الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلسل الالغاء العام

مرتضى الشحتور

2010 / 9 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كم تقدمنا واين وصلنا سؤال يبدو طائشا اليوم ؟فالحديث عن التقدم لاينتمي الى واقعنا الحالي ولاينتسب الى ادائنا الراهن ولايتفق مع سلوكنا وبلائنا ومستوى اهتماماتنا؟
ربما نتقدم خطوة لكن و بالتزامن معها نتراجع اخرى يتجسد الجمود اوالمراوحة نظل قيد مكاننا ،ويتفاقم الوضع وتنزلق الامورنعود القهقري مسافات واشواط وبعد سبع سنوات ولما تمضي السنوات ومع تسارع وتيرة التراجع وثقل خطى التقدم فاننا اليوم في مواجهة حقيقة الفشل المطبق..
ومن هذه النقطة وعلى مختلف الصعد مضينا في النكوص وفي الفشل حتى بلغنا النقطة الحرجة اليوم.في التنمية وفي البناء وفي المشروع السياسي!هناك احتياجات ملحة واساسية ومتطلبات وجودية يجري اسقاطها ومطلوب من الشعب ان يتنازل عنها؟
في قطاع الخدمات هناك تراجع لافت؟بل والغاء للخدمات!! ومضات كهرباءودفعات ماء لا كهرباء وطنية ولامياه شفة للاسرة العراقية!! هذا الصيف جرت مراسم تشييع الكهرباءفي كل المحافظات لقد سقطت الكهرباء ولم تعد وطنية.
لم نعد بانتظارتحسن الكهرباء.
والماء صرنا نتردد كثيرا ونخشى ارتشاف ماء الانابيب هذااذا زارماء الانانيب بيوتنا؟
بعدما كنا نشربه عذبا فراتا زلالا بل ولا نثق في صواب وسلامة استخدامه في حماماتنا قبل موائدنا اننا نتعامل مع ماء الانابيب بالحذر والريبة . فماء الاسالة اصبح بصفة اصيلة ماء ملوثا وموبوءا!!
وعودا الى الكهرباء كانت هناك محافظات عراقية تتمتع بدرجة معقولة في السنوات الاولى من عمر الاحتلال؟
ومع انطلاق الحكومة الاولى في بغداد تراجعت حصة تلك المحافظات في مقابل تراجع عام وشامل وغياب دائم في كل المحافظات بمعنى ان التراجع في المحافظة ص لم يواكبه اضافة لاية محافظة اخرى !
و تداولت علينا الحكومات وانهارت حصة تلك المحافظة ثانية وثالثة واليوم وقد يئسنا ونسينا موعد عودة الكهرباء.
هناك شعور عام بانهيار الكهرباء او بالغائها لابتحسينها ولا بتطويرها!
وفي قضية الاتصالات شهدنا انهيارا وافلاسا واضحا في اداء وزارة الاتصالات صمتت الهواتف الارضية لاتوجد كابينات حية ولااعمال و لاعمّال ولاحرارة ولاعدة!
نتلقى فواتيرمنتظمة بمبالغ مجحفة لقاء خدمة مجحفة بل ومعدومة.
وعهود ووعود ودعايات ودعابات مثيرة، فيما هواتفنا الارضية سقطت من الخدمة احيلت الى التقاعد اضحت من جملة متاع الزمن الافل؟
النقل البري تخلى عن مهمته محطات وقوف السيارات او المراب الرئيسة في العاصمة تحولت الى اماكن بائسة تفتقر الى ابسط اساسيات الحياة بل ولقد رايت كراج العلاوي ومحطة باصات النهضة في حال من البؤس الشامل اطنان من النفايات النتنة وزواغير اتخذتها الكلاب السابئة والقطط وطنا واسعا تتزاوج وتمارس اعمال الحب على المكشوف ثم وتتوالد فيها اجناس من الحيوانات المتوحشة بدون حاجة الى قابلات ومستشفيات بيطرية في موطن خيالي يؤمن الطعام والشراب ضمن عالم مكبات النفايات الشاسع ومواقع للطمر اللاصحي في العراق الجديد.
ليست هناك باصات لنقل الناس بين احياءالعاصمة ، لاتوجد حافلات للنقل العام بين المحافظات، ومع توافر المارد يبدو الامر جد صغير فبوسع أي انسان مسؤول ان ينهض به اذا حسنت نيته ونهض ضميره !
كل ذلك يجري وكوادر الوزارات تحضى بامتيازات مدهشة وتتلقى دعما سخيا ؟
اين يكمن الخلل ؟
وهل اننانتجه لألغاء كل الاساسيات التي تمثل الحد الادنى في المجالات الحيوية .
الناس ا في ريبة ممايجري ومما يدورومما انتهت اليه الأمور!
وماتلك الا صورةجزئية من صور الحرب على الروح العراقية؟من برنامج تحطيم الذات وقهر الارادة في النفس العراقية.
المشهد الاخرمن فصول المأساة الكبرى ،مايجري من قتل واستهداف عشوائي ومانتلقاه من تسويغات وفرجة ولا مبالاة يعزز اعتقادنا بحراجة البرنامج وهمجيته واهدافه الاجرامية؟
ان الالتفاف على نتائج الانتخابات وافشال تشكيل الحكومة رغم تصديق النتائج ودخولنا الشهر السابع من تاريخ تلك العملية يعكس جانبا اخر اكثر ظلامية و استبدادية وعدائية لمستقبل هذا الشعب وخياراته الحقيقية.
في نظام انتخابي مثل نظامنا وفي العودة للتقاليد الديمقراطية التي اقرها العلم السياسي. ومما فهمته ومافهمته بسطاء الناس مثلي؟
هناك اليات سلسة ترسم طريق تشكيل الحكومة وتقطع الطريق على المتلاعبين بمصير الاوطان؟
ان المشكلة الحالية او المأزق الراهن كان مصمما وتقف خلفه قيادات متجبر ة مستأثرة ؟
ليس مهما استعراض تلك الالية ولكن لااجد بائسا في استعراض ذلك؟
ان سلوك الطريق الدستوري لتشكيل الحكومة يبدأ بتكليف رئيس الكتلة الفائزة؟
ولكن المصممون والمشرفون على مسلل الالغاء والذي ارجعوا ورجعوا بنا الى العهود السحيقة والقرون الغابرة وليقينهم بتعذر واستحالة اتفاقهم او التئامهم ؟
ذهبوا وتمكنوا في اختطاف راي استشاري عدوه قانونا وصوروه قرآنا؟
ثم وقد فشلوا في تحقيق وحدتهم واظهارانسجامهم بعد تحالفهم؟
نجحوا بصورة ظالمة في تعطيل تشكيل الحكومة من خلال هذا الراي ا؟
وبعد ذاك ومثلما ايقنا من البداية تكشفت الحقيقة كان محالا التقدم خطوة واحدة في تحالفهم؟
يدرك جناحا التحالف ان المشكلة ازدادت تعقيدا بتشكيل هذا التحالف المتناحر؟
ليس هناك وهم في معرفة حقيقة النوايا والتوجهات لاتوجد قاعدة للتوافق بينهما ان وصولهما الى اتفاق يصطدم بمطبات ضخمة.
فزعامة المالكي لمرحلة جديدة تنذر بتلاشي حظوظ زعماء الائتلاف الوصيف في المستقبل؟
ان قيادة السلطة في بلادنا هي الميدان الاول والارحب لخطف الاصوات وزيادة الشعبية . نحن بلد نامي والثروة ملك السلطة والوظائف مصدر الدخول والرواتب مصدر حقيقي لكسب الاصوات؟؟
يدرك المالكي ان الجرح الغائر مع التيار الصدري اصعب من ان يلتئم بهذه السهولة؟
ونشعر نحن ان ذهاب رئاسة الحكومة الى شخصية ومن كتلة خارج المنافسة الحقيقية وقد جائت ثامنا وبسبعة عشر مقعدا لاغير وبالكاد بلغ هذا المرشح مقعده في مجلس النواب يمثل اهانة واضحة للارادة الشعبية.
هناك حقائق لايمكن التجاوز عليها. في مقدمتها الاصوات الجماهيرية او الشعبية.
هناك مشاعر رافضة تقول ان هناك كتلة فازت وجرى الالتفاف على فوزها؟
وهناك زعامات حظيت بالاصوات المليونية وسلب حقها وفقا لهوى الاحزاب ذلك ان النتائج لم تكن حاسمة والارادات لم تكن متوفرة والالغاء كان قرارا مصمما ضمن عقلية بعض القيادات الحالية؟
العملية الديمقراطية تواجه مأزقا ومأزق العملية السياسية ينسجم مع مسلل الالغاء اننا وبعد عدة ممارسات نعود الى نقطة الصفر؟
كانت البداية تراجع الخدمات واليوم نواجه حقيقة الغائها وكانت البداية ديمقراطية دموية. ثم التاسيس لديمقراطية تكرس هيمنة الهيئة المتصدية الحالية ولما بدى ان هذه الهيمنة توشك على الاضمحلال وجدنا ان البرنامج البديل كان جاهزا انه برنامج الاجهاز والالغاء لجوهر العملية السياسية ؟
مسلسل الالغاء ماض يتقدم بعنفوان بذهب بمصير البلد الى المجهول ان الانحدار في بغداد حقيقة كبرى يجب ان نعترف بذلك يجب ان نستعد لما بعد ذلك والقضية تحتاج الى حل وهو يبدو اليوم بعيد بعيد جداوللاسف الشديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا