الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برنامج الوفد للإصلاح

أمينة النقاش

2004 / 9 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بمناسبة احتفاله بذكري زعماء مصر التاريخيين :سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين، أعلن حزب الوفد الأربعاء الماضي برنامجا من أجل الإصلاح السياسي والدستوري0 والبرنامج يكتسب أهميته، من أنه يصدر في الوقت الذي تتخذ فيه أحزاب المعارضة ، للمرة الأولي منذ عام 1987 خطوات جادة للتنسيق فيما بينها، للاتفاق علي مشتركات، من أجل التحرك لوضع برنامجها من أجل التغيير الوطني والإصلاح السياسي والدستوري، علي رأس أجندة الحياة السياسية المصرية، بعد أن ساد الاعتقاد بأن المعارضة المنقسمة علي نفسها، والضعيفة، قد باتت جزءا من الأزمة السياسية الراهنة0

وفي برنامجه، يدعو حزب الوفد إلي عدد من الإجراءات الأساسية قبيل إجراء الانتخابات العامة الرئاسية المقبلة، بينها إنهاء العمل بحالة الطوارئ، وإنشاء هيئة مستقلة من أقدم خمسة مستشارين في محكمة النقض، وأقدم خمسة مستشارين في المحكمة الإدارية العليا، تتولي الإشراف علي كل جوانب العملية الانتخابية، وإعادة النظر، في عدد من الدوائر الانتخابية، وتقسيمها بما يتمشي مع الزيادة في عدد الناخبين، وتعديل طريقة اختيار رئيس الجمهورية بين أكثر من مرشح، وتحديد مدتها بخمس سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، وإعطاء البرلمان الحق في تعديل الموازنة العامة للدولة0

ومع أن البرنامج، لا يطلب صراحة تعديل الدستور، لكنه يوافق علي تعديله من حيث المبدأ، لأن البندين الأخيرين الخاصين بانتخاب الرئاسة والموازنة، يتطلبان إجراء تعديلات دستورية ، فضلا عن أن البرنامج يترك تحديد تلك التعديلات للحوار الوطني الواسع بين الأحزاب والقوي السياسية، ولا يصادر علي ما سوف ينتهي إليه هذا الحوار0

وقد يكون لافتا للنظر أن حزب الوفد، وهو سليل ثورة 1919 ، التي طبقت الليبرالية السياسية، في شكل النظام البرلماني، الذي تم التعبير عنه في دستور 1923، والذي استمر حوالي ثلاثين عاما حتي قيام ثورة يوليو، كانت مصر خلالها، واحدة من أبرز الملكيات الدستورية في العالم العربي، لم يرد في برنامجه دعوة صريحة لتحويل مصر إلي جمهورية برلمانية، وهو المطلب الذي يتبناه حزب التجمع والحزب الناصري والإخوان0

ولعل السبب يرجع إلي أن البرنامج يكاد يوافق علي فكرة الجمهورية الرئاسية مع تعديل أوضاعها القانونية المختلة، علي أن يكون الحد الأدني وليس النهائي للموافقة عليها هو تنفيذ المطالب السابقة قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة أي خلال عام واحد لكي تجري تلك الانتخابات بموجبها0

يقوم برنامج الوفد علي خطة متدرجة وحركة منتظمة من أجل إحداث الإصلاح الشامل، وبالتالي يمكن القول أنه برنامج إجرائي، أو آلية للإصلاح وليس هو الإصلاح ، لأنه يترك للحوار الوطني الواسع، مهمة النقاش حول التفاصيل، سواء تلك الخاصة بالتعديلات الدستورية، أو بشكل الحكم، وهل هو رئاسي أم برلماني أم مختلط؟ بالتالي يصبح الحوار الذي يجري صباح اليوم (الأربعاء) بين قيادات أحزاب المعارضة مشرعا علي كل الاحتمالات0

المهم أن تتفق قيادات أحزاب المعارضة علي آلية ، تجعل ما هو مشترك بينها أساس التحرك للأمام، لكي تستعيد المعارضة عافيتها، وتصبح قطبا فاعل في الحياة المصرية0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة