الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة الصحة العراقية ... و-مهزلة - التعليم الطبي المستمر

عادل اليابس

2010 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


وزارة الصحة العراقية ... و"مهزلة " التعليم الطبي المستمر
ترتكز الخدمات الصحية التي تقدمها الدول لمواطنيها على ثلاث ركائز أساسية ، هي :
*النظام الصحيHealth System
*الدليل الطبي Clinical Guidelines
*التعليم الطبي المستمرContinuous Medical Education
وللأسف الشديد فان وزارة الصحة العراقية ، تفتقد هذه المقومات الثلاث ، وان حصل هناك سعي للشروع ببنائها ، تكون هناك فورة في ذلك سرعان ما تجهض .
أما السبب الأساس في عدم السعي الجاد لإرساء هذه الأنظمة المعتمدة عالميا ، فهو النظرة المهنية البحتة لأصحاب القرار في الوزارة ، وفقدان الإستراتيجية في بناء خدمات صحية متطورة ، لأن تنفيذ مثل هذه الأسس ، سيقود حتما ، لصياغة قواعد لممارسة مهنة الطب ، ويصل لحد وضع الطبيب تحت المراقبة المهنية ، و إلى أضعاف في الخدمات الطبية الخاصة المقدمة من خلال العيادات الطبية الخاصة ، وبالتالي فان الكادر الطبي يكون تحت تحديين الأول مهني يرتبط بعلمية ممارسته لمهنته والثاني مادي ، حيث أن انعكاسات النظام الصحي الناجح يقلص الاعتماد على العيادات الخاصة ومعه انخفاض دخول بعض الأطباء ، وهذا ما لايجروء أي مسئول في وزارة الصحة فعله لأن القاعدة الأساس في هذه الوزارة ... لكي تكون مسئولا جيدا عليك أن ترضي الأطباء ، بغض النظر ماذا كان ذلك يتطابق أويتعارض مع مصلحة المجتمع ، وللطرافة اذكر بان المهن الطبية حالها كبقية المهن ، فيها الصالح وفيها الطالح ، وفي كل بلدان العالم نسمع عن محاسبة أطباء ، بسبب عدم كفاءتهم في أداء مهنتهم مما يوقع أذى على المريض قد يؤدي لوفاته ، ولكننا في وزارة الصحة العراقية لانسمع إطلاقا عن وضع أطباء تحت المحاسبة لأسباب مهنية ،لأن الوزارة تلبس ثوب النقابة واحد أهدافها توفير الحماية لأعضائها .
للدلالة على ذلك ، أذكر تصريح السيد وزير الصحة للإعلام حيث قال وبالنص " أن النظام الصحي في العراق ، نظام معقد ويحتاج إصلاحه لسنوات طويلة " ، وغض النظر سيادته عن حقيقة عدم وجود نظام صحي أصلا.
عودة لعنوان هذه المدونة ، فيما يتعلق بالتعليم الطبي المستمر ، يوجد في كل دول العالم هذا النظام ، يخضع بموجبه ذوا المهن الطبية ، للحصول على وحدات تعليمية ، بما يعادل 50 وحدة ، تمنح لهم الوحدات عن مشاركتهم في البحوث والندوات العلمية والمؤتمرات الطبية المتخصصة ، ولاتجدد الإجازة السنوية لممارسة الطبيب لمهنته مالم يكمل وحداته تلك ، ويشمل هذا النظام كافة الأطباء على مختلف مستوياتهم العلمية ، الاستشاريين ، والاختصاصيين ، والمقيمين ، والممارسين ، ووفقه لأتجدد إجازة ممارسة الطبيب من النقابة كما هو معمول عندنا ، بل هناك هيئة للتخصصات الطبية حكومية ، من صلاحيتها تجديد ممارسة المهنة بعد إن يكون الطبيب قد سلمها الوثائق التي تؤيد أكماله لوحدات التعليم الطبي المستمر ، وبالتالي يكون هذا حافزا للأطباء لتجديد معلوماتهم المهنية باستمرار ومتابعة احدث المستجدات في مجال تخصصهم ، فربما معلومة طبية جديدة تنقذ حياة مئات من المرضى .
في مقابلة سابقة في تلفزيون الجزيرة ، استضافت أحد الاستشاريين في إمراض القلب وهو مغترب لبناني يعمل في فرنسا ، قال " أن شهادة الطبيب في ممارسة مهنته في فرنسا ينظر إليها كإجازة قيادة السيارة مالم تدعم بوحدات التعليم الطبي المستمر له ، وأضاف انه وهو الطبيب الاستشاري ، تصل له استمارة سنويا تطلب منه تسجيل ما يحتاجه من دورات ضمن تخصصه ، وأن كل مؤتمر يحضره في هذا المجال تدفع له الحكومة الفرنسية مبلغ 320 يورو ، لضمان مشاركته المستمرة .
أضيف أنه خلال الأشهر الماضية ، افتتحت هيئة الاختصاصات الطبية السعودية
فضائية طبية Promed TV تقوم بعرض محاضرات طبية في مختلف الاختصاصات ، يلقيها أطباء أستاذة من الاكفا في اختصاصهم في العالم ، وذوي المهن الطبية في السعودية مطالبين ، بمتابعة هذه المحاضرات كل حسب تخصصه ، ثم الإجابة عن الأسئلة التي تطرح في الانترنيت لكل محاضرة ، وعن طريق الاشتراك المسبق الدفع يقوم الطبيب بالإجابة عن الأسئلة ، يمنح بعدها شهادة تحمل وحدات للتعليم الطبي المستمر ، وعليه الحصول على العدد المطلوب منه من الوحدات لتجدد إجازة ممارسته للمهنة .
أن التعليم الطبي المستمر ، في العراق اسما فقط ، وان المسئولين في الوزارة عن هذا النشاط الحيوي من البيروقراطيين الذين لاهم لهم سوى انتظار متى يحين إيفادهم التالي خارج العراق ، والذين دخلوا كتاب غينيس عن عدد ايفاداتهم ، وحصروا نشاط التعليم الطبي المستمر بتعقيدات روتينية تؤمن راحتهم هم ، وافلتوا متابعة حساب الوحدات التعليمية المستمرة لذوي المهن الطبية ، وأضاعوا الضوابط التي تجبر الطبيب على الانخراط في هذا النظام ، وأقولها صراحة أن من ذكرت من ذوي الاختصاصات الطبية السريرية ، لاعلاقة لهم من قريب أو بعيد بمعرفة ما مطلوب من تفعيل هذا النظام الذي يرفع خبرة وكفاءة ذوي المهن الطبية ، وانعكاسه يكون مباشرا على نوعية ورقي الخدمات الصحية التي تقدم للمواطنين ، وللطرافة أقول أيضا بأن تشغيل هذا النظام بصرامة من شأنه مطالبة من ذكرت من المسئولين بوحداتهم التعليمية ، ومن شأن ذلك حثهم على المتابعة العلمية لمهنتهم ، مما يسلب راحتهم الشخصية ، وينتزعهم من الخمول والكسل الذين يحيطون أنفسهم به .
عادل اليابس
ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عدم الشعور بالانتماء
لاس حويزي ( 2011 / 2 / 4 - 18:34 )
في كل العراق لا تجد شخصا حريصا على البلد الكل يبحث عن الفلوس و يفضل بدون تعب و كمية كبيرة.ضربة واحدة.
في الجامعات الطلبة مثل ايام الاتحاد الوطني المقبور,اصبحوا يتبعون نفس الخطوات,التعليس الطبي هو بدل التعليم.ويعيش المسؤولين اللي لا يفتهمون و لا يخلون اولاد الاوادم يشتغلون

اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: الحوثيون استحدثوا طرقا جديدة لتهريب السلاح


.. استهداف محيط بلدة شقرا جنوبي لبنان




.. في أول أيام العيد.. فلسطينيون يزورون قبور شهدائهم في دير الب


.. المتحدث العسكري الإسرائيلي: حزب الله أطلق أكثر من 5 آلاف صار




.. شاهد: الشرطة الألمانية تطلق النار على رجل هدد عناصرها بفأس و