الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاعدة وصناعة الاعداء

حسين علي الحمداني

2010 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ليس من قبيل المصادفة أن نجد بروز تيارات متشددة دينيا في الغرب على غرار التيارات المتشددة في عالمنا الإسلامي والتي تمثل القاعدة واجهتها التي استطاعت وعبر السنوات العشرة الأخيرة من أن تجعل الدين الإسلامي المتسامح في مواجهة محتدمة مع الغرب بسبب تشدد هذه التنظيمات التي تسترت بالدين الإسلامي.
هذا الدين الذي فيه من القيم السماوية والاعتدال ما يكفي لأن يعيش العالم بأمن وسلام وطمأنينة.
وبسبب هذه التيارات الإرهابية وجدنا القس تيري جونز يعلن بكل وقاحة عن عزمه إحراق نسخ من القرآن الكريم في ذكرى أحداث 11 سبتمبر والتي تخلى عنها في آخر اللحظات، وهو بذلك ينتهج نفس النهج الذي سارت عليه الجماعات المتطرفة في تفكيرها العدائي وتطرفها الأعمى الذي لا يرى سوى صور الخراب والدمار تعم أرجاء العالم.
الخطر الحقيقي يكمن في هذه الأفكار التي تتولد منها أفعال، فالفعل لا يأتي من فراغ بل من مجموعة أفكار تتجمع وتتولد منها أفعال لا تحمد عقباها خاصة إذا ما كانت هذه الأفكار شريرة غايتها الأساسية تدمير القيم الروحية في هذا العالم.
فأفكار القس تيري جونز لم تأت من فراغ عبطي بل هي نتيجة لتراكمات عقد كامل مر على أحداث 11 سبتمبر التي هزت أمريكا وبالتأكيد هذا القس وأتباع كنيسته استمعوا جيدا لكل خطب بن لادن ومساعديه التي تترجم لجميع لغات العالم لأن غايتها الأساسية جلب المزيد من الأعداء للدين الإسلامي الحنيف وليس إعلاء كلمة الإسلام كما يدعون، لأن راية الإسلام قبلهم كان مرتفعة وعالية، والمسلم كان حين يمر من مطارات العالم بشرقه وغربه يحترم وينظر إليه على إنه حاملا لرسالة أساسها التسامح والعدل والوسطية، أما الآن وفي ظل “إرهاب القاعدة” فإن المسلم الآن يفتش لساعات طويلة في كل مطارات العالم وتسلط عليه كامرات المراقبة.
ما نريد أن نقوله بأن (إرهاب بن لادن) هو من جعل هذا القس يفكر بحرق القرآن الكريم والتطاول على الدين الإسلامي لسبب ربما غاب عن أذهان الكثيرين وهو إن الإسلام الذي وصل إلى أمريكا في بداية هذه الألفية وصل بطائرات فجرت برجي التجارة وبحقائب تحمل متفجرات قتلت من الأمريكان وغيرهم الكثيرين وبالتالي صنع بن لادن ومن معه أعداء لهذا الدين الحنيف.
لقد تعايش الدين الإسلامي الحنيف مع بقية الأديان قرونا عديدة دون أن نجد ثمة تصارع بل كان دائما هنالك تلاقح أفكار، ولم يكن هنالك ثمة تصادم وحروب وتطرف وغلو.
وأجد بأن تصرفات القس تيري جونز التي أدنها العالم بأسره تضعنا نحن العرب والمسلمين في موقف المسائلة عن مواقفنا تجاه التنظيمات الإرهابية التي يسميها البعض “المتشددة” وهو تعبير يختلف عن الإرهاب لأن التشدد شيء والإرهاب شيء آخر.
إلا إن الصحيح بأن تنظيم القاعدة إرهابي وعلى وسائل إعلام العالمين العربي والإسلامي أن توقف المقالات التي تنظر لهذه الجماعة وتطلق على مجرميها ألقاب “الشيخ والمجاهد” وغيرها، هذه الألقاب المجانية والتي جعلت منهم يعتقدون فعلا بأنهم يدافعون عن الإسلام عبر جرائمهم سواء في أمريكا أو أوربا أو العراق أو الجزائر أو الباكستان، هذه الجرائم التي استندت إلى فتاوي من مدارس فكرية صنعت خصيصا لتدمير وتشويه صورة المسلمين في العالم.
وهذا ما ولد في الطرف الآخر ولادة أفكار متطرفة هي الأخرى تمثلت في أفكار القس تيري جونز هذه الأفكار التي جعلت من هذا القس يتسلق سلم التسليط الإعلامي بين عشية وضحاها كما سبقه إلى ذلك من قبل أسامة بن لادن فكلاهما يفكر بنفس المنطق ويستخدم ذات الآليات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وترامب وجها لوجه | #أميركا_اليوم


.. منذ 7 أكتوبر.. أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5




.. السباق إلى البيت الأبيض | #غرفة_الأخبار


.. بدء الصمت الانتخابي في إيران.. 4 مرشحين يتنافسون على منصب ال




.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات استمرار احتجاجات كينيا رغم تراجع ا