الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأويل ما سأرى

حسين السلطاني

2010 / 9 / 12
الادب والفن



في السرابِ سأرى سربَ زرافاتٍ
يحملنَّ خيالَ الماءِ في كيسٍ من العطشِ
قلتُ:- ما تأويلُ ما سأرى ؟
قال:- هو ذا البابُ .. أعبرْ

قلتُ:- لن ....
تركتُ القرنفلَ يكتبُ في المرايا وصاياه
تركتُ فراشتين تتنازعان قرب المعصية
ونومي يسلخُ عنزةَ الحلمِ ... أتشمُ زفرَها ؟!
قال :- البابُ أكثرُ زرقةً من سواد الغموض
لاتؤجلْ طفلَ الوهم في جيوبِ التبرِ
يأتيك من خاتمِ الحكيم شعاعٌ
والأفقُ ثقبُ إبرة
لاتكن عقدة الخيط كيما لاتغص الطبيعة
طأطىء سؤالَك أكثر وأدخل حلق الغياب
قلت :- أين قبعتي وإلا أكل اليمام رأسي
وعافتني حواري الأرض في هجير المسلات
عبر الأولون قبلي ، ذابوا كطفل الملح في مطر الرعاة
غابوا في شرايين الخديعة
قلت لن حتى تعبر النايات والكمنجات السومرية
أنا الطفلُ ، أهزُ كسلَ الطيور
لأصنعَ قوةً تكفي لجعل الأرنب علامة المصير
قلت لن ، وظلتْ الوردة تكبرني بتاج وسويق
فهل يصغرني الماء بأفعى وغواية ! .. قلْ
قال :- يوم ترك الأبُ حديقته
جرحَ التينُ خاصرة الجنود
صار الحلم رملاً والأرض صحراء
نمتْ رمانةُ الأنثى في قدور البصل
فتك الغرابُ بالقطن
وصار الموتُ زكام الطبيعة
أين كنتَ في الزمن القديم ؟
يوم وضعت الكتابة توأمها في أسرة الطين
يوم توضأت الأخطاء بدم الأصنام
ففر الدم من سيفك الوثني
يوم أدرك النعاس جدتك
فكان الأمير مقمطاً يرضع ثدي الحكاية
أين كنتَ يوم غمر الطوفان جلد الأم
فحطت على حلمتيها الغيوم !
يوم أفترش الرجال نساء السبي
فوق أفرشة الوحل الوثيرة
أين كنتَ ! يوم أتى الحينُ على الإنسان
فتذكر أبويه
وأسرف في حصاد النرجس وزهرات الأنوثة
قلتُ :- عن سبأ بحثتُ ، وجدتُ الخاتم الماسي ،
غير إني لم أجدْ بلقيس
أعارتني الكتبُ القديمةُ ساقها
فكَشَفَّتْ الحرب عن ساقي
وعن نومٍ رأيتُ فيه سبعاً من الضباء
يعصرّن كروم نعاسي
ألأن الجسد النسوي يشرد بعصيره وزهرات الشراشف ؟!
يعبر لموته الصخري في الثعلب القاحل
وكل هزةٍ في جسدي تشق ذراع النهار
تراقص العازف المجنون إذْ ينذر للموت عناقيد البقاء
أنا آخر الأطفال في سلال السنن
صدّقتُ الخيول تطلع من شفاه الماء
ولم أصدق ما قاله الأحياء عن نجمة الموتى
لمن تسطع في الغياب !
وهذا الحضور مكفنٌ بفانوس وفراشة
أضيئوا الضوء، نمل الشك يزحف
وبصري اليوم شجرة محروقة في غابة الرؤيا
وسؤالي دمٌ يسري في عدم الذبيحة
قال :- براق يظهر لعينيك ويختفي
نجمةٌ تشق قميصها لتريك
جرح الضوء في ركبة الأمل العارية
مطرٌ بلل جثة الريح ، وخيال الطفل ينشد قبرها
فالموت يأتيك بعد الأرق الزنجي
وفي نومك المظلم
يقطف من روحك مثنى من السنبلات
يأكلهن هلال العيد
وأنت تذهب بعيدا في نحاس القبر
لا الأرض ترثيك ، ولا الأشجار تعطيك غصنها
تهر عليك قطط الحلم الأليف
وتنساك عصافير المقاهي في آراجيح الأسف
أمضِ.. فالأمام كتابٌ أمرضته نساء الماء
فأنت مبلولٌ كلما أضاع التراب أضراسك
أو تهتَ في التشظي ولاكك الكلام
نخيلٌ يشرق... لا اليمام عاقر
ولا الخيول التي شردت من شبابيك الخطيئة
فالأناشيد غزال يتيه في النوم
أنفخ في رمادها تأتك طيور الغيب سعيا
تبصرْ.. أترى الأشجار تراقص النار في معطف اللهب !
اليوم تعبر خوفك المجنون وتتيه في صحارى المرايا
قلتٌ :- صامتا سأبقى
أزن المسافة بالخطى
أرد للربيع قنادسه
أخرج من سلام الأرض الى قلق الغد الطريد
أكلم الأسرة عن حلم الخائفين من التجوال
في صفرة الذهب
وعن الذين كلما أهترأت أحلامهم
بدلوها بروايةٍ من العهد القديم
تراثٌ يدحرجه القرد
يتيه في السِفر الطويل
أهي غلمة أصابعي الباحثات في السدى
عن وهلة العابرين في القلق السحيق ؟!
فنم معصوب الخيال ترى
أمثلة المخلوق عالية لارجع عنها
ولا أنت إن آمنت بناظر سواها
مدٌ من الإنوجاد يمتد
حدق.. وقل أنا آخر الرائين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05