الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حل أزمة كهرباء غزة بين تذمر الموظفين وتساؤل المواطنين

بسام عودة

2010 / 9 / 9
حقوق الانسان


حل أزمة كهرباء غزة بين تذمر الموظفين وتساؤل المواطنين
لا احد ينكر مدى التآكل في رواتب موظفين القطاع الحكومي في فلسطين، ولا سيما تلك الشريحة التي تعيش ضمن سلم خط الفقر النسبي في قطاع غزة، الذي تجتاحه موجه عاتية من ارتفاع الأسعار ووقوع المواطن ضحية بين جشع التجار وعدم رحمة أرباب الأنفاق .
ومع كل هذه التداخلات المعقدة تطل علينا بشكل دوري منتظم أزمة الكهرباء، وما يتبعها من أزمات أخري (تلوث وموت وإنفجارات ) والكل ينظر، ويفتى ، ويترقب ، والبعض يستغل تلك الأزمة لأهداف سياسية ،وعلي المواطن أن يصبر ويتحمل هذا البلاء، فقط المواطن العادي ولاسيما (طبقة العمال وصغار الموظفين ) ..
لست مبالغا حين ا لقول أن أكثر من 80% من شريحة الموظفين يبلغ متوسط دخلهم 1000 شيكل فقط ( 200 دولار ) مع العلم أن أجرة الشقة في أفقر مكان في غزة الآن- بسبب انعدام مواد البناء- قد يصل إلى أكثر من هذا المبلغ ،ولا أريد هنا الخوض في التفاصيل المعيشية لأهل غزة لأنها باتت لا تخفي على احد ..
من هنا باعتقادنا تكمن المشكلة من التآكل والتدني المطلق لرواتب الموظفين، ولكن يبدوان العصا السحرية ومفتاح مصباح علاء الدين دوما يكون في أيدي الموظفين والعمال ، الذي يتوجب عليهم دوما أن يدفعوا الفاتورة لينعم المترفين البرجوازيين ، وليعيش الأمير ، ويموت الشعب ، وأصبحنا نعتقد انه ليس من حق الفقراء أن ينعموا بأكثر من إضاءة مصباح كهربائي، لبضع سويعات من الزمن ، أما المرفهين من العيب أن تنقطع مكيفاتهم وثلاجاتهم المتخمة من خيرات الأرض المروية بعرق العمال وصغار الموظفين ..
وبرجوعنا إلى أزمة كهرباء غزة المفتعلة حيناً من الدهر، فمن السائد في أذهان عامة الناس، وفقراء غزة، أن فاتورة الكهرباء قد سددت مراراً من بعض المانحين ورجال الخير من العرب، وغيرهم ، ويتساءل المواطنين أين تذهب هذه الأموال ؟ ، وهل بالفعل سددت إلى شركة الكهرباء ؟ ، وان كان نعم ، فهل صدق ما يسمعوه ؟ ، عدا عن قيام مصر بتزويد بعض مناطق جنوب غزة بشكل دائم بكهرباء مصرية ،وهذا بالطبع يساهم في حل جزء من الأزمة .
وأخيرا جاءت رؤية أبو فهيم ، واقترح بحل سحري عاجل ، وحك صلعته ، وخرج بقرار غير حكيم ، وفى توقيت لئيم ، وفي شهر ديسمبر المتخم بالمناسبات، التي تتراوح بين مواسم( المدارس وطقوس رمضان والعيد ) واقترح بخصم 25 % من إجمالي الرواتب في الضفة وغزة ، ونظر رحيم إلى تلك القيمة وقرر أن تخفض إلى 170 شيكل أي ما يقارب ال 50 دولار ، ليصبح الراتب مثل القميص المهلهل المخروق ، ويدخل الخصم خرقًا آخر على قميص الموظفين ،ويحتار بما تبقى من مبلغ هل يسدد فيه دين البقالة ؟ أم يشتري ملابس صينية متدنية الإنتاج لأولاده ليفرحوا في العيد ؟ أم يوفر لقمة العيش وثمن الخبز والشاي لأولاده بقية الشهر ،من أراد أن يعرف الحقيقة فعليه أن يجول بأسواق غزة، ونحن على أعتاب عيد الفطر المبارك ،ومن يعرفها فعليه أن يقول للأخ أبو صابر الغزاوي كل عام والكهرباء بخير . د.ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي كاتب باحث فلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بسام عودة أن الحياة الصادقة تستحق أن نعيش كل
الدهيني ( 2011 / 11 / 18 - 21:57 )


انثي في جنون قلمي ..هناك في قلبي وطناً..
ارضه الوفاء جدرانه الحنان وزخرفته شوق..
أحلق في جنّة جنون القلم ونبض القلب..
أطوي صفحة من الزمن لتفتح أخرى
ويختزل التاريخ بين بتلات الورد
ينسج أحلام العمر في عقود
من الفل والياسمين حيث المشاعر الوردية
وقطرات الندى الحائرة
بسام عودة أن الحياة الصادقة تستحق أن نعيش كل لحظة فيها
حتى لو كانت حياتنا قصيرة
وأن هذا العالم لو لم نجد مكانا لنا فيه
فليس عيبا أن نبدع بأيدينا مكانا خاصا لنا فيه

اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار