الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهاء المهام القتالية

حبيب النايف

2010 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


انتهاء المهام القتالية للقوات الأمريكية..
بين مطرقة الإرهاب وسندان أزمة تشكيل الحكومة
حبيب النايف

الإعمال القتالية الأمريكية انتهت كما صرحت القيادة المركزية الأمريكية
لكن الوجود الأمريكي باق وملامحه متواجدة في البلاد بعد أن تغيرت المهام لتصبح مقتصرة على التدريب وزيادة الخبرة لأبناء القوات المسلحة والقوى الأمنية من جهة والمساهمة بدعم العملية الديمقراطية من جهة أخرى لغرض بناء الدولة المدنية الحديثة التي كانت تراود الجميع بعد أن سقط الصنم وتداعى حكمه الديكتاتورية لنحلم بكيان سياسي يضمن الحقوق ويوفر ما افتقده العراقيين على مدى العقود الماضية لكن الحلم تبخر ولو لفترة مؤقتة بعد أن تكالبت القوى الشريرة على البلد لتغرز مخالبها القاتلة في لحمه الطري وتحدث شرخا داخل المجتمع لم يكن موجود أصلا حيث لعبت على الورقة الطائفية لتجعل منها خيارها الوحيد والتي استطاعت أن تمزق به الجسد العراقي الواحد وتخلق حالات مرفوضة أخذ تأثيرها يسري كالنار في الهشيم ويؤجج صراعات بين أبناء البلد الواحد لكنها انحصرت لتبقى جمرة تحت الرماد قابلة للاشتعال في أية لحظة ضمن هذا الوضع الهش .
إن ما يواجه البلد في المرحلة الراهنة بعد تعثر الجهود السياسية للاتفاق على تشكيل الحكومة لعدم وجود مرجعية سواء كانت سياسية أو ديمقراطية يتم الاحتكام إليها لغرض تهيئة الأجواء المناسبة للانتقال السلمي للسلطة والذي يرافق دائما أية انتخابات ويكون نتيجة طبيعة لما تفرزه تلك الانتخابات مما يولد حالة من الشعور النفسي والاجتماعي لدى المواطن بأنه لم يفرط بصوته وان ما قام به كان خطوة في الاتجاه الصحيح ليؤسس لحالة جديدة لم تكن موجودة سابقا مما يدفعه بالمطالبة من منحهم ثقته بتطبيق البرنامج الذي وضعوه ليرى الاصابع البنفسجية قد أنتجت ثمارها مما يجعله مطمئنا لمستقبل امن يضمن له والأجيال اللاحقة الرفاهية المنشودة .
إن اختفاء المظاهر الأمريكية المسلحة من الشوارع العراقية وخاصة في المناطق الملتهبة والساخنة كما يحلو للبعض تسميتها قد يساعد على تخيف الضغط النفسي على المواطنين في تلك المناطق و يساعد على انتشار الأمن و الهدوء نوعا ما بزوال السبب الذي يجعل من الذين استغلوا تلك الحالة لتأجيج مشاعر البسطاء والاستفادة منها لغرض القيام بعمليات مسلحة يروح ضحيتها الأبرياء ويشجع الناس المغرر بهم للانسياق وراء تجار الحروب لغرض تجنيدهم والاستفادة منهم لهذه الأمور التي جعلت منهم إرهابيين رغما عنهم
كذلك يفتح الباب لقواتنا الأمنية من القيام بدورها بفرض الأمن والسيطرة على المظاهر المسلحة التي تجوب الشوارع بين الحين والآخر ليكون اختفائها عامل مساعد للمواطن من التعاون مع القوات الأمنية والإخبار عن كل ما من شانه أن يعكر أجواء الأمن والسلام ليعم الوئام وتسود المحبة بين الجميع لنعيد للأذهان ما كان يتحلى به العراقيين وروح الألفة الذي تميزوا بها .
لقد أصبحت القوات الأمنية الآن في مواجهة مكشوفة مع الإرهاب بعد أن زال العذر الذي يحفر الآخرين على القيام بعمليات مسلحة وتسميها مقاومة للاحتلال .
لكن الاحتلال قد سحب آخر قواته القتالية وتحول الملف الأمني بيد فواتنا والتي يتطلب دعمها والوقوف إلى جانبها لغرض السيطرة على كل ما من شانه تعكير أجواء الأمن لتوفير ما يحتاجه المواطن كذلك القضاء على المظاهر الإرهابية التي انتشرت بشكل لا مثيل له مستغلة بذلك خروج القوات الأمريكية لتثبت بأنها قوية ومازالت موجودة في الشارع مما يولد حالة من الرعب والاستفزاز للمواطن العادي ولتؤكد مرة أخرى بأنها تعمل على زعزعة النظام والأمن في البلد وليس محاربة المحتل كما تدعي .
إن خروج القوات الأمريكية القتالية من البلد يتطلب من القادة السياسيين أن يفكروا مليا ويضعوا في حساباتهم المصلحة العامة فوق الحسابات الخاصة ويتصدوا للمرحلة القادمة بروح من العزيمة والشجاعة وإنهم أهلا لتلك المسئولية ويسارعوا بتشكيل الحكومة وفق المبادئ الديمقراطية والتي تضمن للجميع استحقاقاتهم الانتخابية والابتعاد عن المحاصصة الطائفية والعرقية والتي ستكون نتائجها سلبية فيما بعد لتكون عرف سياسي قد يدفع البلد لمزالق خطيرة يبقى العراقيين يتحملون نتائجها السلبية للسنوات اللاحقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انبطاح مستوطنين بسديروت خوفا من صواريخ غزة


.. ضابط استخبارات أمريكي يستقيل بسبب ما يجري من أحداث في غزة




.. ملك بريطانيا تشارلز الثالث يكشف عن فقدانه لإحدى حواسه بسبب ت


.. أخبار الساعة | صحيفة أميركية: مصر تدرس سحب السفير وقطع العلا




.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية يقول لـ-العربية- إن واشنطن ض