الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمهلوا، فإني مستعجل!

سعد تركي

2010 / 9 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


أظن ألا شيء يحسنه قادتنا الأمنيون سوى الابتسام لكاميرات الفضائيات، وتبرير كل خرق أمني فاضح، والوعد ـ المؤجل دوماً ـ بمعالجة خلل مستمر منذ أعوام بحيث أصبح شيئاً مألوفاً وعادياً، مثلما أضحت مشاهد موتنا اليومي وخرائب مدننا مادة رئيسة لا يمكن لقناة فضائية أن تسمّر أعين مشاهديها وتحبس أنفاسهم من دونها.. لا شيء يحسنه قادتنا، الأنيقون دوماً، باستثناء تكرار كلام أضحى مملاً وفقد معناه وبليت جدته، كل مهارتهم أنهم قادرون بصورة عجيبة وسحرية في البقاء على كراسيهم الوثيرة مهما كانوا فاشلين وخائبين في مهامهم، ومهما لاحقتهم الفضائح، ونظن أنهم يقهقهون ملء أشداقهم ويستلقون على أجنابهم من شدة الضحك على حمق وغباء وزير كوري جنوبي استقال من منصبه لأنه عين ابنته في وزارته من دون وجه حق!!
القتلة لا يستطيعون ـ وأحيانا لا يرغبون ـ ابتداع أساليب يومية جديدة للقتل والدمار والخراب، لكنهم يضعون سيناريو واحداً لكل مرحلة يكرروه بنجاح ساحق وتفوق مبهر، لأنهم عرفوا ـ بحكم التجربة والخبرة ـ أن الأجهزة الأمنية ـ قادة ومنتسبين ـ لا تستوعب الدرس إطلاقاً، وهي تُلدغ من الحجر نفسه كل يوم.
لعلّ واحداً من أكثر تبريرات الصحّافين الجدد إثارة للمرارة والسخرية هو الادعاء بأن هدف القتلة والإرهابيين الذين يسفكون دماءنا ويحيلون حياتنا جحيماً والوطن خرائب وأطلالاً، هو تخريب العملية السياسية وإفشالها!! وكأن هذه العملية السياسية(التحفة) ناجحة وصحيحة وصحية، بدليل بسيط يراه الأعمى ويسمعه الأصم، فمنذ أكثر من ستة أشهر لم تستطع هذه العملية من إنجاب حكومة أو يلتئم برلمانها المنتخب، ويحتال عليها من وضع دستورها وسن قوانينها.
في أعقاب كل(خرق أمني) وهو في الحقيقة جرح نازف منذ سنوات، يخرج أحد صحّافي زمن الحرية والديمقراطية وسيادة القانون ويعد بمعالجة جروحنا بالرغم من معرفته ويقيننا أن الدواء لن يأتي.. في أعقاب كل انفجار يتسبب بهدر دمائنا وسلب أرواح أحبتنا وأعزتنا، تضاف مصاعب وهموم أخرى غير ما نعانيه ونقاسيه فتغلق أمامنا الشوارع وتسد الطرقات، حتى أننا في الغالب نعجز عن الوصول إلى مستشفى ربما ضمت ردهاته أحد جرحانا، أو ثلاجاته البائسة جثة لقتيل، لنبقى في الشوارع والطرقات تائهين تزجرنا وترعبنا وتهيننا سيطرات أمنية نسيت أو تجاهلت أنها وجدت لحماية أمننا ، في حين يفرّ السفاحون والقتلة ـ كما يقول البيان الرسمي ـ إلى جهة مجهولة دائماً وأبداً!.
قال أحد القادة العسكريين ذات مرة لواضعي الخطط الحربية لمعركة ما( تمهلوا فإني مستعجل).. وكان يقصد أن يضعوا خططهم ـ متجاوزين خلافاتهم ـ بدقة وعمق يفضي إلى السرعة في العمل والإنجاز، ومن المؤكد أن قادتنا ـ سياسيين وأمنيين ـ لا يمكنهم أن يتمهلوا، وليس بمقدورهم أن يتحسسوا ويفهموا كم نحن مستعجلون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو