الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصاعب نجيب ساويرس في الجزائر قد تعطل انتشاره العالمي

ياسين تملالي

2010 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لم تنته بعدُ متاعب رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس مع السلطات الجزائرية في وقت تتواتر فيه الأخبار الصحفية عن صفقة إستراتيجية يزمع عقدها مع "فيمبال كوم" (VimpelCom)، أحد أكبر المتعاملين الروس في مجال الاتصالات، ويتحول بموجبها إلى شريك في رأسماله بنسبة قد تبلغ 23 بالمائة.
وتتلخص هذه المتاعب في عدم إتمام عملية بيع "أوراسكوم تيليكوم ألجيريا" (جيزي"، الفرع الجزائري لـ "أوراسكوم تيليكوم هولدينغ"، OTH، التي يمتلكها نجيب ساويرس)، قرابة خمسة شهور بعد بدء الحديث عنها، ما قد يعني استثناء هذا الفرع من المفاوضات الحالية مع الشريك الروسي أو ما هو أسوأ، استحالة عقد الصفقة من أساسه بحكم أن "جيزي" هي أكثر مكونات OTH مردودية (15 مليون زبون حسب إحصائيات حكومية جزائرية نشرت في يوليو الماضي) وأن الشريك الروسي قد لا يهتم بهذا الهولدينغ إذا لم تدرج أصولها في الصفقة.
ويذكر أنه بعد تكذيبات عديدة من الجانبين، تأكدت الأنباء عن التحضير لهذه الصفقة بعد اعتراف كل من نجيب ساويرس والمدير العام لـ"فيمبال كوم"، ألكسندر إيزوسيموف، ببدء التفاوض عليها، وإن أكد كلاهما أن مجموعتيهما تتحدثان في مستقبل أعمالهما "مع أطراف أخرى أيضا".
وحسب الصحيفة الاقتصادية الروسية "كومرسنت"، تبلغ قيمة الصفقة 6,5 مليار دولار (دون الديون)، وتتمثل في شراء "فيمبل كوم" الشركة الإيطالية "ويند للاتصالات " التي تمتلكها OTH منذ 2005، بالإضافة إلى 51 بالمائة من أسهم هذه الأخيرة. إذا كتب لها أن تتم، فسيمتلك رجل الأعمال المصري من 20 إلى 23 بالمائة من رأسمال المجموعة الروسية وستظهر للوجود مجموعة جديدة يبلغ عدد زبائنها حوالي 200 مليون موزعين على دول عديدة، ما يجعلها إحدى أكبر مجموعات الاتصالات في العالم كله.
وحسب أنباء أوردتها يوم 7 سبتمبر الجريدة الاقتصادية الالكترونية "مغرب إيمرجنت" فإن نجيب ساويرس نفسه أقر بارتباط مستقبل أعماله على الصعيد العالمي بمصير "جيزي"، ففي تصريح للجريدة الكندية "ذو جلوب أند مايل" (آخر أغسطس الماضي) قال : "في جدول أعمالنا اليوم موضوعان : حل المشكل الجزائري وإيجاد شريك جيد للهولدينغ " (أي أوراسكوم تيليكوم).
وليس وصف مسألة مصير "جيزي" بـ "المشكل" مبالغة، فالسلطات الجزائرية لا تكتفي بالتذكير بأنها لن تسمح ببيعها بنفس الطريقة التي باعت بها "أوراسكوم للأسمنت" مصانعها الجزائرية للفرنسي لافارج في آخر 2007، أي دون إذن الحكومة، فنراها تلح على أن لها أولوية شراء هذا الفرع بموجب حق الشفعة الذي يضمنه لها التشريع الجزائري. ويذكر في هذا الصدد أن ردة فعلها كانت حازمة في مايو 2010 إثر تواتر أنباء عن مفاوضات كانت تجريها OTH مع الجنوب-أفريقية "آم تي آن" (MTN) بغرض التخلي لها عن "جيزي". ما أن نشرت هذه الأنباء حتى أصدرت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بيانا شديد اللهجة قالت فيه إنها ستعد أي اتفاق في هذا الموضوع "لاغيا من أساسه سواء تعلق بمجمل رأسمال جيزي أو حتى ببعضه فقط" وأنه "سيعرض هذه الشركة إلى سحب رخصتها"، لا أكثر ولا أقل.
ولا يبدو أن مفاوضات نجيب ساويرس مع "فيمبال كوم" أثرت على رغبة الجزائر في شراء "جيزي"، ما يؤكده تصريح أدلى به الخميس الماضي موسى بن حمادي، وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وقال فيه إن "هذه الشركة جزائرية قانونا" وأنه "بالنظر إلى عزم مالكيها غلى بيعها فللدولة حق الشفعة لامتلاكها وهو حق لن تفرط فيه".
وإذا بدا أن وتيرة حل "مشكل" نجيب ساويرس الجزائري قد تتسارع شيئا ما إثر تحديد نهاية السنة كآخر أجل لإتمام بيع "جيزي"، فإن مؤشرات أخرى لا تدعو رجل الأعمال المصري إلى التفاؤل، وأبرزها استمرار منع إعلانات هذه الشركة في القنوات التلفزيونية الجزائرية المملوكة كلها للدولة، ما يعني تواصل إضعاف موقعه التجاري إزاء منافسيه "اتصالات الجزائر" (القطاع العام) والوطنية للاتصالات (التي تمتلك القطرية "كيو تيل" 80 بالمائة من رأسمالها).
وتضاف إلى هذه المؤشرات السلبية مؤشرات أخرى أهمها تراجع رقم أعمال "جيزي" في النصف الأول من سنة 2010 (849 مليون دولار) بـ 10 بالمائة مقارنة بمستواه في النصف الأول من سنة 2009، واستمرار تجميد بنك الجزائر المركزي لكل تحويلاتها الخارجية لإجبارها على دفع مؤخر ضرائب تطالبها بها المصالح الجبائية مقداره 596 مليون دولار، لم تدفع سوى جزء منه ( 254مليون دولار).
وحسب رسالة بعث بها نجيب ساويرس إلى الوزير الأول، أحمد أويحيي في 21 يوليو 2010، تسبب قرار البنك المركزي هذا في "عدم تمكن جيزي من دفع مستحقات لممونيه بقيمة 1,524 مليار دينار جزائري (أكثر من 15 مليون يورو، المحرر)، ما دعاهم إلى التهديد بمقاضاتها". في نفس هذه الرسالة، طالب رجل الأعمال المصري الحكومة باختيار أحد الحلين: "إما بدء مفاوضات تنتهي ببيع أصولنا في الجزائر أو تمكيننا من مواصلة أعمالنا فيها دون مواجهة هذه المصاعب الكبيرة التي نواجهها اليوم".
ياسين تملالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة
عبد القادر أنيس ( 2010 / 9 / 14 - 11:01 )
الملاحظ من خلال هذا العدد الهائل من زبائن جيزي الجزائر أن الأزمة السابقة بين البلدين لم تؤثر فيها كما لم تؤثر فيها الحملة الشوفينية المتبادلة في وسائل الإعلام رغم تحول الكثير عنها.
طبعا من مصلحة المستهلك الجزائري أن يبقى مجال المنافسة مفتوحا. لقد أدى احتكار الدولة لخدمات الإنترنت بعد فشل إيباد إلى انخفاض مستوى خدمات اتصالات الجزائر كما يلاحظ ذلك المستهلكون.
تحياتي


2 - التجارة وكرة القدم بخير ولا ضحية سوى الكتاب
ياسين تملالي ( 2010 / 9 / 14 - 11:24 )
أهلا الأستاذ غبد القادر أنيس
الحملة الشوفينية لم تؤثر كثيرا على مصالح الرأسمالية المصرية في الجزائر والمبادلات التجارية لم تنخفض كثيرا رغم كل التوقعات، ومقابلات كرة القدم لم تلغ، رغم أنها كانت منطلق هذه الأزمة السوريالية. الضحية الوحيدة هي الثقافة فالكتب المصرية ستمنع في معرض الكتاب القادم كما تعلم. أنا شخصيا لست ضد مقاطعة بعض أشباه الكتاب والفنانين المصريين ممن استباحوا شتم الشعوب، ما لم يعتذروا لكن أن يمنع الكتاب المصري لأنه مصري فهذا ما لا أستطيع تصديقه. تحياتي.


3 - مصر و الجزائر أكبر من تلك الرياضة بكثير
abdul al lat ( 2010 / 9 / 15 - 05:26 )
على البشر أن يلتفتوا لما هو خير و أبقى,و اتركوا
عنكم تلك العداوة و السجالات بسبب كرة قدم فهي مجرد
رياضة فيها الفوز و الخسارة و ليست إلا من ضمن كماليات
الحضارة الحالية,و لا تتركوا مجالاً للغوغاء باثارة العداوة
بين الشعبين الشقيقين, ما بني من علاقات اقتصادية و سياسية
قضت علية تلك الرياضة الهزيلة التي ضخمها رجال المال و السياسة
و جعلوها بعبعاً يستخدمونة لأجل مكاسبهم المالية و السياسية,و في
النهاية تلك الرياضة و الإهتمام الزائد فيها من قبل الفيفا هو فقط لكسب
المليارات من محبيها الذين أعماهم حبهم لتلك الرياضة عن
رؤية جوانب الاستغلال البشع من قبل أصحاب العلامات التجارية و الفيفا

اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب