الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوكانت بيد النساء لتشكلت من زمان

فرح الشمري

2010 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


عند ذهابك الى اي دائرة او مؤسسة حكومية او غير حكومية عراقيه فستجد ان كل العاملين فيها هم من النساء , سواءا اكانت مدرسه , جامعه , مصرفا او اية مؤسسه اخرى , فلا شك ان المدير رجل , وان الباقيين من الموظفين الرجال مشغولون حتما باخذ الاجازات الزمنيه الكثيره المتعاقبه لشرب استكانات الشاي المحلى وتجاذب اطراف الحديث داخل او خارج مقرات العمل , واما عاتق العمل فسيقع كله وبكل تاكيد على المراه من ترتيب وتنظيم وتسيير وتدبير وحل الازمات الشائكه والعالقه . ولو دخلت لاي بيت من البيوتات العراقيه فمن يديرالبيت ومن يقوده ؟ بكل تاكيد ليس الرجل الذي يقضي معظم وقته خارجا ولا يجئ الى البيت الا ليحصل على الوجبة الغذائيه الجاهزه المعده تماما حسب رغبته ! .واذا ما بقي في البيت فويل للطفل الذي بكى لسبب ما ووالده يتحدث على الهاتف ! . نعم لا شك ان القائد الحقيقي للبيت والاسره وبالتالي للمجتمع والدوله هي المراه . وبكل جداره فان المراه العراقيه هي القائد الحقيقي الان ولكن من خلف الكواليس , وليس ذلك فقط بل ان عليها ان تدخل موسوعه غينيس للارقام القياسيه , موسوعه غينيس مره لتحملها الرجل الشرقي العراقي والف مره اخرى لتحملها اعباء الحياه في المجتمع العراقي ذي الظرف القاسي الذي لا مثيل له . فهي بطبيعتها مدبرة , مضحيه , متنازله , قويه , صبوره , وقبل كل شئ مفضله مصلحة اسرتها على مصلحتها الشخصيه , فكيف بها اذا كانت ام بيت عراقيه , تخرج للعمل في اقسى الظروف من تفجيرات وازدحامات وحر قائظ , لترجع الى بيتها ليس للراحه بل لدوامه اخرى من المسؤوليات التي لا حصر لها , فعليها اولا وهي انثى تتحلى بكل مواصفات الرقه والحساسيه , ان تتبضع ولا نعني بذلك شراءها وحملها عددا من الاكياس الملونه الخفيفه المخصصه لادوات الزينه والتجميل , بل حملها لاكياس من كليوغرامات البطاطا والطماطا والبصل والتفاح والخضراوات والفواكه وكل ما تحتاجه اسرتها من " معدات ثقيله " , ولا نعرف لماذا عرف الرجل عبر العصور بعضلاته المفتوله وقوته وهو لا يؤدي اي من هذه الاعمال التي تضطلع بها المراه حصرا؟ ومن ثم تدير كل شؤون البيت من تحمل مسؤوليه نظافته واطعام اهله وغسل ملابسهم ومتابعه ابنائها من حيث دراستهم اذ بسبب تردي مستوى التعليم في العراق فالام هي المدرسه الاولى و الاخيره لابناءها , لياتي في النهايه الزوج , والذي لا نعرف ان كان سيزيح القليل من تعبها ولو بكلمه " الله يساعدج " ذلك في حال لم يبتدأ شجارا معها لسبب تافه لا غير . ومن هنا نجد ان منحنى تطور الشخصيه لدى الفرد العراقي ايجابي والى الاعلى بالنسبه للمراه بسبب قوة شخصيتها التي فرضتها عليها كل الظروف الصعبه القاهره الواجب تحملها واضطلاعها بالمسؤوليات التي لا حصر لها, وسلبي بالنسبه للرجل اذ انه يختار التخلي عن كل شئ والركون الى مجموعه من الاصدقاء او "الصديقات " اللواتي تعرف عليهن عبر الهاتف النقال خاصته , وذلك في احسن الاحوال طبعا . وعندما تعلم الزوجه بذلك فعليها ان تسكت وان تصبر وتتحمل وتكظم غيظها وتعاني لا لسبب , فقط لانها امراه وامراه عراقيه يجب ان تحافظ على اسرتها , كما وان مصير المراه المطلقه في المجتمع الشرقي هو امر لا تطمح اليه اية امراه مهما كان ظرفها , لذلك فعليها ان تتحمل وتتحمل وتتحمل وتقدم التضحيات والتنازلات وتبقى على حالها هذه طوال عمرها من اجل عدم تفكك وضياع اسرتها , لذلك فلو ازحنا كل القيادين الرجال من رئاسه الاحزاب والتجمعات والائتلافات ولو لهذه الفتره البسيطه فقط من عمر العراق واستبدلناهم ليس بالكثير من النساء بل بامراه عراقيه حقيقيه واحده ,لقدمت القليل من التنازلات والتضحيات , تنازلات وتضحيات اقل وبكل تاكيد من تلك التي اعتادتها داخل بيتها , واستعملت عقلها الذي يصفه الرجل بانه ليس مكتملا , عقلها نفسه الذي تدير به بيتها وتربي به ابناءها , لقدمت بكل تاكيد مصلحه الوطن على مصلحتها الشخصية , وشكلت لنا حكومه وبنت لنا وطنا عجز الكثيرين ممن وصفو انفسهم بالقوه والحنكه والشجاعه على بناء اوحتى ادارة ولو جزء بسيط منه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحة
حمورابي سعيد ( 2010 / 9 / 16 - 09:16 )
يا ست فرح...مقالتك فيها الكثير من الصحة ,ولكن اخشى ان هن شكلن الحكومة سيلتهين بالقشبة الواحدة على الاخرى والحكي عن كيفية صنع تشريب البامية والزلابية والتفاخر بالملابس والمجوهرات ونفس الطاس ونفس الحمام .تحياتي


2 - رد
فرح الشمري ( 2010 / 9 / 16 - 21:15 )
الاخ حمورابي
شكرا على مرورك الكريم
على الاقل كن سيشكلن الحكومه للاسباب التي ذكرتها في مقالي الذي شاركتني ان مافيه هو صحيح ويخرجن بالبلد من ازمته ومن ازماته وبعد ذلك فليتم اقصائهن للاسباب التي تراها انت

اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق