الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحديات ما بعد الانسحاب

ايمان محسن جاسم

2010 / 9 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يمكننا اعتبار الانسحاب القوات المقاتلة الأمريكية من العراق انجازا مهما للشعب العراقي ، رغم التحذيرات الكثيرة التي أطلقها البعض من عدم اكتمال جاهزية القوات العراقية للتصدي لقوى الإرهاب التي تزامن تصعيدها لعملياتها الإجرامية مع هذا الانسحاب .
وهذا الانسحاب لم يكن مفاجئ بل هو منظم ومخطط له ويمثل مرحلة جديدة في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية وتدشين حقبة جديدة من الدبلوماسية ،والتأكيد على الحوار لحل الخلافات، وانسحاب الجيش الأمريكي من العراق، وترك العراق لأهله ليقرروا مصيره. ذلك هو التعهد الذي وسم سياسة الرئيس الأمريكي أوباما، منذ بدء حملته الانتخابية، رغم إن الاتفاقية الإطارية وقعت في نهاية عهد الرئيس بوش .
هذه الاتفاقية التي ناقشها البرلمان العراقي والكونغرس الأمريكي ومثلت بداية النهاية لتواجد القوات الأمريكية في العراق ومن ثم بداية لعلاقات اقتصادية وثقافية مع واشنطن ، وبالتأكيد فأن كلا الطرفين العراقي والأمريكي استعدا لجداول الانسحاب وهذا ما حدث إثناء انسحاب الأمريكان من القصبات والمدن العراقية نهاية حزيران العام الماضي .
إذن علينا أن لا نتخوف من ما يسمى بالفراغ الذي ستخلفه القطعات المقاتلة الأمريكية لأن مسك الملف الأمني من قبل القوات العراقية منذ 30 حزيران 2009 أتاح لها انجاز الكثير من المهام في هذا الميدان الحيوي والمهم في مقدمتها حشد الجهد الإستخباري والمعلوماتي وكسب ثقة المواطن العراقي وتعاونه معها بشكل ملفت للنظر وهذا التعاون كشف عن الكثير من العمليات الإرهابية والخلايا سواء في بغداد أو المحافظات .
وبالتأكيد فأن القاعدة ومن معها تحاول جاهدة استغلال أية مناسبة لتنفذ عمليات غايتها الأساسية تسليط الضوء إعلاميا على المشهد الأمني في العراق وهذا ما اتضح بشكل واضح في عملياتها الإرهابية الأخيرة يوم 25 آب حيث استهدفت مراكز الشرطة التي تعتبر نقاط واهنة بالمفاهيم العسكرية خاصة وإنها تقع في مناطق قريبة من الدور السكنية .
ومن خلال السنوات السابقة وجدنا إن تواجد القوات المقاتلة الأمريكية في الأراضي العراقية قد أحدث الكثير من المشاكل والأزمات في مقدمتها العلاقات العراقية مع جيرانه والدول العربية التي لا زال البعض يعتبر العراق دولة محتلة من قبل أمريكا وبالتأكيد فأن هذا الانسحاب سيزيل بعض نقاط الخلاف مع محيط العراق العربي .
وكذلك عد الكثيرون من أبناء الشعب بأن تواجد القاعدة كفكر إرهابي وممارسات شنيعة جاء من خلال تواجد الأمريكان في مدن العراق رغم إن القاعدة لم تستهدف الأمريكان بقدر استهدافها للعراقيين أينما كانوا إلا إن هذا الانسحاب سيسحب البساط من تحت الإرهابيين بكل أشكالهم وانتمائهم الفكرية .
وبالتالي فأن ما يمكن ملاحظته في الأسابيع الأخيرة ثمة نشاط لما يسمى "بحزب العودة " وهذا النشاط على الأقل في هذه المرحلة هو إعلامي بحت إلا انه سينتقل في المرحلة القادمة إلى مرحلة تبني العمليات الإجرامية وهذا ما كشفه قائد شرطة البصرة مؤخرا في حديث متلفز للعراقية حيث أكد بان هذا التنظيم يعمل وفق نظام مخابراتي ومدعوم خارجيا , وباعتقادي فان القاعدة التي بدأ دورها في العراق يتضاءل نتيجة لعوامل عديدة في مقدمتها الضربات التي وجهت ، قلة الدعم الخارجي , انكشاف مخططها الطائفي , فوضى الفتاوى التي كان يصدرها أمراءها , والقاعدة الآن تعيش أيامها الأخيرة في العراق .
التحدي الأكبر الذي واجهنا ليس التحدي الأمني بقدر ما هو التحدي السياسي المتمثل بتأخير انبثاق الحكومة التي ينتظرها الجميع من أجل تهيئة الأرضية الكافية واستثمار الانسحاب الأمريكي بما يعزز من قدرات العراق القتالية من جهة في مواجهة الإرهاب ومن جهة ثانية بذل جهود دبلوماسية كبيرة لحث الدول العربية خاصة للتعامل مع العراق كدولة ذات سيادة , وهذا الجهد كان مطلوبا بالتزامن مع الانسحاب .
وبالمقابل فان الاستحقاق الأكبر الذي ننتظره جميعا هو الانسحاب التام نهاية عام 2011 وهذا يتطلب التعاضد والتماسك والوحدة من أجل تحقيق التنمية في هذا البلد الذي يحتاج الكثير من المشاريع وقبل هذا وذاك يحتاج لتفعيل الكثير من المشاريع الوطنية وفي مقدمتها المصالحة الوطنية التي تعد الركيزة الأساسية لبناء اللحمة الوطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا