الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والدور العربي المطلوب

ايمان محسن جاسم

2010 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن غادرت القوات القتالية ألأمريكية أرض العراق وما تبقى منها لتدريب القوات العراقية , باتت الساحة العراقية أكثر ملائمة لأن تعود العلاقات العراقية – العربية إلى سابق عهدها خاصة وان موقع العراق الجغرافي الحيوي للأمن القومي العربي وتاريخه المشرف يمنحه ميزة كبيرة جدا في أن يأخذ موقعه الصحيح في محيطه العربي .
هذا المحيط الذي افتقد غياب العراق منذ عام 1991 وحتى الآن وإن كانت هنالك سفارات عربية في بغداد إلا إن مستوى العلاقات لم تتوطد بما يكفي لعوامل عديدة في مقدمتها مخلفات الحقبة الماضية .
ورغم هذا فان العراق وأحداثه كانت محط اهتمام الزعماء العرب في السنوات السابقة , وربما يكون اهتمام مشوب بالحذر لحساسية الموقف لكون العراق بلد خضع لسيطرة جيوش أجنبية عبر عملية عسكرية أسقطت النظام السياسي برمته وتركت البلد في فوضى من الأحداث سمحت لقوى إرهابية عديدة من أن تنفذ أعمالها التدميرية ليس بحق الشعب العراقي فقط وانما للعلاقات ما بين العراق والدول العربية خاصة وان الكثير من ما يسمون "بالمقاتلين العرب" قادوا ونفذوا وخططوا للكثير من العمليات الإرهابية في العراق مما أثار ردود أفعال شعبية وسياسية زادت من الجمود في العلاقات العراقية – العربية .
من هنا شكل المشهد السياسي العراقي مؤشرا حذرا لمستقبل التحولات السياسية في منطقة الشرق الأوسط منذ التاسع من نيسان 2003 وتداعيات سقوط النظام الشمولي وتشكيل مجلس الحكم والحكومة المؤقتة وصولا إلى تأسيس الجمعية العامة وكتابة الدستور والتصويت عليه في ممارسة ديمقراطية قل نظيرها في محيطنا الإقليمي, وهذا الحذر ناجم مما كان يطرح عبر مشروع الشرق الأوسط الكبير ونشر الديمقراطية وغير ذلك من المصطلحات التي أثارت مخاوف المنطقة برمتها , وإنشاء دولة ديمقراطية في العراق عبر ممارسة الانتخابات وضمان حقوق الأقليات ومع كل ممارسة ديمقراطية تترسخ مفاهيمها أكثر من التي قبلها وتنال الاهتمام بالشكل الذي يجعلها مؤثرة في محيطها , وهذا ما لمسناه كمتابعين للعملية الانتخابية الأخيرة في السابع من آذار حيث شكلت نسبة المشاركة أكثر من 62% من أصل 19 مليون ناخب وحظيت بمتابعة إعلامية عربية وعالمية ومراقبة دولية مكثفة، ومثلت الممارسات الديمقراطية المتعددة في العراق تظاهرة شعبية لتأكيد خيار التصويت بديلا عن أي خيار آخر مطروح في المحيط الإقليمي للعراق بما في ذلك خيارات الاستفتاء التي اعتادت عليها نظم الحكم في المنطقة مرورا بالتوريث وغيره من إشكال الحكم والسيطرة .
وبالتأكيد فان الانتخابات العراقية وعبر السنوات السبعة الماضية لم تجد ذلك الاهتمام من الإعلام العربي عكس الانتخابات الأخيرة التي كان الحضور الإعلامي العربي كثيفا لإبراز الوجه الآخر للديمقراطية بعد أن مارس هذا الإعلام في السنوات الماضية نقل أحداث العنف والدمار وحتى ما كان يسميه (الحرب الأهلية) .
ومنذ سقوط النظام الشمولي لم نجد كتابات وطروحات عربية تتلاقي مع النهج الديمقراطي السائد في العراق بل العكس من ذلك ثمة تخوف وحذر من التجربة العراقية , وعادت ما كان الكثير من الأقلام العربية تحاول ربط الديمقراطية بالاحتلال الأمريكي للعراق وإبرازها كسلعة مستوردة وبضاعة غير مرغوب فيها في بيئتنا العربية .
ولم نسمع أو نقرأ ما يشيد بالتجربة الديمقراطية في العراق أو حتى يشخص مواطن الخلل فيها بغية معالجتها بل كان الرفض المسبق هو القاسم المشترك في الكثير من المقالات والآراء التي طرحت , التغيير الايجابي الذي حصل بعد السابع من آذار في الإعلام العربي الرسمي هو احترام الديمقراطية في العراق واحترام خيارات الشعب بل البعض أشاد بالتجربة ووصفها بأوصاف جميلة , وهذه حالة نحتاجها في العراق من أشقائنا العرب الذين آمنوا أخيرا بان الشعب العراقي يجيد ممارسة الديمقراطية دون أن يتخلى عن ثوابته الوطنية والقومية ومصالحه المشتركة مع أشقائه العرب رغم المحاولات العراقية العديدة للتقارب مع المحيط العربي , لهذا نجد من الضروري جدا في المرحلة المقبلة أن تضع الحكومة العراقية في أولويات عملها تعزيز العلاقات العراقية – العربية خاصة وان عام 2011 سيشهد احتضان بغداد للقمة العربية بعد غياب طويل , وان نبادر نحن إلى ذلك بما يعزز من مكانة العراق في محيطه العربي الذي ابتعد عنه كثيرا في السنوات الماضية .
و لا يخفى على أحد أن أمن المنطقة واستقرارها يتأتى من أمن واستقرار العراق الذي يتطلع لبناء واعمار واستثمارات نتمنى أن تكون لأشقائنا العرب حصة الأسد فيها . وان يشكلوا عامل استقرار في العراق عبر إيقاف جميع إشكال الدعم المالي والإعلامي للإرهابيين والعصابات الذين يسعون بالتأكيد لعدم استقرار العراق .
الآن هنالك مرحلة جديدة في العلاقات العراقية – العربية خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية وبناء قوات مسلحة عراقية وطنية بإمكانها حفظ أمن واستقرار العراق وسلامة شعبة , وفي الجانب الثاني هنالك مؤشرات إيجابية كبيرة لدى الأشقاء العرب في دعم العراق في كافة المجالات وفي مقدمتها أمنه واستقراره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ