الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب ديمقراطي و أحزاب دكتاتورية

فرات مهدي الحلي

2010 / 9 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في يوم السابع من آذار 2010 قدم الشعب العراقي للعالم نموذجا للحرية و الديمقراطية وسط كل المعوقات و التهديدات , فكما شاهدنا كثير من العراقيين في ذاك اليوم يتجولون سيرا على الإقدام بحثا عن أسمائهم في المراكز الانتخابية , حرصا منهم على الإدلاء بأصواتهم لمن يرونه مناسبا لحكم هذا البلد , بعد السابع من آذار وجدت كثير من المواطنين يغضون أصابع الندم على اختيارهم و وصل بهم الحال إلى شتيمة من انتخبوهم , و كان ذلك واضحا في انتفاضة الكهرباء في البصرة والناصرية و الوسط , ولسان حالهم يقول : ما انتخبناكم لطائفية أو دين أو فكر وإنما لوعود بالديمقراطية و الحرية و احترام رأي الشعب .
أن أي حكومة قادمة تقوم على أساس ٍ غير الاستحقاق الانتخابي بين الكتلتين الكبيرتين في البرلمان يعد التفافا على الديمقراطية و إهمال رأي الشعب الذي خرج وسط كل التهديدات و الإرهاب و التخويف و المكائد , فكل اتفاق بين الكتل السياسية يجب أن يتفق بالنهاية مع رأي الشعب و تطلعاته .
ساندنا قبل الانتخابات جهات كنا نعتقد إنها سوف تكون ديمقراطية كفاية في حكم هذا الوطن , خسرت بتنازلها عن الديمقراطية و تعنتها و أفكارها الرجعية الدكتاتورية , فأصبح الدستور مخطوطة لا معنى لها و لا أهمية ولم يكن لهذا الشعب حتى حرية التظاهر فأي ديمقراطية تطلب من المواطن المحتج على السياسية العليا للبلد أن يأخذ تصريحا من مراكز الشرطة , ولماذا هو الاحتجاج أذا كان بموافقة الحكومة ؟! هل هم ديمقراطيون إلى هذا الحد ؟!
لم يكن هذا الشعب يوما دكتاتوريا أو طائفيا أو عنصريا في تفكيره أو توجهاته إلا حينما جاء إلى العراق طلاب المدارس الطائفية من الشرق و الغرب والباحثين عن الشهرة و المال على حساب المخلصين من هذا الوطن , فطالما كنا نهنئ أهلينا من المسحيين في إحيائنا بلغتهم رغم إننا لسنا بمسيحيين , فترى عبارة : "اذيخ ابريخا كل شاثا معيتت بصوخثا" على لسان كل سكان الحي في عيد القيامة أو عيد الميلاد , وتبادل التهاني بين المسلمين و المسيحيين و الملحدين على سواء فالتعايش السلمي فطرة هذا الشعب و طبيعته الأصيلة , ففي الموصل الحدباء تجد من المسحيين من يرتدي العقال العربي أو الزي الكردي , فلم يعبر الزي يوما عن انتماء هذا الشخص أو ذاك إلى تلك القومية أو المذهب أو الدين , كلنا نحب العراق و أن اختلفنا في لهجاتنا و قومياتنا , فاختلفنا كان دوما مصدر قوتنا و أيمننا بالديمقراطية و الحرية , و يكفي بالعراق فخرا أن أول رؤساء جامعة بغداد كان مسيحيا و تلاه في منصبه مندائيا و بالانتخاب , فنحن شعبٌ حضاري متحاور متفاعل من اجل عراق كبير حر و ديمقراطي , و أقول ديمقراطية عراقية وليست ديمقراطية الماحصصة الطائفية و الأثينية البغيضة , ويكفي بهذا الشعب فخرا انه مستمرٌ رغم صعوبة العيش و رتابة الحياة و رداءة الحاكمين في كل عهد وحين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة أكسفورد البريطانية يواصلون الضغط على جامعتهم لمقا


.. خفر السواحل الجيبوتي يكثف دورياته بمضيق باب المندب




.. وصفته بـ-التطور الشائن-.. وكالة -أونروا- تغلق مجمّع مكاتبها


.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم




.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في