الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطارحاتٌ فكريةٌ -3- ... شيءٌ عن الماضي السّديم والحاضر الملتبس !

حميد خنجي

2010 / 9 / 11
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


استكمالاً للسّجال النظري المتفاعل، الذي كنا قد طرحناه في الجزء الأول التمهيدي من هذه المطارحات، قبل فترة وجيزة. ودعوتنا الصادقة للأخوة، الكتاب والقراء ومعشر المهتمين، بضرورة أولوية الحوارات الفكرية البنّاءة، الجادّة والندّيّة، عبر هذه النافذة التقدمية الحرّة (الحوار المتمدن) .. في محاولة لفهم أوضاعنا وواقع بلداننا العربية وحتى بعض البلدان الشرقأوسطية الاسلامية -غير العربية المرتبطة بالعرب بوشائج الوصال الثقافي والمصير المتقارب- للوصول إلى قراءة علمية دقيقة للعوامل المتحكمة بمشهد مجتمعات تلك البلدان، في شتى المجالات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية.. الخ.. أي مشهد سوسيولوجيتها المعاصرة، بل وحتى بنيتها السيكولوجية الفريدة، بسلبيتها الطاردة للحداثة والمنتجة لقيم الاستبداد، الذل والخنوع! .. وذلك لأنه ببساطة بدون الفهم العلمي العميق، الدقيق والشامل للظروف الموضوعية والذاتية، المتأتّية من مستجدات الوضع الدولي في مستهل قرننا الحالي – الواحد والعشرين- وشتّى تأثيرات الظروف الجديدة وتداخلاتها –غير المسبوقة- على منظومتنا العربية-الاسلامية العتيقة، لايمكننا على الاطلاق، حتى التفكير في حلمنا لتحقق واقعٍ آخر لدنيا العرب والاسلام ليحل محل الواقع المزري الشاذ الحالي، المتجسّد في منظومة استبدادية متخلفة تجثم على صدرالمواطن، المحروم من أولى الحقوق الاولية كإنسان على هذه البسيطة والمشحون ذهنه بخرافات عقيمة من الوعي الزائف، تعود إلى ثقافات قرونوسطية أحادية إقصائية بطريركية ( أبوية ذكورية).. بمعنى ان المواطن العربي والاسلامي يئنّ بين مطرقة الاستبداد-المادي- وسندان فكر متخلف ظلامي –معنوي- لا أمل ولا فكاك له من الخروج من بين فكّي هذين الوحشين، إلا بتكاتف كافة الجهود- من إيّما جهة أتت- ذي المصلحة في التغيير، التنوير والتقدم

على ذلك وانسجاماً مع الأفكار والرؤى المذكورة أعلاه... نود في هذا الجزء من السلسلة أن نطرح-كما وعدنا سابقا- دستة من الأسئلة المحورية الأولية، التي تمسّ ملفات أساس لمحنة الوضع العربي المعاصر.. وهي أسئلة تتمحور بالطبع حول الجانبين النظري-المعرفي والعملي-التطبيقي. لكنها منصبّة في هذا المقال على تاريخ، تكوين ووحدة العرب فحسب..على أن نطرح تباعاً أسئلة أخرى في الحلقات القادمة من هذه المطارحات، آملين أن نصل في نهاية المطاف لمحصّلة الآراء الأكثر صِدقيّة، واقعية وعقلانية فيما نرمي إليه في تبلور رؤية استراتيجية منسجمة وموضوعية، تعيننا نحو مقارعة واقعنا الأليم!.. والاسئلة المشروعة والحائرة، التي تبحث عن إجابات شافية، أدناه:

• ما هي أسباب تراجع دور العرب التدريجي عن مسرح الحياة الدولية منذ مطلع الألفية الثانية، الذي شهد تقهقر متواصل لألف عام؟!..أي منذ مقتل، رجل الدولة -من الطراز الأول- والألمعي الكبير : "المأمون" وهدم "دار الحكمة" !

• لماذا إنقطعت عملية التراكم المعرفي العلمي والتقدم الحضاري، التي شهدتها المنطقة العربية–مشرقها ومغربها- وتخومها العديدة من الكيانات الاسلامية.. قبل تلك الفترة؟..وما علاقة ذلك بفتوى"الغزالي" التاريخية الرجعية، الداعية لقفل باب الإجتهاد ؟

• ماهي حقيقة مجد العرب التليد؟! هل هو واقع أم أسطورة ؟! متى كان ذلك المجد بالضبط؟.. في عصر الانحطاط الألفي الثاني المذكور؟ أم في القرون الأربعة الأخيرة من الألفية الأولى؟ وماذا كان قبل ذلك؟.. هل صحيح أنه كان عصر الجاهلية الأولى؟!

• ما هي حقيقة "الحضارة العربية – الاسلامية" الملتبسة؟ ما هي مكوناتها، مميزاتها، خصائصها وإنجازاتها ؟ ماذا قدمت لشعوبها وللعالم؟

• ما هي تركيبة البُنية الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية للمنظومة العربية- الاسلامية في العصرين القديم والوسيط؟ وهل طرأ جديد على هذه البنية في العصر الحديث؟

• ماهي طبيعة وخصوصية بنية المجتمعات العربية اليوم؟ وما هي تركيبة المنظومة العربية السياسية المعاصرة؟ ما هي خصوصيتها وفرادتها؟.. هل توجد منطقة إقليمية أخرى في العالم شبيهة لها؟

• لماذا المنظومة العربية، كانت ومازالت، طاردة لقيم الحداثة، التنوير والتقدم وحاضنة للموروثات العتيقة، المنتجة للإستبداد؟

• هل صحيح أن غالبية العرب عاشوا ردحاً من الزمن من كدح الذميّين؟ تُحركهم العصبية القبلية والبداوة.. وأنهم لا أهل للصنعة ( حسب ابن خلدون)؟!

• هل النفط نقمة على العرب..وسبب تخلفهم المعاصر؟ وجذر الاقتصاد الريعي السائد في الإقتصاديات العربية؟

• ما هو دور البيئة الصحراوية في تشكل الذهنية العربية؟ وإلى أي مدى أثر هذا العامل الموضوعي (الوسط الجغرافي) في إعاقة أي نوع من التكامل العربي؟

• ما هو دور التابو الجنسي،المولِّد للحرمان الجنسي في تشكيل الشخصية العربية، غير الواثفة من نفسها، والمشحونة بعقدٍ ودونيات عديدة، أهمها : التباهي، حب الظهور واليقينية ؟!

• هل العرب يشكلون أمة أوقومية منسجمة؟! وما الفرق بينهما؟ وماذا عن الأقوام الأخرى أوالمكونات الأصغر لشعوب واثنيات -غير العربية- في البطن العربي..أو حتى في التخوم؟

• ما هي حقيقة الأقليات في الوطن العربي الكبير؟! بالرغم من حجم تلك "الأقليات" الكبير.. كالامازيغ، الكورد وغيرهم؟هل ممكن التعايش المنسجم دائماً مع المكون غير العربي؟ ماهي الشروط المستقبلية لذلك الانسجام والوفاق المأمولين؟

• ماهي شروط وحدة العرب؟ هل هي حتمية؟.. قهرية أم طوعية؟ هل هي مفيدة بالضرورة؟ ما هي معيقاتها؟ شكلها؟.. فيدرالية؟ كونفيدرالية؟

• ما هي آفاق هذه الوحدة المأمولة؟ ما المدى الزمني التقريبي لها؟ ومن أين يأتي ضمان إستدامتها؟

• هل من الممكن، بعد التجارب المريرة للوحدات العربية الفوقية والتعسّفية-العسكرتارية- الحديث عن الوحدة العربية في الأفق المنظور، وضمن نفس المشاريع والبرامج العتيقة؟!

• هل من الممكن للمنظومة الاستبداية العربية الحالية من تحقيق وحدة، أوحتى تعاون إقتصادي حقيقي؟

• من هي القوى السياسية والطبقات الإجتماعية، التي من مصلحتها أن تسعى حثيثا لتحقيق الوحدة العربية وبشكل منسجم لمصالح وحقوق الأقليات غير العربية؟

• هل المؤسساتية الفعلية للمجتمع المدني، بما فيها ضرورة فصل المؤسسة الدينية عن المؤسسة المدنية، والحريات والحقوق الديقراطية.. شروط أساسية للتقدم في مشروع الوحدة العربية ؟

• هل من الممكن أن تتعايش منظومات إقتصادية- إجتماعية متبايتة وأنماط سياسية مختلفة في بوتقة واحدة ضمن منظومة الوحدة العربية المأمولة والمستقبلية؟!

• إلى اية درجة لعب الإنتماء الثنائي : " العروبة" و"الإسلام" كمتّكأين ورُكنين أساس لتجسيد الشخصية العربية ثقافياً، فكرياً وسيكولوجياً.. الخ..؟ وهل كان وما يزال ذلك التماثل - بإيجابيته وسلبيته- يشكل العامل المعياري لتقدم العرب أوتخلفهم؟!...على أية حال، قد نخصص مقالاً على حِدة – ضمن هذه السلسلة- لنقاش المسألة الدينية والطائفية- المذهبية، في دنيا العرب

هذا طرحٌ لمواصلة السّجال، في صيغة أسئلة محورية - تترى وتتوارد- حول تاريخ، حاضر ومستقبل العرب.. والطموح المشروع لوحدتهم وتقدمهم، في حاجة إلى مقارعة منهجية.. وأجوبة علمية دقيقة من شتى الزوايا: التاريخية، الدولية، السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، الدينية وحتى الطبقية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصراع الطبقي ا اين هو من هذه الاسئلة
فؤاد محمد ( 2010 / 9 / 11 - 09:19 )
سيد حميد كل الاسئلة كانت وستبقى ضرورية وجميلة لاكن الصراع الطبقي سيبقى هو الاساس واالرئيسي
تحياتي


2 - اشكال متعددة للتشدد
صادق التميمي ( 2010 / 9 / 11 - 15:35 )
تحية طيبة للكاتب -- انها اسئلة في الصميم وبودي ان أتسال الى اي مدى يلعب الدين دورا في حجب واضهار الصراع الطبقي هل الثورة في ايران كان المحرك الرئيسي لها الفكر الدين ام تم استثمار التناقظات الطبقية وتوظيفها دينيا لوصول طبقة رجال الدين الى السلطة وهل من مصلحة رجال الدين تصعيد البعد الطبقي للواقع ام حجبه عبر تقديم حقوق الله على حقوق العبد اعني مفارقة الواقع الاجتماعي تحت ذريعة صيانة حقوق الله .من المعلوم ان طبقة رجال الدين انهارت في فرنسا عندما حصل تناقض طبقي هائل بين افراد هذه الطبقة والسوال هو في ضل اقتصاد ريعي لايملك اي رؤية تنمية شاملة ومستدامة هل هناك امكانية لتفكك هذه الطبقة والانفلات من مداراتها ؟ وماهو الضامن؟ ان ابن لادن انفك من هذه الطبقة الرسمية ليعلن قراءة جديدة قائمة على تشدد يفوق عشرات المرات تشدد المؤسسة المساندة لحكم الاستبداد والقبيلة والفرد


3 - أسئلة جديرة بالتأمل والسجال 1
د. حسن نظام ( 2010 / 9 / 11 - 18:36 )
كدأبه الكاتب القدير يطرح أسئلة جوهرية،تحفّز عقل الانتلجنسيا وتتحدى الرؤا النمطية


4 - ملاحظة
فؤاد النمري ( 2010 / 9 / 12 - 07:08 )
الرفيق العزيز حميد
اسمحوا لي بالملاحظة التالية ـ ـ
أسئلتك تفترض أمرين غير موجودين في الواقع
الأول وهو أن حاضر العالم العربي امتداد للماضي والواقع هو الإنفصال الكلي بين العالم العربي في ظل السلطنة العثمانية وبينه تحت الإحتلال الرأسمالي الإمبريالي. كان نظاماً ريعياً وغدا نظاماً رأسمالياً أو ملحقاً بالرأسمالية
الثاني وهو أن العالم العربي وحدة جيوسياسية واحدة وفي الواقع أن العالم العربي لم يحدث أنه كان وحدة واحدة ولن يكون، فالنظام الريعي العثملي المتخلف لا يوحد التجمعات السكانية المتباعدة، النظام الرأسمالي فقط هو ما يوحد وهو النظام الذي فات البلدان العربية


5 - طرح موضوعي
سهام حاوي ( 2010 / 9 / 12 - 12:43 )
شكرا استاذي الكاتب على هذا الطرح المنهجي الجميل. ايضا على الاسئلة الحفارة في التاريخ... فالجواب على كل سؤال عبارة عن كتاب او في حاجة الى جهد لتدوين مؤلف لذاته


6 - اسئلة جريئة
Dr. Ali Rawandi ( 2010 / 9 / 12 - 12:56 )
نقرا في ايران وخارجه بتمعن مقالات السيد خنجي ـ ولو ان الجزء او هذا القسم جاء على صيغة اسئلة صعبة وعويصة ولكنها مهمة في فهم التاريخ والتشكيلات السابقة لمعرفة مشاكلنا الحالية. نشد على ايديك.. في انتظار مقالاتك القادمة


7 - كلمة تقدير لهذا المقال المتميز
حيدر اسماعيل علي ( 2010 / 9 / 12 - 14:28 )
كم نحن في حاجة ماسة إلى إعادة القراءة النقدية وتقييم تاريخنا، كما يطرحه الأخ الكاتب بحق في اسئلته التي تنشد أجوبة القراء الكرام


8 - اجوبة؟؟
تي خوري ( 2010 / 9 / 12 - 15:27 )
اشكر الكاتب على هذه الاسئلة !! بالواقع , طرح الاسئلة سهل جدا , ولكن ايجاد الاجوبة هو المعضلة!! فالاسلامي يرى الاجابة على كل هذه الاسئلة بالاسلام !!..وكذلك الشيوعي بالشيوعية , والقومي بالقومية...الخ....ولكن التاريخ والواقع العملي يعطينا الاجابة المجربة والمكفولة 100% حيث انه جربت بمئات الدول واعطت نتائج باهرة النجاح؟؟؟؟ هذا الجواب هو نظام اقتصاد السوق, والخاضع لقانون العرض والطلب, مضاف اليها الحرية لضمان الابداع بكل مجالات الحياة.... مضاف اليها القانون المدني وفصل الدين عن الدولة والانتخابات الديمقراطية وضمان حقوق الانسان؟؟؟

تحياتي

اخر الافلام

.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي


.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد




.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل