الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثرياء وشرفاء العراق القادمون .. لصوص .. فاسدون .. مجرمون .. ما لم يُوقفون .. !!

محيي المسعودي

2010 / 9 / 14
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



عادة ما تتشكل في البلدان الرأسمالية الاقتصاد , الديمقراطية الحكم , طبقة اجتماعية قوية العزم عظيمة الفهم قليلة العدد تتعاضد مع بعضها البعض من أجل تحقيق مصالح البلد , المصالح التي تحقق حكما بتحقيق مصالح الفرد " أي مصالح هذه الطبقة " – طبعا - تحت ظل وضوابط القوانين والأنظمة المعمول بها والمنبثقة عادة من الدستور الذي صوت عليه الشعب . وغالبا ما يكافئ الشعب هذه الطبقة بأن يمنحها صفة الشرف . ذلك لما قدمته وتقدمه له وللبلاد من مال وجهود وأفكار وقيم وأعمال ساهمت وتساهم في رفاه الشعب وتقدم البلاد وخدمة الإنسانية . وقليلون من نجدهم يحصلون على هذا الشرف دون استحقاق . ومن يقرأ تاريخ أغلب الدول الأوربية سيرى جليا كيفية تشكل تلك الطبقة ومساهمتهافي نهوض تلك البلدان كبريطانيا وفرنسا وامريكا .... ترى هل ستتشكل هذه الطبقة في العراق, وهو يتجه هذه الأيام نحو النظام الديمقراطي السياسة والرأسمالي الاقتصاد ..! ؟ .. يقول مثل شعبي شامي " خذ فالها من أطفالها " فتعالوا نقرأ فأل هذه الطبقة التي شرعت بالكينونة داخل العراق منذ العام 2003 وهو عمر طفولتها ! ولكي نبدأ من اليمّ , تعالوا نلقي نظرة على طبقة الأثرياء, من رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال .. نحن نعرف ويعرف الجميع أن ثمة طبقة ثرية تشكلت في العراق مؤخرا وكان مصدر ثرائها من "الحواسم " السلب والنهب الذي حدث بعد سقوط النظام السابق . ثم تكاملت هذه الطبقة من رجال اعمال وأثرياء ومقاولين . بدأوا مشوارهم مع الأمريكان فأخذوا الأموال من الجانب الأمريكي مقابل مشاريع وهمية ظنّ الأمريكان أنها ستُنّفذ لصالح الشعب وتؤسس لمصالح عامة وبنى تحتية في الاقتصاد وتنمية الإنسان في هذا البلد . حتى منظمات المجتمع المدني العراقية اخذت من هذه الأموال فخرج منها أثرياء على حساب برامج التنمية البشرية المدنية وكانت هذه الخطوة الأولى التي أسست لنوعية الطبقة المقصودة بحديثنا هذا .. نمت هذه الطبقة بشكل سريع ومذهل, مقابل سقوط قيم اجتماعية وسياسية وأخلاقية تقوم عليها مثل هكذا طبقات في المجتمعات الراقية وحتى المتخلفة بل حتى القيم الاجتماعية العراقية الموروثة والراسخة منذ قرون سقطت هي الأخرى في عمل هذه الطبقة . وبعد ان قطع الأمريكان عطاياهم السخية " غير معروفة الأهداف " اتجهت هذه الطبقة إلى الحكومات الوطنية والمحلية المرتعشة , خوفا واضطرابا وقلة خبرة , والمدفوعة برغبة جامحة لامتلاك السلطة والمال على حساب أي شيء, متأثرة بالطبقة الأولى بل أن جزء منها قدم من " طبقة المستثرين على حساب المال العام " وكانت آلاف المشاريع الفاشلة بسبب السياسيين والمستثرين, والتي قبض عليها المقاولون ورجال الأعمال المليارات من الدولارات التي كان ينبغي تؤسس للدولة الجديدة , ولكنها صارت "أرضة" تنخر الهيكل العظمي لهذه الدولة, الهيكل الهزيل الذي ورثته الدولة العراقية منذ عقود طويلة . وخلال سنوات - الحكم الوطني الأخير - ترعرعت طبقة ثرية قامت على الفساد والسرقة وحتى الجريمة ونحن نذكر البنوك التي سُرِقت أبان سقوط النظام والمليارات التي سُرِقت فساداً بعد سقوط ذلك النظام والجرائم التي ارتكبت من أجل سلب ونهب الأموال العامة والخاصة وسراق النفط الذين اصبحوا من اصحاب المليارات . حتى التجار الذين يوردون للبلاد الغذاء والدواء .. فسدوا أيما فساد ! من أجل الربح, فجلبوا لنا البضائع والأطعمة والأدوية الفاسدة أو رديئة النوع . جميعهم تاجروا بحياة هذا الشعب ومستقبله من أجل مصالحهم ومنافعهم الخاصة . وفي العام 2010 نستطيع رؤية تلك الطبقة المتشكلة من سياسيين ورجال أعمال وأثرياء , سوف يصبحون شرفاء العراق في الأيام القادمة, خاصة بعد ان تشكلت هيئات استثمار في العراق, في غفلة من الشعب وفي زوايا مظلمة وضمت مستثمرين لا مدراء وخبراء استثمار . واعتقد أن لا أحد في العراق يستطيع القول أن في هذه الطبقة حتى رائحة النزاهة أو الوطنية . ولكن مع كل الأسف أن هذه الطبقة شرعت بكسب صفة الشرف التي تحدثنا عنها والموجودة لدى طبقات الأثرياء في المجتمعات المتحضرة . وغداً سوف نجد ونرى هذه الطبقة التي تشكلت من اللصوص والمجرمين والفاسدين طبقة أعيان العراق وشرفاء البلاد . مثلهم مثل الشرفاء والأعيان في الدول الغربية . وسوف نجد عوائلهم وعوائل السياسيين تتناسل من أجل حكم العراق سياسيا واقتصاديا . ويبقى الشعب رهين إرادتهم , ويبقى الشرفاء الحقيقون في هذا الشعب يطحنهم العوز والحاجة والفاقة وانعدام القدرة حتى في الدفاع عن شرفهم .. وباختصار شديد أنني أرى أن طبقة من اللصوص والفاسدين والمجرمين في أيامنا هذه سوف يشتد عودها في العراق فتملك المال والسلطة وتنزع على نفسها شرف العراق . مما يعني أننا سوف نصبح من رعايا جمهورية يحكمها هؤلاء - الشرفاء - ويتداولون المال والسلطة بينهم ولن يسمحوا لشريف عراقي واحد بأن يسترد شرفه أو مكانته . وعليه أجد من الضروري أن تؤشر تلك الأسر والأشخاص في الذاكرة العراقية وتدوّن بوثائق رسمية وثقافية على أنها تمثل اللصوصية والفساد والأجرام إلى حين اثبات براءتها, لأن القليل جدا منها يمكن له اصلاح بعض المفاسد والعودة الى الطريق الصحيح . والأقل منه من لم يلوث ماله ونفسه بالفساد والسرقة والجريمة . واستميح شرفاء واثرياء العراق الحقيقيين عذرا بان تحدثت عن الشرف والثراء بهذه الكلمات . واتمنى ان يتنافس الاثرياء في العراق على دعم القيم والاخلاق الاصيلة والصحيحة في عملية الاستثمار والثراء . واتمنى عليهم ايضا ان يتنافسوا على بناء القطاع العام وان يساهموا في بناء المرافق العامة كما يتنافس اثرياء دول العالم المتقدم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمتي زوجة مصطفى دكار وعبد الحق الواسولي في المهرجان التضامن


.. زعيم حزب العمال البريطاني يؤكد أهمية الردع النووي: بدأ عصر ا




.. قبل الانتخابات.. ملف الهجرة يرفع أسهم حزب العمال على حساب ال


.. هل يخضع نتنياهو لضغوط اليمين المتطرف؟ | #غرفة_الأخبار




.. استطلاعات غير مبشرة للمحافظين: حزب العمال قد يحتل ثلثي برلما