الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث 11 سبتمبر والإنسان في العالم الإسلامي

عماد الاخرس

2010 / 9 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ تفجيرات 11 سبتمبر والشعوب القاطنة في العالم الإسلامي مسلمون و غيرهم يعيشون في وضع يُرثى له مليء بالقصص الحزينة من الحروب والاقتتال و الخراب والدمار والموت والهلاك.
والسؤال الأول لمن لديه شك في هذه المقدمة البسيطة.. ما هي الجوانب الايجابية التي حققتها هذه العملية منذ تنفيذها ليومنا هذا غير قتل العشرات من منفذيها والآلاف من الشعب الأميركي و انتشار وسائل الكفاح الدموية في القتل الوحشي العمد للإنسان إضافة إلى إعطاء المبررات لغزو العالم الإسلامي ؟
أما السؤال الثاني والمحير الذي يركز عليه مقالي فهو هل الإنسان غاية أم وسيله في العالم الإسلامي ؟ والمقصود بأن يكون غاية أي أن تُسْتَخْدَمْ العقيدة الإسلامية كوسيلة من اجل تطوره ورفاهيته أما أن يكون وسيله فيقصد بذلك أن يكون وقودا يحترق من اجلها !!
إن حمام الدم الذي يدور في العالم الإسلامي بعد هذه الأحداث يبين مدى الاستهانة الكبيرة لقوى الإسلام السياسي في الاستخدام الحالي للإنسان المسلم كوسيلة لتحقيق غاياتها النفعية من خلال تفخيخه وتفجيره ليكون سلاحا فتاكا للقتل العشوائي وتدمير الممتلكات بحجة حماية العقيدة .. حيث يتم غسيل مخه بتفسيرات والأصح تحويرات للقيم العظيمة التي وردت فيها !
أسئلة كثيرة لابد أن يطرحها على نفسه كل فرد فقد رشده و سمح لنفسه أن يكون سلاح موت وتدمير بيد هذه القوى.. ابدأها.. لماذا نكون وسيله لتحقيق غايات هذه القوى ؟ هل خدمت هذه الوسائل العقيدة أم أضرت بها؟ هل خدمت الشعب المسلم أم أثقلته بالمزيد من المآسي واليتامى والمعوقين والفقر والجهل والأمراض؟ الم يضع الدين الإسلامي البشر في المنزلة الأولى على كل المخلوقات فكيف نرضى أن نكون مشروعا للموت وللقتل بحجة حمايته ؟ ألا تناقض هذه الوسائل ما ورد في الرسالات السماوية من تحريم إيذاء النفس ؟ هل هذه الوسائل صحيحة لنشر الإسلام أم إنها من بُدْعَه؟ الم يكن متوقعا أن تكون غاية هذا الأسلوب الإساءة للعقيدة ومزيدا من السخط عليها والكراهية لها ؟ الم يكن الظهور المفاجئ للخوف على العقيدة وحمايتها بهذا الأسلوب ذا غاية محدودة ولخدمة أناس فقدوا تسلطهم وجبروتهم أو في الطريق لفقدانها ؟ الم تكن التسميات الدينية لكافة فصائل الموت هي أسلوب خداع لكسب عواطف الجهلة والأميين ؟ الم تكن المبالغة في التخندق المذهبي أسلوباً يصب في خدمة رجال الدين والحكام ؟ الم يكن نزول العقائد السماوية من اجل خدمة الإنسان وتنظيم حياته والبحث عن سعادته وألم يكن الخالق قادرا على حمايتها ؟ هل إن مفهوم الجهاد في الإسلام أن يموت الإنسان ليعيش الحكام والقادة والأمراء أو بعض رجال العقيدة ؟ متى يتمكن المسلمون من إتباع الوسائل الذكية في مواجهة أعداء عقيدتهم؟
لنناضل أن يكون الإنسان هو الغاية والعقيدة وسيله وجدت لخدمته ولا صحة لأصحاب الأفكار الوضعية الذين يسعون إلى سحقه وتدميره مقابل الإدعاء المزيف بالحفاظ عليها.
لنرفض فكرة الموت للإنسان والبقاء للعقيدة التي يتاجر بها البعض من الحكام ورجال الدين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حضرة الكاتب
عادل خ. حق ( 2010 / 9 / 15 - 00:39 )
الوضع السائد الان هو عكس ما تريد اي ان غالب المسلمين (على الاقل هكذا يبدوا) يضعون الحياة البشرية في مقام العبد للسيد والسيد هنا اتخذ اسماء عدة منها -الحفاظ على العقيدة- او -العزة والكرامة- او -نصرة الدين- الخ انا اكيد ان هذا الحال سيتغير لكن لا اعرف متى وكيف, اعرف انه بدا بتراجع تيارات الاسلام السياسي هنا وهناك مثل الجزائر الكويت, الاردن, العراق, السودان وهنالك مؤشرات جدية في مصر وفلسطين ولبنان وربما ايضا في سوريا اما في المغرب العربي عدا الجزائر فوجوده بالاصل ضعيف
لا استغرب ان هذه الحركات تسعى لوقوع احداث مروعة تؤدي الى الاستقطاب الطائفي داخليا والدينى خارجيا فهي تقتات على دماء البشر

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار