الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة العاملة في العراق و متطلبات المرحلة

وصفي احمد

2010 / 9 / 9
الحركة العمالية والنقابية


ان للطبقة العاملة العراقية تاريخا نضاليا مشرفا على الصعيدين المطلبي و الجماهيري , فعلى المستوى الاول ناضلت في سبيل الحصول على حقها في التنظيم النقابي و السياسي منذ بدايات تشكلها , كذلك الحال فقد ساهمت مع بقية طبقات و شرائح المجتمع العراقي في الصراع مع الانظمة المستبدة لتحقيق مطامح الجماهير في الحياة الحرة الكريمة .
غير ان ليل الاستبداد و الدكتاتورية الذان لفا العراق لاكثر من ثلاثة عقود كان قد القى بضلاله الثقيلة على المجتمع بصوؤة عامة و الطبقة العاملة بشكل خاص اذ حولها غلى طبقة مستكينة راضية بكل الاوضاع المعيشية التي مرت بها , كما ساهم في تمزيق بنيتها , كسائر مكونات الشعب العراقي , نتيجة لغياب الحياة الحزبية السليمة وافراغ المنظمات الجماهيرية من محتواها عن طريق تحويلها الى منظمات ساندة لاجهزة السلطة القمعية . كل هذه الامور و غيرها ساهمت في ارجاع المجتمع الى ما قبل عصر الدولة المدنية الحديثة بعد ان اضطر المواطنات و المواطنين الى الالتجاء الى هوياتهم الفرعية للدفاع عن مصالحهم و حقهم في الحياة .
كل هذه الامور جعلت الجماهير تتمنى التغير باي شكل كان دون الالتفات الى طبيعة القوى التي ستستلم زمام الامور بعد هذا التغيير , لذلك فقد صدقت الغالبية العظمى للعراقيات و العراقيين الوعود التي كانت قد اطلقها المحتل و اعوانه من ان عهد الدكتاتورية قد فسح الطريق اما عهد جديد تسوده قيم الديمقراطية و الرفاه الذي لن يتحقق الا من خلال تحويل الاقتصاد العراقي من موجه الى حر عن طريق تعديل القوانين الاقتصادية لفتح الطريق امام الشركات متعددة الجنسيات للاستثمار في البلاد , بشكل خاص في مجال الثروة النفطية ,و ما سيؤدي هذا الاستثمار من تحسين للاوضاع المعاشية للمواطنات و المواطنيين عن طرق ايجاد فرص للعاطلين و جلب العملة الصعبة التي ستمكن العراق من اعادة الحياة لبنيته التحتية المخربة . لكن الجماهير سرعان ما بدات تصحوا من اوهامها خصوصا بعد ان دخل العراق في نفق السيناريو الاسود بسبب سيطرة القوى الطائفية و العنصرية على المشهد العراقي و ما رافقه من تردي غير مسبوق في الخدمات الاساسية حتى في المحافظات التي كانت تنعم باستقرار نسبي .
ان هذه الحقائق و غيرها لابد ان تدفع الطبقة العاملية باعتبارها الطبقة الوحيدة القادرة على التغيير نحو الافضل غلى رص صفوفها وتنظيم نفسها في منظمات نقابية و سياسية قوية قدارة على الضغط على السلطة لانتزاع حقوقها المشروعة , ولابد لها ان تلتف حول الاحزاب التي تمتلم برامج سياسية و اجتماعية قادرة على تحقيق عالم افضل لن يصنعه الا العمال . و بدون هذا التنظيم ستظل اوضاع الجماهير تردى من سيء الى اسوا حيث ستظل الاحزاب و القوى الرجعبة تجثم على صدور الناس فيما سمي ب _ العملية السياسية ) التي اثبتت الايام عدم قدرتها على بنلء دولة مدنية حديثة بسسب طبيعتها الطائفية و العرقية و سعيها المحموم في سبيل تحقيق مصالحها و مصالح الطبقات التي تمثلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الصباح | لندن: ضربة مزدوجة من العمال للمحافظين.. وترمب


.. رغم تهديدات إدارتها.. طلاب جامعة مانشستر البريطانية يواصلون




.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا


.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل




.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب