الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألانصار بين كاردو كامو وصبيح مرّبى

تقي الوزان

2010 / 9 / 10
سيرة ذاتية


الأنصار بين كاردو كامو وصبيح مرّبى

تقي الوزان

يقول الدكتور صبيح , ان الحركة الأنصارية نشأت كرغبة لبعض الرفاق الذين لم يتمكنوا من النفاذ بجلودهم من سيطرة النظام الصدامي , ولم تسمح لهم الظروف بالخروج من العراق والالتحاق بالتجمعات التي أخذت تتبلور كمنظمات في عدة دول عربية وأجنبية . ويردد في بعض الأحيان تفسيرات تحاول ان تجعل سبب نشأة المقاومة الأنصارية خارج إطار ورغبة الحزب . ولو كان هذا الرأي – العمل خارج إطار الحزب – صحيحا لما كان لها القدرة على الاستمرار في العمل العسكري , وستصفى على أيدي أنداد أقوياء لن يسمحوا لها بنمو نفوذها قبل تصفيتها من قبل السلطة . ان الحركة نشأت ليست رغبة هيئة بعينها , أو اقتراح ثم إقرار, بل حاجة الحزب التي تبلورت نتيجة سرعة هجمة البعث وشراستها , ودفعت بالرفاق لخلق مناطق آمنة تحميهم من بطش السلطة , ومنذ الأيام الأولى كان توجهها يتبع السياقات التنظيمية الحزبية , وطيلة فترة تطورها , واستقرارها كرأس حربة في النضال ضد النظام الفاشي , كان وفق فهم الحزب لما يجب أن تكون عليه حركة الأنصار .

دكتور صبيح كان يخلط أيضا بين حاجة الحزب وبين موقف بعض أعضاء من اللجنة المركزية , ممن كانوا يعوّلون على عودة العلاقة مع البعث وإعادة إحياء الجبهة الوطنية , وتبنوا موقف الرفض للكفاح المسلح رغم عدم التصريح به . وعند نمو واستقرار الحركة , وبناء القواعد والمقرات , أثقلوا الحركة بالكثير من الرفاق الذين لا يصلحون للعمل في مثل تلك الظروف الصعبة , من مرضى , وعجزة , وعوائل واطفال, وفي بعض الأحيان استخدموا الإرسال إلى كردستان للتهديد , ومن لا يذهب يتهم بالجبن , ويتعرض لعقوبات حزبية .

حركة الأنصار لم تكن مستقلة لذاتها , وتأخذ مدياتها الأبعد , وتؤسس لتوجيه التحرر الوطني , وتلتحق بها باقي الاحزاب الثورية والوطنية مثلما حدث في كوبا . كما يحاول صبيح ومن شاكله عقد المقارنة تعسفا بين الحركتين , ودون الأخذ بنظر الاعتبار الظروف المختلفة بين البلدين . كان همهم القول : ما دامت حركة الأنصار لم تتمكن من إسقاط النظام الفاشي , إذن فهي فاشلة . وهم يدركون جيدا ان الحركة نشأت من رحم الأحزاب القومية الكردية التي تسعى لتحقيق برنامجها القومي في كردستان , ومن الحزب الشيوعي العراقي الذي كان حريصا على عدم سفك الدماء العراقية البريئة من الجنود والمراتب , والحذر من أية عملية عسكرية عشوائية , والمحكوم أيضا بميزان قوى الأحزاب القومية المسيطرة على الساحة الكردستانية .

وعلى سبيل المثال , عندما انتصرت حركة الأنصار في انتفاضة عام 1991 التي شملت العراق كله , وتم إخراج آخر جندي حكومي من مدينة كركوك , طرح الشهيد سعدون عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي , واحد أعضاء هيئة قيادة الانتفاضة الأنصارية , مواصلة التقدم باتجاه محافظة صلاح الدين . بعد ان توفرت لديه معلومات , واتصالات , مع بعض شيوخ عشائر صلاح الدين من المتضررين من النظام الصدامي , والذين ابدوا استعدادهم لمساندة قوات الأنصار عند تقدمها وتوفير الدعم اللوجستي لها . إلا ان قناعة القيادات الأنصارية الأخرى حالت دون التقدم إلى تكريت مسقط رأس الدكتاتور , بحجة مسئوليتهم عن المنطقة الكردية فقط . والجميع يعرف ما آلت إليه النتيجة بعد أن استرد النظام أنفاسه, وطارد ملايين العراقيين بحملة دموية بمن فيهم الأكراد . في مأساة إنسانية قل نظيرها , مما دفع بهيئة الأمم المتحدة لإصدار قرارها بحماية المناطق الكردية والجنوبية من بطش طيران النظام الدموي .

لقد أنجبت حركة الأنصار الشيوعيين الكثير من القادة الميدانيين , الذين لو تم لهم استغلال حدود الممكن من طاقتهم وبسالتهم لتغيرت كثير من الأمور على الأرض كما يؤكد الكثيرون ممن شهدوا الواقع , وكان على رأسهم الشهيد سعدون , والشهداء علي كلاشنكوف , وتوفيق حاجي , وخضر كاكيل , وأبو رشا , وفي دهوك العسكري الفذ توما توماس والشهيد أبو رؤوف , وعشرات غيرهم . كانوا لا يقلون خبرة وبسالة عن قيادات أنصارية عالمية مجدها التاريخ, اقتحموا مدن , ومعسكرات , وسيطروا على أحياء , وجامعات , ومراكز محافظات , وإدارات ناجحة نهضت بحياة عشرات القرى التي تقع تحت حمايتهم , ونهضت بالزراعة في سهل شهرزور بعد تعاون الفلاحين مع المهندسين الزراعيين المتواجدين في الحركة , وحظيت الجماهير الفلاحية بخدمات صحية يتسابق فيها الرفاق والرفيقات من أطباء وممرضين – رغم الإمكانيات الشحيحة – للوصول إلى بيت المرضى والمقعدين .

صبيح خريج جامعة موسكو , وأكمل شهادة الدكتوراه في الزراعة , قسم الصناعات الحقلية , وتحديدا في صناعة المربى. وفي سوريا تحايل بأسباب عدة كي لا يذهب إلى كردستان , ثم تركها وذهب إلى لندن , وبعدها استقر في السويد. يبحث عن أي شئ ينتقص به من تجربة الأنصار , حتى وان كانت مخاشنة بين نصيرين . قال له ابو سيف : لك أمي حتى للباميا سوتهه مربى , ومحد سماها سستر مو دكتور .

كاردو كامو ( كفاح الأمين ) نصير فنان , ورافق تطور حركة الأنصار الشيوعيين منذ بدايتها تقريبا , وعمل على توثيق الكثير من مظاهر الحياة فيها من خلال التصوير الفوتوغرافي الذي يبرع فيه . ومنذ سنتين يعمل على جمع اغلب ما كتبه الأنصار عن تجربتهم , ويحاول إصدارها في كتاب يكون عونا لمن يريد البحث في هذه التجربة , وتمجيد شهدائها الأبطال.

أبو سيف أكد على ضرورة اختصار كتابات الأنصار التي تضيف او توضح شئ جديد في حياة التجربة . بولا الذي كنا نجلس عنده أيد كاردو بطرح اغلب ما كتبه الأنصار , ويترك التمييز للقارئ . وعلى العموم , ان الكتاب الذي يجمع كتابات الأنصار لن يكتمل بإنجاز هذا الكتاب , فهناك الكثير الذي سيكتب لاحقا من قبل الأنصار , وهناك الكثير الذي ينتظر الكشف والتوثيق . وسيبقى كتاب الأنصار مفتوحا , وبطلان ادعاءات صبيح مستمرة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال للمزيد من المعرفة
صباح كنجي ( 2011 / 5 / 11 - 16:18 )
عزيزي تقي..
هل هذا الذي اوردته في سياق وجهات النظر بين كاردو والدكتور صبيح جاء في حوارات مكتوبة ومقالات ام انك تذكر هذه الاختلافات في وجات النظر من خلال جلسة حوار.. إن كان هناك شيء مكتوب ارجو اعلامنا مع التحية
صباح كنجي

اخر الافلام

.. قصة قتل مو?لمة والضحية الشاب باتريك.. ???? من القاتل؟ وما ال


.. لا عيد في غزة.. القصف الإسرائيلي يحول القطاع إلى -جحيم على ا




.. أغنام هزيلة في المغرب ومواشي بأسعار خيالية في تونس.. ما علاق


.. رغم تشريعه في هولندا.. الجدل حول الموت الرحيم لا يزال محتدما




.. لحظات مؤلمة.. مستشفيات وسط وجنوب غزة تئن تحت وطأة الغارات ال