الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن خراف العيد

سامي جاسم آل خليفة

2010 / 9 / 11
كتابات ساخرة


حل عيد المسلمين وحل معه كل ما يكدر نفوسنا و يعكر صفوه فأينما اتجهت لا تجد معنى للعيد ولا بهجة ففرحة العيد قتلت على يد الجزارين وتقاسموا لحمها فقسم منها ذهب يوم الخميس وثان ذهب إلى يوم الجمعة وقسم أخير ذهب إلى يوم السبت ولا أدري هل للعيد بعد هذا التناحر طعم نتذوقه أو لون نلبسه أو بشاشة نرسمها مادام تقاتلنا وصل للقمر ووصلنا نحن لسخرية الآخرين.

خدعونا حينما قالوا إننا مسلمون موحدون صلاتنا واحدة وأعيادنا واحدة يجمعنا الإسلام ويفرقنا الكفر لكن الحقيقة تقول غير ذلك فحينما صاحبتها أخبرتني أننا نصلي مختلفين ونصوم مختلفين ونفطر مختلفين يجمعنا النفاق وتفرقنا المصالح والأموال .

تُضحكني الحال التي أشاهد قومي عليها فمن يرى صراعهم على توقيت شهر رمضان وبداية العيد وتذابحهم على ذلك لا يصدق حالة التسارع التي تحدث لقوافل الحجيج وهم يضبطون تاريخهم للوقوف على صعيد عرفة قبل أن تغلق أبوابها وأسأل نفسي إذا كان الحج لله وشعائره تتطلب أن يتوحدوا في ذلك اليوم فعيدهم لمن الذي تفرقوا عليه ثلاث فرق فرقة بالحسابات وفرقة بالعين المسلحة وفرقة بالعين المجردة وحالهم كالقطيع يساق بفتوى رجال الدين.

أي معنى للعيد وأنا أشاهد تلك المرأة المثقلة بتجاعيد الهم والحزن تجوب شوارع مدينتها المتخمة بالنفط الأسود تجمع علب العصير والمشروبات الباردة في كيس تحمله على ظهرها حتى تعيش بثمنه الزهيد هي وخرافها الذين لا يعرفون من العيد غير اسمه في حكايات علي بابا ومليون حرامي.

أعيد هذا الذي نعيشه ونحن نشاهد عشرات الشباب رهن الاعتقال والتعذيب لا لشيء غير أنهم إرهابيون يعيشون في حظائر وطنهم و يحملون شهادات عليا ويبيعون اللوز وعلب الماء عند الإشارات الضوئية ويتعاونون مع قوى خارجية تمدهم بقوارير الماء الذي عجزت مملكة سبأ أن تمدهم به من عينها الفوارة لكنها سمحت أن تسقي الذئاب البعيدة وتتركهم يواجهون مصير الجوع والعطش والبطالة.

لست أفهم كيف أعيش لحظات العيد وأنا أشاهد قُبل المكر والخديعة والرياء تزين أرجاء دولنا حتى ثمُلت نفوسنا ولم نعد نميز بين العيد والغيد فكلاهما تُهتك عذريته ويستباح دمه فعيدنا عيد القتل والإرهاب وتقديم التهاني على أطباق السجون ودهاليز الاعتقالات والمخابرات السرية ولم نعد نشعر في أوطاننا غير أننا خراف العيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال قوى
أيمن قدرى ( 2010 / 9 / 11 - 12:06 )
كالعاده مقال ينضح بالقوه


2 - عيد ام كأبة
فواز محمد ( 2010 / 9 / 11 - 13:14 )
تحياتي لك استاذ سامي ال خليفة ايها الكاتب الشجاع واكيد من كتاباتك سيتنور الكثيرين وسيثور عليك الكثير من الظلاميين ونتمنى لك الثبات والقوة واستمرار القدرة في هذه المواجهة الصعبة وكل عام وانت بخير


3 - تحية حب وحترام للكاتب الكبير
رامي عصام ( 2010 / 9 / 11 - 21:32 )
كل الشكر والاحترام لك ايها الكاتب الكبير الشجاع
انك تنير الطريق بكتاباتك وتفتح العقول المتعفنه التي لاتريد ان تسمع وتفهم
بل تريد عقولها ان تبقى مغلقه غير مستخدمة


4 - ضحايا العيد ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 9 / 12 - 02:00 )
تحية ملئها المحبة والتمني لك بعيد سعيد ... رغم المرارة مما قلته فالكل في أوطاننا خرفان ومعيز وعبيد ... والهلال لا يرسم للأمة عيدها في أوانه دون ليل وتعقيد ... وفرحتها منة يجب تبارك من سلطان أو حاكم عربيد ... وإلا الكل مقتول أو مهاجر كالعصافير أو شهيد ... تحياتي لك مرة أخرى ولقلمك السامي وإلى المزيد ....!؟ ...


5 - كل يغني على ليلاة
abdul al lat ( 2010 / 9 / 15 - 13:41 )
تحية طيبة للعزيز سامي
مقالك مليئ بالشجون و الهموم كعادة مقالاتك الرائعه,نفس الوصف
ينطبق أيضاً على حال (مملكة) البحرين لا أدري ما سبب التسمية ,حيث الظلم و التعسف
و الإستبداد و كتم الأفواة يمارس بشكل يومي خوفاً من الطائفة
الأكبر في ذلك البلد,تجد هناك العنصرية و افقار أولئك البشر
لا شيئ إلا لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة,و كذلك رعب نظام آل خليفة من محاولات الملالي السيطرة على مزرعتهم,و اقفال النظام
لأحد مكاتب القنوات الاخبارية الذي عرض معاناة هؤلاء البشر
من الفقر المدقع و عدم اكتراث نظام آل خليفة بهم ليس إلا محاولة سخيفة
ألم يعرفوا أننا نعيش في عصر الانترنت,مثل تلك الأنظمة الديناصورية
الخليجية ستنهار عند نضوب النفط لأنها لا تهتم بحل مشاكل شعوبها
و كل هم حكام المزارع هو تكديس المليارات لليوم الأسود و لكم بالنظام السعودي أسوةً حسنة.
بالتوفيق و إلى الأمام دائماً

اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى