الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهي اهداف الحملة الأعلامية لتغطية عملية حرق القرآن

قاسم السيد

2010 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن تراجع ذلك القس المغمور في كنيسة ـ دوف وورلد أوترتيتش سنتر ـ في ـ غينسفيل بولاية فلوريدا ـ عن تنفيذ تهديده بحرق نسخ من القران احتجاجا منه على بناء مركز اسلامي في موقع تفجيرات 11 أيلول قام جمع من المتظاهرين المتطرفين بتمزيق نسخ من القرآن أمام البيت الأبيض وأمام رجال البوليس وأنظار وسائل الأعلام وبالتأكيد تحت أنظار مسؤولي البيت الأبيض الذين كانوا يقفون وراء النوافذ يسترقون النظر لهذا الفعل دون أن يحرك ذلك شيئا فيهم وطبعا صناعة هكذا أحداث لم تأتي تلقائية فبرغم الواجهات البراقة للحريات العامة والشخصية وخصوصا في أمريكا لكن الأحداث لاتجري كلها ببراءة وتلقائية قد يتم إنطلاق فعل ما بمبادرة فردية لكن دهاقة الأعلام والحرب النفسية ما أن يجدوا فيه أي فرصة للتوظيف في أي اتجاه يخدم ستراتيجيتهم فإنهم سرعان ما يتلقفونه ويبدأون بالتعامل معه وتوظيفة بالاتجاه الذي يريدون فهم بعد أن أوصلوا خبر تصنيع خبر حرق نسخ من القرآن الى ذروة التوتر على صعيد جماهير المنطقة مرروا صناعة خبر التمزيق الذي تم فعلا .
والذي يثير غرابتي هذه الأستجابة التلقائية لوسائل الأعلام العربية والأسلامية في الجري وراء هذه الحملات دون تدبر ووعي ومساهمتها في سحب انتباه الرأي العام الأسلامي الى مناطق مختارة بعناية من صانعي الحرب النفسيه الغربية والأمريكية على وجه الخصوص وكيف غدا اهتمام المسلمين ووعيهم يصنع في مختبرات الأعلام الغربي ويتم تصديره الينا ليكمل دورته عبر وسائل اعلام طويل العمر وأولي الأمر ليكمل الغاية التي من أجلها تم التصنيع .
ولاأدري كيف غابت عن وعي المسلمين القيم الحقيقيه لدينهم والتي جعلت من الأنسان القيمة العليا في هذا الوجود من خلال قول نبي الاسلام محمد ــ إن حرمة دم المسلم لأعظم درجة عند الله من هدم الكعبة ــ وأعجب لهذا اللهاث لوسائل اعلامنا العربية والأسلامية وتحولها الى ببغوات تردد مايردده الأعلام الغربي الذي يريد سحب الوعي الاسلامي الجمعي نحو قدسية أكثر من قدسية الأنسان المسلم نفسه وهذا مالايراه الأسلام ونبيه بحيث أن خبراء هذا الأعلام المؤدلج رغم تدثره بغطاء الليبراليه ورفعه لواء الحرية المجيد يجهدون أنفسهم بأن يكسبون المصاحف المطبوعة قدسية خاصة وكأن النسخ الذي يريد هذا القس المخبول إحراقها أو التي مزقها المتطرفون أمام البيت الأبيض منزلة من الله متجاهلين أن القيمة القدسية لهذا الكتاب ليس بالصفحات المطبوع بها نصوصه وإنما قدسيتها تتأتي من القيم التي تحملها بإعتبار هذه القيم هي تعاليم السماء لبني الأنسان وأن هذا الأنسان الذي يعتبر في نظر كل الأديان أفضل مخلوقات الله وأن نصوص القرآن هي مخلوقة أيضا من قبل الله وإنها لاتعدو كونها نصوص تحمل تعاليم تنظيم حياة وعبادة هذا الأنسان وبالتالي ففي مقاييس القدسية ليست المصاحف أكثر قدسية من الأنسان نفسه وإن التقديس الواعي للإنسان المسلم لكتابه المقدس يجري وفق هذه الأعتبارات .
إن المقصود من هذه المحاولات وقد سبقها الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة لنبي الأسلام وقبلها كتاب سلمان رشدي الآيات الشيطانية كلها تصب بذات الهدف هو لأستفزاز المسلمين وسحب انتباهم من خلال حرق نسخ من القرآن أو الاساءة لنبيهم وجعل هذه القضية وكأنها خرق فاضح لم يسبق له أحد ومع هذا التضخيم لهول الفعل فأن هذا الغرب يقف موقف المتفرج الذي لايهش ولاينش رغم أن هكذا عمل يثير مشاعر أكثر من مليار أنسان مبررين هذا الفعل بإعتبار الحارقين يمارسون حقا من حقوقهم التي كفلها الدستور والقوانين الوطينة والدولية بينما تعاقب القوانين الوطنيه لهذا الغرب كل شخص يتعرض للمحرقة اليهودية بأي شكل من أشكال التشكيك مهما كانت قيمة هذا المتعرض ومكانته الأجتماعية بحيث غدت فزاعة لإرعاب كل من تسول له نفس مجرد التشكيك ولو ببعض تفاصيل واقعة المحرقة .
الأنسان هو قدس الأقداس في نظر كل الأديان وأولها الأسلام مهما كان دينه بل وإن لم يكن له دين ولقد جسد هذه الرؤيا علي ابن ابي طالب وهو من اتباع محمد واحد تلاميذه وذلك بقوله وهو يوجه أحد ولاته بشأن الرعية ــ واشعر قلبك بالرحمة بالرعية والمحبة لهم والطف بهم ولاتكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فأنهم صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ــ وبالتالي هذا الأنسان هو الذي يجب أن نثور من أجله في حالة تعرضه الى أي تجاوز أو امتهان لكرامته أو تجاوز على حقوقه أو أي تهديد لإمنه أو حرمانه من أي فرصة من فرص التقدم .
والأنسان المسلم بالذات هو أكثر البشر على وجه الأرض الذي تعرض لمختلف أشكال الأيذاء والأحتقار والحرمان والقتل والتشريد على يد الغرب المتحضرالذي تصرخ وسائل أعلامه بمختلف أشكالها وأنواعها منادية بحقوق الأنسان وتنادي بالويل والثبور وعظائم الأمور على كل خرق لهذه الحقوق بل استطاع الغرب تحت هذه اليافطة من إسقاط أكبر تجربة لبناء الاشتراكية في تاريخ البشرية ألا وهي التجربة الأشتراكية في الأتحاد السوفياتي وبقية المعسكر الأشتراكي أما إذا وصل الخرق إلى الأنسان المسلم تصمت هذه الوسائل كصمت القبور .
كانت فاتحة الأتصال الغربي بينه وبين العالم العربي والأسلامي بداية دموية من خلال الحملة الفرنسية التي أدت الى إحتلال مصر وبقي هذا المشهد الدموي هو المسيطر على العلاقة بين الغرب المتحضر والمسلمين وكم تم امتهان المسلمين وخاصة العرب بشكل بشع في عملية حفر قناة السويس والتي مات فيها عشرات ألاف المصريين غير المأسوف عليهم من قبل هذا الغرب ثم توالت الأحتلالات لتشمل كل بلاد العرب وأغلب البلدان الأسلامية تم فيها وبعدها سفك دماء ملايين البشر كان أكبرها في الجزائر حيث قتل أكثر من مليون ونصف مليون انسان ومثل هذا العدد تقريبا في العراق من خلال حربين شنتهما الولايات المتحدة تخللهما أقسى حصار فرضه بنو الانسان على نظرائهم من بني الأنسان وعلى مدى ثلاثة عشر سنة أما اقذر ما الحقه الغرب بالمسلمين فهو في فلسطين حيث تم تشريد شعب بأكمله ليحل محله شعب أخر نسب الغرب لنفسه الاساءة اليه من خلال المحرقة وحمل المسلمين والعرب على دفع فاتورة فعلته هذه وطيلة العلاقة مع هذا الغرب لم يسعى من خلال تواجده الطويل في بلدان المسلمين أن يعمل حقا على النهوض بواقعهم بل العكس تماما عمل على ابقاء تخلفهم بل العمل على الأطاحة بأي فرصة للتطور من خلال سلب خيراتهم ونشر الفوضى والفتن فيما بينهم وإغراء أي كوادر تظهر قدرا من الكفاءة ودفعها للهجرة اليه والأنكى من هذا كله سلط عليه أكثر الأنظمة السياسية تخلفا ليكمل تطويقه التخريبي لهذه الشعوب هذا هو الغرب الذي يدعي لنفسه أنه أكبر قلعة للحرية على وجه البسيطه ورغم دخولنا العقد الثاني من القرن الأول للألفية الثالثة وبرغم هذا التقدم التقني الذي وصل اليه الغرب إلا أن معاييره الأخلاقية تجاه المسلمين والعرب لم تتغير فهو يكيل تجاه منطقتنا بمكيالين فحقوق الأنسان التي استخدمها لأسقاط أعتى معسكر منافس له لم يحرك ساكنا تجاه هذه الحقوق في فلسطين والعراق وغيرها من بلاد المسلمين هذا الغرب الذي يريد أن يخلق لنا مقدسات حسب مايريد ثم يقف موقف المتفرج على من يمسها داخل الغرب نفسه ليأسرنا في منطقة وعي اختارها لنا بعناية خبرائه في الحرب النفسية أولها عدم الأنتباه لبعض الدعوات الاصلاحية التي اخذت تنطلق من بعض الجهات الأسلامية هنا وهناك من الأنسان هو مركز الكون وقدس أقداسة ولا مقدس أعلى منه ولولا هذا لما اتخذه الله خليفة له على أرضه وهذا هو أخطر المقدسات التي يريد هذا الأعلام المسيس تغييبه عن وعي المسلمين لأن في حضوره ستكون أم الكوارث لهذا الغرب والهدف الأخر الذي لايقل لؤما من حملة الحرب النفسية هذه هو الأذلال فبعد مايدفع المسلمين لمناطق التقديس التي يريدها هذا الأعلام يجري إذلالهم من خلال إهانة هذا المقدس الذي صنعه في وعيهم مما يحملهم على الشعور بالمهانة والأذلال و الأنكسار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خير الكلام..
علي الراضي ( 2010 / 9 / 13 - 19:37 )
حقيقة لم ارى احسن رد من التعيق رقم 1 لصاحبته كوريا الرابن في مقالة الكاتب عارف علوان بعنوان ( تيري جونز والتهديد بحرق القران) وقبل ان انشره اطلب من صاحبة التعليق المعدرة لانني لم اطلب اذنها ولكنه حقا اعجبني كثيرا وتعيقها هو كالتالي :
سئمنا من سماع العبارة -انهم المسلمون المتطرفون الذين لا يمتون بصلة للاسلام الحقيقي- ولكن اين الاسلام الحقيقي من بناء هذا المسجد؟ لم لنسمع منهم كلاماً مندداً واحداً سوى بعض الكتاب والذين لا يمثلون نسبة 1الى عشرات الملايين، بينما نرى العالم المسيحي باجمعه يندد ويدين العمل الاخرق الذي كان ينوي القيام به رجل دين مع 50 فرداً من حاشيته لا اكثر. الحكومة الامريكية ليست حكومة مسيحية لتتدخل ضد ما ينوي هذا الرجل بل ان تدخلها يلغي علمانيتها ربما حسب مفهومهم . على العالم الاسلامي ان يعي بان مئات الكتب والافلام والمسلسلات السينمائية والتلفازية تبث يومياً تطعن بالمسيحية ولم تستطع الحكومة التدخل ايضا ً.. انتهى
واخيرا اتمنى من السيد الكاتب ان يقرا هذا الرد وبتمعن لان فيه ما قل ودل
ومرة اخرى اعتدر من صاحبة التعليق وشكرا للكاتب


2 - لو تريثت قليلا
قاسم السيد ( 2010 / 9 / 14 - 08:06 )
يبدو يا أخ علي انك قرأتني بنية مسبقة بحيث لم تلامس ماطرحته وكان اقحامك لرد موضوع أخر معتبرا تجانس الموضوعين مما اغناك عناء كتاب تعليق يناسب ماقرأت والواقع ان التعليق الذي نقلته قد يناسب الموضوع الذي كتب من اجله لكن فيما يخص افتراضك أنه يناسب مقالي فيه بعض التجني على ماكتبت وفي الواقع أنا في كل ماكتبته لم أكن مبررا لفعل أحد وانما قصدت ان اميط اللثام عن بعض مايفبرك من احداث في مختبرات الأعلام والحرب النفسية الغربية القصد منها تشكيل وعي تقديسي للمسلمين يسمو على الأنسان وبالتالي يسهل سحق هذا الأنسان وطبعا هذا الطرح يناسب جدا السلفية بكل مدارسها لهذا تراها هي أكثر استجابة للأستنكار والشجب لتكمل دورة الطبخة وليتم تثبيتها في وعي الجمهور الاسلامي اما ماورد في تعليقك المنقول من ان العالم المسيحي كله يستنكر ففي الواقع ان هذا غير صحيح واكبر دليل هي تظاهرات الجمهوريين في الولايات المتحدة والذين يمثلون المسيحيون التوراتين وكانت تظاهراتهم تدين وتشجب مواقف اوباما على موافقته ببناء مركز اسلامي عند موقع احداث 11 ايلول كما لاصحة لما ورد في ذات التعليق من ان كتب المسلمين واعمالهم الفنية تدين المسيحية


3 - لو تمعنت الرد كما طلبت !
علي الراضي ( 2010 / 9 / 14 - 18:47 )
سيدي الكاتب نقلت ذلك التعليق لصاحبته لانني اتبناه جملة وتفصيلا فكانما قالته نيابة عني وعندما ترد على ذلك التعليق فكانما ترد علي شخصيا وليس صحيحا ان ذلك الرد لا علاقة له بموضوعك بل فيه رد شافي على قولك : ..قام جمع من المتظاهرين المتطرفين بتمزيق نسخ من القرآن أمام البيت الأبيض وأمام رجال البوليس وأنظار وسائل الأعلام وبالتأكيد تحت أنظار مسؤولي البيت الأبيض الذين كانوا يقفون وراء النوافذ يسترقون النظر لهذا الفعل دون أن يحرك ذلك شيئ فيهم..
فجاء الرد كالتالي : الحكومة الامريكية ليست حكومة مسيحية لتتدخل ضد ما ينوي هذا الرجل بل ان تدخلها يلغي علمانيتها ربما حسب مفهومهم . على العالم الاسلامي ان يعي بان مئات الكتب والافلام والمسلسلات السينمائية والتلفازية(الغربية طبعا وليس المسلمة كما فهمتها سيدي الكاتب) تبث يومياً تطعن بالمسيحية ولم تستطع الحكومة التدخل ايضا
ثم يا سيدي الكاتب لقد كف قراننا الكريم واحاديثنا الشريفة و وفى في انتقاد عقائد الاخرين وتجريحهم ولم يترك لاتباعه الا ان يتلوه بكرة واصيلا وما يهون في الامر فقط هو ان الغربيين ليسوا حساسين لنقد معتقداتهم


4 - الحافظ الله....وليس غيره
شمران الحيران ( 2010 / 9 / 14 - 19:23 )
الاخ السيد تحيه ومباركه لك في العيد.....لااعتقد ان مااقدم عليه هذا القس الدعي المخبول هو من بنات افكاره كوني اكدرك جيدا بان غير المسلمين هم ادرى واعلم باهمية القرآن اكثر من المسلمين والدليل هناان كل ما نص عليه القرآن في منهجيته تجده يسود بين غير المسلمين اكثر مما هو شائع بين المسلمين ولكن الرسائل السيئه التي بعثها المسلمين للغرب اسهمت في ظهور هذه النتائج وغيرها ولو تحققت جيدا من الامر لوجدت دعما من فصائل متطرفه من المسلمين وراء القس المهوس متمثل بقتل المسيحيين وتفجير الكنائس في البلدان الاسلاميه بدعم واضح من او تقصير من الجهات الحكوميه الحاميه لتلك اللاماكن الخاصه بالعباده الغرض منها بقاء صراع الاديان قائمالديمومة بقاء السلاطيين الذين يعتاشون على استمرار الصراع الديني والمذهبي وخير دليل هو وضع العراق ومايجري من تعزيز وترسيخ للوضع الطائفي من اجل بقاء كراسي السياسيين دائمه ومصانه لذا يتوجب الوعي والتحليل لهذه السيناريوهات التي يعدها شياطين الدين من اجل تظليل الواقع واستغفال العقول وتمرير المشاريع الدنيئه ولوكان الله يعلم بان المسلمين يحفظوا القران لماقال(انا انزلنا الذكر وانا له لحافظون


5 - ليكن المكيال واحدا
قاسم السيد ( 2010 / 9 / 14 - 21:25 )
الاخ علي الراضي انا لااطلب من الغرب الا ان يكون صادقا مع ليبراليته التي اتاحت هذه الحرية الشخصية وان يتعامل مع المحرقة اليهودية بنفس المكيال الذي تعامل به مع حرق وتمزيق كتاب المسلمين المقدس وليس اكثر فهل تراني متجنيا

اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في