الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبرة اليمين..تشدّد واقع

علي شايع

2010 / 9 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


خيرت فيلدرز، زعيم اليمين الهولندي المتشدّد، والواثب سياسياً، ومؤسس حزب (الحريّة) الداعي إلى فرض التشدّد على الإسلام والمسلمين، يصعّد من نبرة التضاد هذه الأيام، في بلد يعتبر من أكثر البلدان اعتدالاً قانونياً في النظرة المتساوية للمقيمين فيه، رغم ما يصاحب هذه الإقامات من ظروف وقضايا لا ترقى أحيانا إلى الصفة الإنسانية؛ مثل كارثة حالية تتمثل بمواصلة سجن عوائل تضمّ أطفالاً في أماكن معزولة، بحجّة النظر في قضية ترحيلهم.
هذه القصة المرعبة تستدعي التوقف والتأمل، والسؤال ترى لم يجري ما يجري في مثل هذه الأيام، تزامناً وخلافات حادة بين الفرقاء السياسيين في هولندا، شبيهة من حيث الفارق الزمني مع العراق، فالفارق ثلاثة أشهر فقط، أعقبت فيها هولندا العراق في الإنتخابات،ولم تتشكّل إلى الآن أي من الحكومتين، ولكن "الفرق بين ديارنا وذيج الديار.. فرق ما بين لندن والدغارة" على حدّ قول الشاعر صاحب الضويري في إحدى قصائده، ولا مجال للحديث في الشعر هنا، ولا مكان للمقارنات المأساوية بين أي بلد شرقي وبين هولندا أصلاً.
هولندا كانت في كل تاريخها رمزاً للتسامح الديني والمذهبي والعرقي، واستفادت إلى أقصى حدّ من تجارب تناحرات دينية سابقة، ويقرّ الغالبية العظمى في الأراضي المنخفضة، بضرورة التعايش السلمي، والتفاهم الإيجابي، لخلق مجتمع موحد منتج، دافع للضريبة، ومستحصل على حقوقه التامة.
هذا البلد اشتهر عبر تاريخه بمرور موجات تطرّف سرعان ما تنحسر إلى قضايا تخصّ الوطن كبنية واحدة، يخدمه كون نسبة سكانه الأكثرية من الأعمار الكبيرة، أي إن صانع القرار والمتحكم بالرأي العام والفاعل الانتخابي الأكبر، هم من كبار السن، وممن شهد أغلبهم وبشكل شخصي وقائع تاريخية يجد إنها مهينة، فالتطرّف فعل أثنائها فعلته، لذلك تجد إن النسبة الغالبة من كبار السن لا يخالط نفوسهم تأييد اليمين المتشدّد.

نبرة "خيرات فيلدرز" الغاضبة ليست بجديدة على المجتمع الهولندي، ولكن الجديد فيها هو نسبة التأييد المتزايد لحزب الحرية، وهذه النبرة تتفاعل مع روح خطابية حماسية تذكّر المطلعين بصورة هتلر مخاطباً حشود أتباعه، أو تشبّه أي صورة يمكن استحضارها لزعيم يميني يمنّي المريدين بعذاب واقع، والحال واحد في المآل بين يمين حزبي ويمين ديني، فما بين أسامة بن لادن وبين خيرت فيلدرز رابط تشدّد، وساحة حرب ترفع حصيلة المواجهات اليومية، في معارك أكبر من رهان فهمها وتفسيرها، و إلا كيف يمكن تفسير خبر يقول إن تنظيم القاعدة الإرهابية يريد مبادلة رهائن مقابل قاتل تيو فان خوخ، الخبر الذي نقلته صحيفة دي تلخراف عن فرع شمال أفريقيا للمنظمة الإرهابية في المغرب الإسلامي من مخطط و محاولة لمبادلة رهائن غربيين مقابل محمد بويري، المسجون مدى الحياة، كأقصى عقوبة في القضاء الهولندي لجريمة قتله (تيو فان خوخ) المخرج السينمائي عام 2004. وجاء هذا الخبر في تقرير للمنسق الوطني لمكافحة الإرهاب، قدّمه للبرلمان مؤخراً، كشف خطط التنظيم، مدعياً إنها لا تمثّل تهديداً مباشراً بخطف مواطنين هولنديين، ولكنها ستعمل بها حال أخذ رهائن هولنديين ستستخدامهم كوسيلة مساومة لتحرير البويري.
قراءة عاجلة للخبر تكشف الإنزياح في مستوى فهم الصراع، فتنظيم القاعدة الإرهابي يسعى في هذا الوقت الى تكثيف الضوء على مثل هذا الخبر، لأن السامع له لا يُخرج التنظيم عن سياق ربطه بالمسلمين، وبضمنهم بالطبع المجنّسين والمقيمين في هولندا. وهذا لعمرك خطر مبير، فهو عزّ الطلب اليميني في تشديد النبرة، كصورة حال للمواجهة الواقعة لا محالة.
والسؤال ..كيف يمكن للمسلمين المقيمين في هولندا إثبات الولاء؟.. وهل سيستنكرون على هذا التنظيم تلك المساومة الإرهابية ، حديثاً بتخليص رهائن، مقابل الإفراج عن قاتل مدان؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية