده. وفي معظم الحالات يكون الرجوع إلى نقطة البداية أسهل. لأن مثل هذه المنحدرات تكون من جهة النهاية قائمة لدرجة يصعب تسلقها ولهذا السبب ينصب الحبل لتجاوزها من طرف إلى الآخر، بينما الطرف المحاذي لنقطة الانطلاق أسهل تسلقا ولو فقط بسبب ما تراكم على سفحه من الأشياء التي سقطت وردمته، فهي تسقط هنا أكثر من هناك فهنا أقرب من هناك.
ثم عليك أن تبدأ بالعودة ولنقل أنك وجدت المناسب أن تعود إلى نقطة البداية. عندما تصير حيث كنت قبل أن تبدأ، ما عليك أن تفعله هو أن تعيد عمل جميع الأعمال التي عملتها وأنت في القعر ولكن بشكل أكثر اتقانا.
التصرف التالي هو أن تعيد الكرة إلا إذا كنت قد وصلت من خلال تجربتك تلك إلى شيء أفضل من الذي كنت تفكر فيه قبل بداية المغامرة. عندما تنطلق باتجاه القمة المقابلة للمرة الثانية، فمن المعقول أن تسقط أيضا، وهذا ليس المقياس فالمقياس أين تسقط. فإذا عرفت أنك غير قادر على إتمام الرحلة وبالتالي افلت الحبل قبل متر من المنتصف فأنت تسقط مسافة أقل هذه المرة، ونفس الشيء يصح إذا فعلت ذلك بعد متر من المنتصف.
في الحالتين تكون رحلتك السابقة مفيدة وكل ما عليك عمله هو تكرار العملية، لأنه سيكون أمامك احتمالين، إما أن تصل إلى القمة التي تريد وإما أن تنقضي أيامك وأنت تحاول. الأول هو المطلوب؛ أما بالنسبة للثاني فان المرء كثيرا ما تنتهي أيامه وهو في حضن أنثاه لم يتم مهمته وفي كلا الحالتين ليس هناك من مشكلة.
في كل الأحوال أنت ستموت وعندك مهمة غير كاملة الانجاز، ولا فرق أن تكون هذه المهمة أو التي تليها، فلو أنك أتممت انجاز هذه المهمة فأنت ستشرع في مهمة تالية. فنحن الشرقيين لا نتقاعد لأن أولادنا لا يكبرون أبدا أو لأننا ندخل الحياة بشكل متأخر ونخرج منها متأخرين.
عندما تسقط كل مرة في المنتصف فهناك مشكلة في مستوى الحكمة لديك ومن عنده مشكلة من هذا النوع يكون كالذي سقط في بئر عميق لا يمكنه الخروج منه إلا بمساعدة غيره. هنا عليك البحث عن غير يكون مناسبا لمساعدتك كما أن عليك طلب المساعدة من هذا الغير، ولو تكرر ذلك مرارا لأنك إما تحصل على المساعدة التي تريد أو تموت خلال ذلك كما يموت الرجل في حضن الأنثى بسبب أزمة قلبية مفاجئة يسببها الإجهاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح