الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية سياسية ...يوم العيد

امنة محمد باقر

2010 / 9 / 11
كتابات ساخرة


تحية سياسية ... يوم العيد ...

تراءى لي في عالم اليقظة ... وليس في عالم المنام .... خيال امرأة عراقية ... ترتدي الفوطة والعصابة السوداء .... وتجلس امام .... الكونكريت المسلح الذي يطوق المنطقة الخضراء .... تستجدي عطف هذا وذاك من الحرس .... املا في ان يسمحوا لها بالدخول ... للسؤال عن ابنها ... المختطف ... لعل احدا ما ... يجد حلا ما ....
خيل الي قولها : اللهم اني وقفت على باب ..... من ابواب .... !!

ان كانت المرأة وقفت على باب من ابواب الله .... فعليها ان تذهب للزيارة في مكان اخر .... تذهب لزيارة العتبات المقدسة ....
وان كانت تقف على باب من ابواب الشيطان ..... فلا اعتقدها تفعل ذلك ... وقفت على باب من ابواب عبيد الدنيا ... وليس عبيد الله ......
يا اخي لو كانوا عبيدا لله ... لاستحوا .... من ربهم .... او من شعبهم ... الذي اوصلهم الى ماهم فيه ...
ولو كانوا لايستحون من ربهم ... فكيف اذن يستحون من شعبهم ....
وكيف يستحي من ... ملك الدنيا برمتها.... ولن يخرج منها بالقطن والكفن ... ابدا ... سيخرجون وقد امنوا مستقبل عوائلهم في مختلف بلدان العالم ...
تلك الطبقة التي خرجت علينا بأموال قارون في ليلة وضحاها ....وقارون خرج على قومه في زينته .... وهؤلاء ... يا اخي ما خرجوا لنا ولا رأيناهم ...... دخلوا الخضراء ..... وكبكبوا فيها .... حتى كأنها جهنم ... يقال لها هل امتلأت ... وهم يجيبون بدلا عنها ... هل من مزيد ....
تشبه جهنم في صورتها الاخروية ...وان تراءت لنا في صورتها الدنيوية ...

يا اخي لو دخلتها ... كفاك الله شر الحاجة لها ولأهلها .... لو دخلتها ستأسف على عمرك .... كيف تقضي ثانية منه بين هؤلاء .... أو من سبقهم ... تأسف ..... ان يعوزك الزمن الى امثال هؤلاء ..... يذكرك الدخول عليهم ... بدخول زينب الحوراء على يزيد اللعين ..... وكل الامهات يستجدين العطف في ان يدخلوهن .... هناك ...
وماذا يعني لو مات لك زيد او عمر ..... او حسين او علي .... لو قتل شر قتلة ...ماذا يعني لهم ....يااخي كل الناس لا شئ بالنسبة لهم ..... وموت واحد يضاف الى موت اخرين ... كالصفر يضاف الى المليون .... والنتيجة انك لم تغير في حسابه شئ ...كأنك اضفت ... واحد بالمليون الى مليون ....بوينت ....او ..او...او..او....او..........ون !!

مايؤسفني حقا ...انني لا اتوب وفي كل مرة اذهب الى الانتخابات كي امارس حقي الديمقراطي ... الذي احلم به منذ سنين في الانتخاب .... والمساواة السياسية .....
لا يهمني تشكلت الحكومة ام لم تتشكل ... ولكن يؤلمني حقا ...... هو تلك اللامبالاة... بمصير الارامل والايتام والنساء الواقفات على ابواب الخضراء ..... والفقراء الكادحين يشقون ...... .طول عمرهم ...

وما شقى احد في حكوماتنا العراقية ابدا ...ابد الابدين ..... واعظ شفتي ندما .... عندما ارى مئات الاغبياء يحكون باسمي في برلمان الحمقى ...... وانا انتخبت احدى قوائمهم ..... ولكنهم كماري انطوانيت .... لم يمدوا يوما يدا ... ولانصف يد ... لاولئك الفقراء .... ولا حتى فكروا فيهم ...
تفكر فيهم القنوات الفضائية في شهر رمضان ...تزورهم السلطة الرابعة .... ولاتزورهم السلطة الاولى ولاالثانية ...ولا تدفع عنهم ظلما السلطة الثالثة.......
كم من الخزي ... يتحمله المرء .... كي يكون عضوا في برلمان الحمقى ..... فقط كي يأخذ راتبا عاليا ..... اتحدى ايا منهم ان يرشح نفسه ...لو صار راتبه مثل راتب اي موظف اخر في الدولة ... العراقية ...وكل حسب درجته الوظيفية .... ينسب الى الاقتصاديين مقولة ... الغنم بالغرم ... فأين الغنم من الغرم ؟ في برلمان لم يفكر في الارامل .... ويسن قوانين تقاعدية ... ترفهه وترفه ... اسلافه الاتين والماضين .... وتنعش حتى موتاه ... هذا ان تصدق ... لكنه عبس وبسر .... وفكر وقدر .... وقتل كيف قدر .... أجل قتل كيف قدر ....

تحية سياسية في يوم العيد ... قتل كيف قدر .... ان راتبه يجب ان يزيد ....ولم يفكر يوما .... في خيال امرأة عراقية ... تقف على باب من ابواب الخضراء .... تسأل اين ذهب ابنها المخطوف ....

لعل ملاكا .... يأتي من حضرة القدس تلك .... يتفضل ..... بالرد على سؤال ام ثكلى ... وانسان ملهوف ....
ولكن نسيت تلك السيدة ..... ان هؤلاء .... لايسألون عما يفعلون .....

خلقوا فقط ... كي يفتوا في رواتبهم ... وامتيازاتهم ... لا ادري متى يمحون هذا العار ؟

وكل عيد ..... اتمنى ان يحسوا ولو للحظة .... بأنهم لايستحقون الرواتب التي يأخذون .... ولو اردنا برلمانا ... شغله السياسة الحقة .... ويعمل حقا في السياسة التي هي علم خدمة الناس .... اذن ... عليه ان يساوي راتبه بأقل شخص في حكومته ....مثلما واسى علي ابن ابي طالب الفقراء .... بأكل قرص الشعير ... وقدح اللبن ....
ولسنا مثاليين ...... فنطمع بهذا ...ولكن .... امنيتي السياسية ... لهذا العيد ... هي اعادة النظر في رواتب البرلمان ... لأنها خزي وعار ...وان لم يكلمهم احد بشأنها فأنني اقترح هذا العيد .... ان يتم توزيع رواتبهم بالتساوي على كل الارامل والايتام في حكومة .... لايهمها ذلك الخزي والعار .... كأنها تقلد دكتاتور العراق السابق الذي جاءت لتكون خيرا منه .... وكلنا امل ... ان يكون هنالك احساس ... بماوراء الطبيعة الخضراء .... خارج اسوار الخضراء .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل