الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخبط الإرهاب

حسين علي الحمداني

2010 / 9 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


شكل الانسحاب الأمريكي من العراق خطوة مهمة للعراقيين في طريق تثبيت السيادة التي فقدتها الدولة العراقية منذ التاسع من نيسان 2003 ، وربما غابت مظاهر الاحتفالات سواء الرسمية منها أو الشعبية عن الشارع العراقي لأسباب عديدة في مقدمتها مساعي الكتل السياسية لتشكيل الحكومة العراقية القادمة بما يؤمن أن تمثل الطيف العراقي بمكوناته وقواه الوطنية التي باستطاعتها تحويل هذا المنجز واستثماره بما يعزز من قدرات قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية من بسط الأمن في ربوع بلادنا.
وبالمقابل نجد بأن المعادين للعراق ومنجزه الديمقراطي شنوا هجماتهم الإرهابية يوم الأربعاء 25/8/2010 في محاولة منهم لتسليط الضوء إعلاميا على إن القوات الأمنية العراقية غير قادرة على حماية الشعب العراقي.
قد تكون عمليات يوم الأربعاء منظمة لكنها لا توحي بأي شكل من الأشكال على ضعف في منظومتنا الأمنية يصل إلى درجة العجز أو الانهيار الأمني كما حاول البعض أن يصور ذلك ويروج له عبر الكثير من وسائل الإعلام التي لا زالت تتربص بالعملية السياسية والديمقراطية في العراق.
أن توقيت هذه التفجيرات بالتزامن مع انسحاب القوات المقاتلة الأمريكية من الأراضي العراقية هي محاولة يائسة وفاشلة في توقيتاتها وأهدافها , خاصة إن واحدا من هذه الأهداف هو محاولة خلق زعزعة أمنية في البلد من جهة ومن جهة ثانية محاولة ذر رماد الفتنة التي قبرها شعبنا العراقي بوحدته وتلاحمه.
وبالتأكيد فأن أصابع الاتهام توجه للقاعدة وشريكها البعث المقبور الذي يحاول جهد الإمكان بث العنف في الشارع العراقي وكأنه لم يشبع من سفك دماء العراقيين في سنوات حكمه التي مارس فيها شتى أنواع البطش والتنكيل والتجويع للشعب العراقي.
وهذا الأسلوب الرخيص في استهداف الشرطة مهدت له عناصر القاعدة وأذنابها في الأسابيع الماضية عبر استهداف نقاط المرور المتوزعة في شوارع بغداد الحبيبة من أجل تنظيم انسيابية حركة المرور وتنظيمها , وعلى ما يبدو فأن هؤلاء القتلة لا يحبذون النظام بحكم عشوائية التفكير التي يتخبطون فيها وتلازمهم بقوة.
وعلينا هنا أن نعي إن التحديات القادمة في معركتنا مع الإرهاب كبيرة جدا خاصة وان الكثير من التقارير تؤكد بأن بقايا البعث التي اتخذت تسمية «حزب العودة» تشكل حليفا للقاعدة وخلاياها التي تنشط الآن في مناطق مهمة من العراق خاصة في المحافظات الجنوبية منطلقة من محافظة ديالى التي لازالت خلايا القاعدة والعودة تنشط فيها وترسل مفخخاتها للمحافظات المجاورة .
الكثير من المؤشرات تؤكد بأن المرافق الاقتصادية في الجنوب العراقي الذي بدأ يستقطب رؤوس الأموال بغية تنشيط حركة الاستثمار ومنها بالتأكيد استثمار حقول النفط من قبل الشركات العالمية , هذه المحافظات وتلك المرافق الحيوية ستكون أهدافا قادمة للإرهاب الذي يسعى جاهدا لتعطيل الحياة في هذا البلد.
إن الجهد الاستخباري والمعلوماتي لا يكفي وحده لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه بل يتطلب ذلك خلق وعي لدى المواطن العراقي ,هذا الوعي الذي بإمكانه أن يفشل أكبر العمليات الإرهابية خاصة ان حواضن تنظيم القاعدة بدأت تتضاءل في الكثير من المناطق, وهذا يحتم على القوى السياسية أن تسرع في تشكيل الحكومة بغية إيجاد الأرضية السياسية الداعمة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
ونعرف جميعا بأن القوى الإرهابية تتحرك وتصعد من عملياتها مستغلة جمود الحراك السياسي وتأخير تشكيل الحكومة، هذا التأخير الذي ينعكس على مجمل أوضاع البلد وفي مقدمتها الوضع الأمني الذي يحتاج لجهد كبير وتكاتف الجميع بعيدا عن مجريات أخرى وحسابات أخرى.
نحن لا نريد أن تتكرر المأساة والشعب العراقي يتطلع بأن يكون العراق واحة للأمن والاستقرار وهذا الاستقرار تصنعه وحدة الصف ووحدة الكلمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله