الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحفي والجوع الكافر

محمد شفيق

2010 / 9 / 10
الصحافة والاعلام


هل الصحافة مهنة ام رسالة ؟ سؤال طرح كثيرا على ذوي الاختصاص واصحاب الشأن . السواد الاعظم من الذين طرح عليهم هذا السؤال يكاد يتفقون على ان الصحافة هي مهنة ورسالة في نفس الوقت . بينما ذهب عدد قليل منهم الى ان الصحافة هي رسالة وليست مهنة . واطرح السؤال مرة اخرى للنقاش
هل الصحافة مهنة ام رسالة ؟ اذا كانت مهنة , فلايمكن للصحفي والاعلامي ان يحافظ على استقلاليته لان حاله سيكون كحال عامل البناء لايهمه ان بنا مقبرة او بيتا , متنزها او سجنا , المهم هو ان يضع لبنة فوق اخرى حتى يكتمل البناء ويستلم اجرته . اما اذا كانت الصحافة رسالة , فهل سمعنا برسول طلب اجرة من قومه ؟!
ولهذا الحديث شجون والآم كثيرة , فقبل ايام كنت اتكلم مع احد الزملاء الصحفيين . فسألته عن الصحيفة التي يكتب فيها فقال ( حاليا اكتب في صحيفة ... ) فقلت له ( لكن ياعزيزي هذه صحيفة طائفية ومهرجة ) فرد علي قائلا ( حبيبي ابو جاسم هل تتفق معي بأن الجوع كافر ) في حينها صدمت برده وادركت ان حالته المادية الصعبة قد اجبرته على العمل في مثل هكذا صحف , وبعدها انفجر بالكلام وذكر المعاناة التي يلاقيها من قبل الصحفيين المزيفين الذين يطبلون لاحزابهم واصنامهم واروع ماقاله بحقهم ( استاذ احنة ضحية هذولة المنافقين عندهم افلوس هواي ويفتحون جرايد وفضائيات )
نعم بأمكانهم فتح عشرات الصحف والقنوات والاذاعات لان تلك الاموال حسب تعبرينا الدارج ( ما تعبانين بيهة ) فهي اموال الحواسم والفساد والرشوة والابتزاز , والتأكيد اصبحت اداة تطبل لهم صباح ,مساء وعينوا فيها اشخاص بعدين عن الصحافة والاعلام بعد المشرق عن المغرب , وللاسف لم يبق امام اصحاب المبادىء والاقلام الحرة الا الدخول معهم .
ينبغي علينا نحن معاشر الصحفيين والكتاب ان لانرتزق من عملنا الصحفي او من كتابة الاعمدة والمقالات وان نحاول ان نصنع جيلا يدرك هذه الحقيقة حتى لايدخل الى عالم الصحافة فيصدم بما خلف الكواليس . قبل ايام سألني احد الاصدقاء يريد دخول كلية الاعلام فقلت له ( تريد المال ام القلم ) فقال ( اكيد اريد المال والمستقبل ) فقلت له ( لاتذهب للاعلام ) . لانه بصراحة لايمكنك الحصول على المال ام العمل في صحيفة ام محطة الا بمدح س وذم ص , وخيانة المبدأ ومخالفة الاخلاق .
اتمنى على الحكومة القادمة والبرلمان العراقي ان تراعي حال الصحفي والاعلامي والكاتب وان تعمل الحكومة على تخصيص راتب شهري لكل صحفي وكاتب ليتقي به شر السياسين والمهرجين .
اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك , اللهم اغن كل صحفي فقير , واشبع كل صحفي جائع , ولاتؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا . آمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصحافة هي رسالة..يعتمد عليها الشعب في تنويره
Jenny Hayek ( 2010 / 9 / 11 - 01:34 )
نعم أستاذ محمد..المفروض في الصحفي أن يكون صادقا ومخلصا للأفكار التقدمية
التي تسير بالوطن إلى الأمام
الصحافة ليست وسيلة للقمة العيش على حساب مبادئ النزاهة التي تتطلبها الصحافة
لا مانع من فكرة ان على الدولة تخصيص راتب محترم للصحفي

اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟