الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


براعة الحوار الثنائي في النص القصصي

صالح جبار محمد

2010 / 9 / 8
الادب والفن



في قصة (تمهل ... فأنها الحلاوة) للقاص (حنون مجيد) ضمن مجموعته القصصية (تأريخ العائلة) نكتشف ان القاص بارع في ادارة حواره الثنائي مع البطلة من خلال دعوته :
( تفضل ... حلاوة ... حلاوة ياسيدي ... ذق حلاوتي )
تكرار كلمة ( حلاوة ) تأكيد على نمط معين ليس بالضرورة البضاعة فهناك دائما حلاوة من نوع اخر يحاول ان يستجليه لأنها تطرح سؤالها : هل انت مصاب بعطب ما ..؟
العطب عنوان متخيل لما ستؤول اليه الامور .. انها ايحاءات تفترض نصوصا مقروءة وليست مكتوبة لأنها تعطي زخما متوازيا من الدلالات :
مثال – ( ليس كل ذي صحة محبا للحلاوة )
هذا النمط القصصي يمكن اصطلاحه بـ(القصص الاذاعية) حيث الوصف يرد على لسان ابطال القصة .
( ومن يحكم ؟ اجابت . لازلت امام طبقي ولقد مرّعليك رجال ورجال كانوا يشاهدونك ويهمسون .. انك انت الواهم ياسيدي .. في نفسك رغبة في الحلاوة لكنك تمنعها باصرار شديد ومن يمنع نفسه عن شيء يحبه يقع في الخطأ لاحقا .. انا ابيع وانت تشتري وهذا افضل من ان تسرق )
لو اغمضنا اعينناورحنا نستمع للنص نجد انه يوصل الى المستمع كل التفاصيل المطلوبة في القصة بواسطة الحوار المكتوب بعيدا عن الوصف حيث نرى حتى حديث النفس يسرده الابطال والتأكيد على رغبة الحلاوة المتشظية المعاني ..
أنه نمط من القص ( قرائي ) اكثر منه ( كتابي ) لأنه يعطيك رسما بيانيا لكل الخلجات الداخلية والخارجية وبمستويات مفتوحة تحاكي الاذن قبل العين انها لاتحتاج الى التركيز النظري بل ما تحتاجه التركيز السمعي الذي يتولى الحورات التي اراد لها القاص ان تأخذ منحى فكريا :-
( تغرين الانسان على تذوق حلاوتك مادام لسانك حلو ) ( الحلاوة لاتتعارض مع العصمة )
أنه يحاول بأنزياحات متكررة ان يكشف ( الحلاوة شيء سحري يتفشى في العروق ويصقل الدم)
يحاول جاهدا ان يأخذنا ( بقصته الاذاعية ) الى ابعاد فكرية معينة يستطيع من خلالها طرح افكاره بصوت عال : ( وما هي ياترى حلاوتك ؟ )
( الكون وما يزخر به من اشياء .. اما قلت لك من قبل )
هنا تتجلى نزعة مجردة ( صمت وتراءت امام عينيه سبل لم تآلفها عيناه من قبل )
عنده الشبع يقود الى الزهد ( حسنا لقد ذقت حلاوات العالم كله ) ( ومن هنا ترينني زاهدا لا التفت الى يمين او شمال ) لكن يبقى داخله هاجس يتردد ما بين ( بائعة الحلاوة – وبائعة الهوى ) لأنه يؤشر على نفسه الجهل رغم ذوقه ( حلاوات العالم )
هنا التلقي سمعي يكشف رضوخه ( الحرارة تأكلني .. تأكل جسدي ) ويكون تابعا في ( مدينة النخيل . حيث تكثر الحلاوة )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال