الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و كيف يُمات الموت ؟

أسعد البصري

2010 / 9 / 8
الادب والفن


نحن شعب من الشعراء
فقد صدرت أخيراً من بيروت مجلة بيت الشعر
كتب مقدمة المجلة السوري أدونيس قائلاً..
فالقصيدة التي تُفْهَم دون أيّة حاجة إلى التأمّل والمساءلة، لا تكون أكثر من قشّ لغويّ
...أي أن أدونيس يدفع الجماعة إلى المزيد من الغموض
وقد كتب للمجلة الجديدة أنسي الحاج قائلاً...
تحيّةً إلى المجلّة الجديدة، العراقُ الخلّاق يعلّمنا كلّ لحظة كيف يُماتُ الموت.
وقد استشهد أنسي الحاج بكلمة رئيس التحرير أحمد عبد الحسين
(تصوّر)(لسنا بارعين في التكلُّم مع أنفسنا، لهذا يخاف واحدنا الاختلاء بنفسه، لأن ذاته ستُشْكِلُ عليه، )
وهكذا هذان الشيخان أدونيس وأنسي لا يجدان ما يسليهما هذه الأيام أكثر من الضحك..
فيشجعون الغموض..وأن الشعر (سوادين)..واحد يحجي ويه روحه..
يعني إحنه ناقصين خبال؟

نحن شعب من الشعراء ...لكن نشيدنا الوطني كتبه الشاعر الفلسطيني
إبراهيم طوقان ولحنه اللبناني محمد فليفل...
لأن شعرنا العراقي لا يصلح للأناشيد الوطنية بل يصلح للهلوسة
والغموض والحديث مع الذات...أتسمع ما أسمع؟
قهقهات أدونيس وأنسي على العراقيين...
.ثم ما هذه العبارة التي وضعتها جريدة الصباح كعنوان ( العراقُ الخلّاق يعلّمنا كلّ لحظة كيف يُماتُ الموت.)
..الحضارات والشعوب تتميز بمعرفتها كيف تعاش الحياة وكيف يتم التلذذ والإستمتاع بها..هذا بشهادة فرويد و فوكو.
ثم كيف يمات الموت بالحروب أم بالنزاعات الطائفية أم بنقص الدواء أم من الحر وانقطاع الكهرباء أم من القهر؟
ما هذه البلاغة الماكرة؟.
ثم أن عبارة أحمد عبد الحسين نفسها
(لسنا بارعين في التكلُّم مع أنفسنا، لهذا يخاف واحدنا الاختلاء بنفسه، لأن ذاته ستُشْكِلُ عليه، ).
.من أين جاء تعريف الشعر على أنه حوار مع الذات؟.
..وكيف يفهمها القارئ هكذا؟ هذه فكرة الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر في كتابه في الشعرية الذي ترجمه المرحوم بسام حجار.
وهيدغر كأي فيلسوف كبير عنده تعريفه الخاص للإنسان ( الإنسان حوار مع الذات ومع المحيط).
.ولهذا فرح بشعرية هولدرلين لأنه عاش نصف حياته مجنوناً ومع جنونه كان يكتب شعراً عميقاً.
.فاعتبره هيدغر برهاناً لفكرته، فهولدرلين آنقطع حواره مع المحيط-الخارج ولكن حواره مع الذات استمر .
.واعتبر شعره في مرحلة الجنون هو الشعر المحض أو الخالص لأنه لا يملك سوى حوار واحد هو حوار الذات.
..واعتبر هيدغر الشعر هو بيت وإقامة في اللغة المطلقة المتحررة من تاريخها ...أي أن
الشعر هو اللغة في حالة ولادة
..ومن هيدغر جاءت فكرة الشعر رؤيا وطريقة أخرى للوصول إلى لحقيقة.
وهذا طبعاً فضح سرقات الكثير من المنظرين العرب.
بيت الشعر كمجلة إذا كان هدفها تشجيع مواهب الشباب العراقي واكتشافهم وتطويرهم فهذا مشروع ثقافي وطني.
أما إذا كان هدفها ترسيخ أسماء بعينها وتضخيمها والمبالغة في ظهورها الإعلامي
. باسم الأدب والشعر العراقي ، وهذا حديث سابق لأوانه

وبالمناسبة أحب أن أذكر هنا بأن كل ما كتبه أدونيس من شعر إذا استثنينا منه أغاني مهيار الدمشقي ومفرد بصيغة الجمع فهو صناعة وتصنع وقش لغوي بل قش وفير وممل. وإنه لمن هوان الدنيا على الله أن يأخذ ألسوري أدونيس كل هذه الشهرة والمجد الشعري في حين مواطنه الشاعر محمد الماغوط الذي هو موهبة شعرية عملاقة يموت مغموراً ومحروماً .
وإنه لمن هوان الدنيا على الله أيضاً أن يأخذ شويعر مثل أحمد عبد الحسين كل هذه الشهرة بينما مواطنه الشاعر العراقي زاهر الجيزاني ينزوي في ركن في بغداد بعد عودته من غربة لا تحتمل...الجيزاني أخطر موهبة شعرية في الحداثة العراقية يذكرني بأبيات محمود البريكان.
.
إني تخليتُ أمام الضباع
والوحش عن سهميْ..،
لا مجد للمجد فخذ يا ضياعْ
حقيقتي واسميْ...
~~~~
لا مجد للمجد يا زاهر الجيزاني ....يا شيخي ومعلمي في الأدب وفي التفكير السليم...وما زلت أذكر مقولتك عن توينبي في أن الحكمة النهائية للتاريخ البشري هي أنه تاريخ الإنكسارات والحظ العاثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?