الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كركوك بحاجة الى سلام لا الكلام

عدنان الداوودي

2010 / 9 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ما اكثر ما لاك به السنة السياسيين من الكلام العقيم فيما يخص كركوك و عائديته و تبعيته , و ما اقل ما لمسنا منهم من فعل غير اعمال التفجيرات و اثارة الفتن و النعرات الجوفاء , فكانوا يعزفون على اوتار الحرب التي ارادوها فلم تقم , و اشعلوا فتيلها ولكن بالحكمة ابطل .
في كركوك شعوب و اعراق و طوائف , كما يقال فهي عراق مصغر , فمتى استقر العراق تستقر كركوك , و متى وصل الشعوب العراقية الى اتفاق سلام , سينعكس ذلك على كركوك , و من حق اهالي كركوك ان يجتمعوا او يتخاصموا على اشياء , فللكل الحق في شىء من الاشياء فى كركوك , فعليهم ان يتجالسوا و يتباحثوا و بالتفاهم يصلوا الى شىء من الحل , و لكن ليس من حق احد من اهالي كركوك ان يذهب الى دولة اقليمية و يبيع المواقف بثمن بخس و ملىء جيوبه على حساب قضية قومية و يرجع و هو يحمل سلسلة من المطالب التعجيزية لدولة اقليمية طامعة و بلباس محلي ويصر على تلبية مطالبه و الا سيجعل من المدينة جحيما يكتوى بها طرف من الاطراف . ولم ينتبه ذالك السياسي الزنيم الذي جاء في زمن غريب من تقاسم الادوار بان اول من يكتوي بلهيب بذلك الجحيم عائلته و ابناء عمومته و اهالي مدينته , ذلك السياسي لم ينتبه الى تلك التهديدات بانها تهديدات عدائية لدولة اخرى لا يهمه ما يحصل لاهالي كركوك من ابناء جلدة ذلك السياسي العقيم قبل غيره من القوميات الاخرى .
فما يهم شعب كركوك هو لم شملهم و عدم التعامل معاهم و كانهم ارقام و حوادث او تاريخ مزور لدى ذاك الحزب المصطنع او هذا الشخص الخادم لدى اجهزة المخابرات الاجنبية والذي ياتى و بلسان قومى قح ولكنه لايحمل اية حلول بل جل ما يلوك به لسانه هي التناقضات و مصايحات و تهديدات و اثارات و اشارات بالرد العنيف ولا يملك سوى خنجر و سكين مزنجر و مجموعة من المراهقين التائهين الذين يمكن لملمتهم على ارصفة الشوارع المزدحمة بالبطالة و دفعهم نحوى الموت وهم تحت حبوب التخدير المتوفرة كثيرا و باسعار رخيصة و وعود بالامال التي لا تحقق الا بعد الموت و الفناء الابدي .
ولكن المهم و مايهمه ان يجعل من موت او ايذاء هؤلاء قضية قومية .
و ما اسهل الحصول في هذه الايام على رجل ابله و دفعه نحوى الموت بتفجيره بين حشد من الناس و بدون ثمن , فقط بالكلام ليس الا , بانه سوف يحصل على الحوريات الجميلات بعد موته و سيظل وهو سكران من تاثيرالخمر الئيلاهى ينكح بهن الى ما لا نهاية من الزمن الممدود اللامتناهي .
كركوك كعكة الكل , والكل يشارك باكلها و هي ليست حصرا لاحد , ولا ملكا لاحد و بالاخص ان كان ذاك الشخص مدعوما من دولة اقليمية , و بتفاهم و مناقشة ثم بالاستفتاء يمكن حل مشكلة كركوك , المهم ان يجرى كل شيئا بهدوء و يدون تداخل و جلب يد الاجنبي الى كركوك .
نحن بحاجة الى سلام , لاالكلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا يا عدنان
زهدي الداوودي ( 2010 / 9 / 14 - 16:02 )

شكرا يا أخي عدنان على تعليقك المختصر والوافي جدا.
لقد أثبت فعلا أن مشكلة كركوك، التي يعقدها الآخرون، لا يفهمها سوى أهالي كركوك النجباء الذين يعكسون كل أطياف العراق. إن مصير كركوك يقرره أهالي كركوك كما سبق أن قرروه قبل مئات السنين. والكركوكيون، كما تفضلت وأكدت بحاجة إلى سلام حقيقي ينبعث من داخل كركوك. أي سلام عراقي أصيل. إن كركوك التي بحاجة إلى سلام حقيقي، بحاجة أيضا إلى الخدمات والتصنيع والتعمير والبناء، فالذين يريدون كركوك يجب أن يثبتوا أنهم يحبونها حقا. والحب وحده لا يكفي. إنهم يجب أن يحولوا كركوك إلى عروس المدن العراقية. إن كركوك التي كانت تعتبر في ستينات القرن المنصرم من أجمل مدن العراق، قد تحولت الآن إلى خرائب تتراكم فيها القاذورات والمياه الآسنة وتحولت حدائقها الجميلة إلى مراعي تسرح فيها الأبقار و الأغنام والماعز. كركوك التي تزود العالم بالنفط، محرومة من الوقود.
إن أهالي كركوك الذين يفهمون بعضهم بعضا، يعرفون جيدا ماذا تريد كركوك ويعرفون أيضا أن كركوك لن تتحول إلى لعبة الأمم، رغم ضعف العراق الراهن. وأما الذين يريدون أن يستبدلوا اللغة التركمانية الجميلة بالتركية، فيحلمون.

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية