الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الاطفال

محمد الذهبي

2010 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


انها حرب الاطفال
محمد الذهبي
قد يستغرب من يقرأ عنوان مقالتي انها حرب الاطفال ، لما يتميز به الاطفال من براءة وعفوية ، ولكن في العراق فعلا ابتدأت حرب الاطفال باسلحة بلاستيكية يستوردها التجار من الصين ، التي لايهمها نتائج مخترعاتها فقط يريد شعب المليارين ان يعيش، لقد وجه مستشفى ابن الهيثم نداء الى التجار والمنظمات الانسانية والحكومة لوضع حل لهذه الظاهرة المتخلفة والتي تواجه لاابالية عجيبة من قبل البيت والمدرسة والمسجد الذي تفرغ للمظاهر العبادية دون التوجيه لاي فعل يخص الحياة ، لقد اخذت رؤية الهلال من المراجع والمتدينين مالم يأخذه بناء جسر يقرب المسافات بين الناس من وقت ، وهذا امر لا اعتراض عليه ، لكننا ياسادتي نعيش في جهل غريب ، نحن لانعير الحياة اية اهتمامات تذكر ، ولذا مع تلكؤ وزارة الصحة وتوزع ولاءاتها فهي تنوء تحت احمال عديدة ، منها الاوبئة التي تخلفها المولدات ، لاننا بلد العشرين مليون مولدة كهرباء ، اضف الى ذلك نفايات الجيش الامريكي مع نفايات اسلحة النظام السابق ، ومن ثم تأتي كارثة المياه الجوفية المليئة بمياه انابيب الصرف الصحي ، الى الاوبئة والامراض السرطانية ، وكأننا كنا نحتاج الى من يشوه وجوه اطفالنا ليصبح البلد بلد العوران نتيجة استخدام اسلحة بلاستيكية متقنة ، لانستبعد من الديمقراطية التي اباحت القتل ان تبيح العوق فالتاجر يستطيع ان يدفع ليجلب مايريد ، لقد خرج في صباح العيد ، طفل غير مسلح ، ليعود بندبة في صدره لو قدر ان يكون المسدد قريبا لكانت اخترقته، هذه الثقافة المقيتة ثقافة البادية التي تفرض على الطفل نظاما اسبارطيا جديدا وتطلب منه ان يتعلم القتل والقتال ، نمت وترعرعت في العراق وما من احد يستطيع ايقافها ، الطفل العراقي يستطيع ان يصنف لك جميع الاسلحة من الكلاشنكوف الى البكته وغيرها ، وهذا طبعا مصدر فخر لذوي الطفل فهو ابن الصحراء الذي يجب ان يتعلم على الغارات ومنها غارة الضحى التي لايقوم بها الاشجاع وابن ابيه ، مع العلم ان كثيرا من المفكرين في العالم الاخر لايعرفون آباءهم وهم شجعان ايضا ، مازلنا نمتدح السارق ونقول عنه انه رجل ليل لايشق له غبار ، وعلى هذا الاساس لانقتني الكمبيوتر بقد مانفكر باقتناء البندقية والمسدس ، لانها بعلمنا اخ للانسان ومن الممكن ان يتخلى عنك الاخ والكلاشنكوف لاتتخلى ، من الطبيعي ان تكون الحكومة في معزل عما يحدث لانها آلت على نفسها ان تكون بمعزل عن الشعب لتتركه يواجه قدره بمفرده ، نحن ننتج برامج للناس تعتمد على العبوة والمسدس والبندقية ، لينبري من ينبري ويمتدح هذا الفعل المتخلف .
الجميع يستهجن حرب الاطفال لكن لا احد يحرك ساكنا لايقافها ، واستبدالها بوسائل ترفيه حقيقية ، لقد اثقلتنا المجالس التي تدعو الى مكارم الاخلاق بلا ادنى تمسك بها واثقلتنا الصلوات الخمس ، بلا اخلاق حميدة ، فهم كما يقول المثل الدارج ، يذبح ويسبح الى ماشاء الله ، ان المؤسسة الدينية اخذت موقفا سلبيا واضحا من الاحداث الكثيرة التي وقعت في العراق لترى مهماتها برؤية الهلال والتنظير باتجاه ضغطة القبر وطول السلاسل التي يربط بها العاصي حين يدخل جهنم ، في حين ان المصلح الكبير الرسول محمد (ص ) لم يأت بدين كهذا ، وجميعنا يعلم ان الامام علي قال : (عش لدنياك كانك تعيش ابدا ، وعش لآخرتك كانك تموت غدا ) ، سارفع مقالي هذا الى انجلينا جولي ملكة الاغراء ، وسفيرة النوايا الحسنة لتخليص اطفال العراق من العوق والموت بايدي اطفال عراقيين آخرين ، طالبا منها ان تسعى الى وقف حرب الاطفال فهي خير ممثل للناس المساكين واول من يسمع صرخاتهم ، اما سكان الجحور فلاخير فيهم سوى انهم واحد امجلب ابلحية الاخر .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتقصد حروب الدمدم -الخرز-
يامن سعيد ( 2010 / 9 / 10 - 21:34 )
انني لأتوخى العبور في الطرق التي تشغلها هذه الحروب،ان لي عينا ولسوف أحميها بقدر ما أستطيع.

تحية


2 - حروب بلاستيكيه
شمران الحيران ( 2010 / 9 / 11 - 21:42 )
الاخ ابوحسام الورد كل عام وانت بخير...يبدو لي متأثرا لما يحصل للاطفال من جراء حروبهم البلاستيكيه التي قد تنتهي بندبه في الصدر او اطفاء العين ولكنك تناسيت حروب الكبار(السياسيين)التي قد تعصف بالاشلاء وتجعلهم كعصف مأكولا...هؤلاءاسباب ثقافة العنف القبليه وارثين لنا الموت ولاطفالنا حروبهم البلاستيكيه متأملا رفع شكواي معا الى سفيرة النوايا الحسنه انجليناجولي...مع فائق الاحترام


3 - الحروب الطائفيه و السياسيه
سجاد الموسوي ( 2012 / 8 / 26 - 09:13 )
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته الاطفال في العراق تاثر بالحروب العراق منها حرب الكويت و سقوط صدام حسين في ؤهذه الحرب تاثر الاطفال كتيرا ولا يمكن منعهم من شراء الاسلحه لانها اصبحت في دمهم ويجب على الاهاي غسل ادمغه الاطفال لكي تنتهي هذة الحرب
....................................................
وشكرا اخوكم من العراق - البصره
........................................................................................................

اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت