الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كريستيانا كينالي : الفشل المحتوم

واصف شنون

2010 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



لقد اعتزل السياسي العمالي بوب كار(سيء الذكر ) !! السياسة والحكومة معا ً بعد ان حكم اكبر ولاية استرالية طوال عشرة اعوام ،ونفذ فيها قرارات سياسية غالبيتها أدت الى نتائج سلبية أثرت على مواطني نيو ساوث ويلز الذين يدفعون الحصة الأكبر بين الولايات من الضرائب الأسترالية الفيدرالية، فهي اكبر ولاية استرالية بجوانب عديدة وهامة وليس الغرض هنا ابراز ولاية او مدينة استرالية على اخرى ، بل الإشارة الى كيف يكون بمقدور شخص واحد فقط مع شلّة من اصدقائه ورفاقه تحويل حياة ملايين الأفراد الأحرار الذين يعيشون في مجتمعات حرة الى عبيد للقمار والمخدرات والجرائم والشجارات العائلية التي تتوسع لتكون حروب عائلية صغيرة وكبيرة،وهذا ما فعله وقام به سيء الذكر بوب كار العمالي !!،الذي يعمل الأن مستشارا ماليا في احد المصارف براتب خيالي،وفعله قانوني لكنه اشد من الجريمة المنظمة فقد جعل وعبر سنواته العشرة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية تحتل المرتبة الأولى في العالم في نسبة ملكية اعداد ( ماكينات القمار ) بوكر مشين،فولاية نيو ساوث ويلز تملك 70% من بوكر مشين العالم برمته ، ومن خلال ذلك يمكن التعرف ببساطة على نتائج الإدمان على تلك الماكينات ، التي تنتج ليس خسارة المال والأمل فقط ،بل الجريمة والعنف المنزلي والسرقة والكآبة الشديدة والأمراض النفسية المختلفة .

لكن الحكومة العمالية العتيقة بمفاهيم الإدارة المتوارثة من عهد ( سيء الذكر ) بوب كار هي النافذة ، فحين جاء السياسي العمالي النزيه موريس ييما تمت محاربته من اول يوم ، وحين حاول اصلاح الشبكات الإدارية الوظيفية التي تسيطر على الولاية العتيقة وتحريرها من سلطة النقابات التقليدية التي تشكل حسب وصف بعض ( الأحراريين) مافيات نيو ساوث ويلز، تم عزله باسرع مايمكن وهو الفائز بانتخابات الولاية كرئيس للولاية بتصويت شعبي واسع النطاق ،وإلصاق تهمة (بيع شركات الكهرباء الحكومية الى القطاع الخاص ) بمؤخرته ،كي يتلقى رفسات و (جلاقات )المواطنين الحانقين على اداء حزب العمال الأسترالي - فرع نيو ساوث ويلز والذي سرعان ما ازاحه ليجلب رفيقا عماليا لطيفا ورقيقا هو السيد نيثين رييز الذي لم يتنفس الصعداء حتى تم تغييبه ايضا من قبل حزب العمال وتنصيب امرأة امريكية رقيقة الصنع في رئاسة ولاية نيو ساوث ويلز.

ثم تم التعريف بكريستيانا كينالي كرئيسة لولاية نيو ساوث ويلز اول الأمر كبديل عمالي للحكومة،وليس شعبيا ً، وهذا الأمر تم تصديره الى كانبيرا ، فقد تم باشراف وتخطيط شقاوات حزب العمال في نيو ساوث ويلز عزل كيفن راد اشهر رئيس وزراء استرالي في الشعبية،وحين نعود الى الرئاسة الإدارية لنيو ساوث ويلز ، نجد ان اليمين العمالي يدعم كريستيانا كينالي لتنفيذ الأسوء في الولاية ،فقد ارتفعت اسعار المواد الغذائية واسعار النقل العام وتضاعفت بنسبة الضعف واكثر بقليل نسبة التأمين الإجباري ( كرين سليب) وقوائم انتظار المستشفيات وارتفاع نسبة ايجارات الشقق والمنازل وصعوبة الحصول على سكن للإيجار وتحول قطاع الإسكان الحكومي الى قطاع من نوع العالم الثالث حيث عدم المهنية والإهمال ، واضافة الى تردي الخدمات في مختلف الجوانب الحياتية ،والسيدة كينالي قد تم توريطها وهي سيدة رقيقة في قضايا يصعب عليها التحدث فيها ، فهي وفي صلاة عيد المسلمين وأمام جامع في منطقة لاكيمبا ذات الأغلبية السنية المسلمة ،توعدت بأن حكومتها سوف لن
تمانع ولن تمنع البرقع :
My government would fully oppose a move to ban the wearing of the burka.
ولعلها( المسكينة ) لاتفرق بين معاني البرقع والنقاب والحجاب، وكذلك فهي على ما يبدو لاتعرف من الإسلام والدين الإسلامي ومذاهبه والمسلمين سوى الحادي عشر من سبتمبر في نيو يورك والنساء المتبرقعات، وهي امرأة حالها حالنا لكنها في قمة المسؤولية، لذلك أسألها ، هل ُتعين امرأة مبرقعة في دائرتها السياسية حتى لو كانت حائزة على اعظم شهادة علمية ؟؟ ، هل تقبل ان تكون امرأة مبرقعة استرالية وزيرة في حكومتها ؟؟، هل تقبل ان يكون سائق تاكسي مبرقع حسب دينه؟؟؟، هل تقبل رئيسة الولاية بامرأة مبرقعة تعمل كنادلة مقهى في مبنى اوبرا هاوس ؟؟؟.هل السياسة والسلطة تلغي الفكر والعقل والمنطق ؟؟، بل هل يمكن للغباء السياسي ان يتبرقع وُيبرقع الأخرين معه؟؟؟.

وحقيقة القول أني كنت من متابعين السياسة الأسترالية الديمقراطية الداخلية والخارجية منذ وصلت لسيدني عام 1994 ،وابديت اعجابي الشديد بها دائما وابدا مقارنة بما اعرف تاريخيا واتلمس واقعيا وآنيا ما يجري ويحدث في بلدان اخرى منها العراق، لكني الأن وبعد اكثر من ستة عشر عاما من الحياة اليومية في سيدني كبرى مدن استراليا ، توصلت ان الفساد البشري لايمكن حدّه لا بدين ولابعقوبات الهية ولا بقوانين سماوية او وضعية ، لكن الفساد كما اعتقدت على درجات، وكذلك الناس ، وكذلك الشعوب ،والدول ، والفساد قبيح مع الدول القبيحة وقبيح اشد قبحا ًفي الدول الجميلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
نيسان عيساوي ( 2010 / 9 / 15 - 09:25 )
قلبك كبير جدا

لك كل الحب والاحترام

اخر الافلام

.. لدعم -الصحة العقلية والنفسية-.. شركة صينية تتيح للعاملين بها


.. المستشار الألماني أولاف شولتس يتفقد أضرار الفيضانات بولاية س




.. العربية ترصد انتشال ضحايا القصف الإسرائيلي لمربعات سكنية في


.. الصين تروج لسياستها عبر مذيعي الذكاء الاصطناعي




.. دراسة: صيف 2023 كان الأكثر سخونة منذ 2000 عام.. والحرارة مست