الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها السادة... لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى

حسن الهاشمي

2010 / 9 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أيها السادة... لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى
حسن الهاشمي
خير الناس من نفع الناس، وحوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، وقضاء حاجة المؤمن خير من عامة الصلاة والصيام، وغيرها العشرات من النصوص الشرعية التي تؤكد على ضرورة تقديم الخدمة لبني البشر، وبما أن الخطاب عام يشمل جميع المكلفين بيد إنه يتوجه أولا وبالذات لمن بيدهم أزمة الأمور في البلد سواء كانوا كتلا سياسية أم أفرادا مستقلين، فإن مسؤوليتهم مضاعفة وما ينبغي أن يقدموه لهذا الشعب الصابر الشيء الكثير، وهم مسؤولون عن موكليهم الذين أوصلوهم إلى سدة الحكم في رفع همومهم وكشف كروبهم وإماطة الأذى عن طريقهم وتوفير سبل الأمن والراحة لهم، وعندئذ يكونون قد أدوا الأمانة وهم صادقين مع الله تعالى في إسداء الخدمة لعباده وهي من أفضل القربات، أما إذا ما نكصوا عن هذا العهد والميثاق ولأي سبب كان فإنهم محاسبون أمام الله تعالى وأمام التاريخ وأمام شعوبهم، وإذا غضب الشعب أو تحرك فلات حين مندم.
ومع كل ذلك فإن شعب العراق الممتحن يتحلى من الصبر والتحمّل للمعاناة الكبيرة التي يمر بها ما لا تتحمله الجبال الراسيات خصوصا ً في مثل هذه الظروف من ارتفاع درجات الحرارة وقلة الخدمات لاسيما في مجال الكهرباء ونقص مواد البطاقة التموينية بصورة حادة، وقد صاحب ذلك ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية حيث اغلب الناس في ضيق مادي مما زاد من معاناتهم.
إن لهذا الصبر حدود ولا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ومسؤولو الكيانات السياسية مطالبون أكثر من غيرهم بنبذ خلافاتهم وشحذ هممهم وصقل وطنيتهم وصون كرامتهم وخوف ربهم بهذا الشعب المسكين الذي بات يتلوى بين مطرقة الإرهاب وقلة الخدمات وهو يعيش على أغنى أرض في العالم وهو يحمل بين جنباته أغنى حضارة أرضية وسماوية عرفها التاريخ، بيد أن حظه العاثر ابتلاه بموقع جغرافي وعقائدي ونفطي متميز جعله مورد اهتمام القاصي والداني، فالإسراع للتوصل إلى تفاهمات مشتركة لتشكيل الحكومة من خلال المرونة في سقف المطالب والتنازل عن بعضها وتقديم المصالح العليا على المصالح الأنانية الضيقة الحزبية أو الفئوية أو نزعات الأنا الشخصيه بات من ملحات العمل السياسي في الظرف الراهن.
بالرغم من مرور ستة أشهر على إجراء الانتخابات ليس من المعقول أن يستمر الحال هكذا ولا يبدو في الأفق بوادر انفراج يمكن أن يفتح أبواب الحل للوضع السياسي؟! .. وبقاء الحال على ما هو عليه سيترك آثاراً سلبية على الجانب الأمني والاقتصادي والنفسي على العراقيين، ما يدخل العراق في معمعة لها أول وليس لها آخر، فالحكمة من رواد السياسة العراقية مطلوبة في التعامل مع حلحلة الملف العراقي، ومن لوازمها التعامل بحذر مع ملفات المصالحة الوطنية في الداخل والدول الإقليمية والمعنية بالشأن العراقي في الخارج، والخروج بأقل الخسائر المادية والمعنوية والسيادية في عراقنا الحبيب.
وعلى الكتل السياسية مراعاة هذه الظروف وعدم تحميل الشعب العراقي المزيد من المعاناة بسبب التلكؤ في تشكيل الحكومة المرتقبة، فيا أيها الحكام المنتخبون من قبل الشعب، قليلا من الحكمة وقليلا من الإيثار وقليلا من التنازل عن الذات وقليلا من تحمل المسؤولية حيال من أوصلوكم إلى سدة الحكم، طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، والكل ينتظر حكومة وطنية تخدم العراقيين بغض النظر عن قومياته ومذاهبه ومنطلقاته السياسية، حكومة قائمة على أساس المواطنة هي التي تحل مشاكل العراق، المهم تطبيق هذه السياسة وليس المهم من يطبقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة