الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدقوا السياسة ولا تصدقوا رجال السياسة

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2004 / 9 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


حين كتب الفلسطينيون القدماء في الناصرة نقلا عن احد اعظم رواد السلام في العصور القديمة عيسى بن مريم قوله(صدقوا الدين ولا تصدقوا رجال الدين) لم يأتي على بال احد من قوم ذلك الزمان ان يأتي جورج بوش بن تكساس وبعد 2004 عام ليواصل الدعوة النبوية الشريفة على طريقة الكاوبوي الأمريكية او ان يواصل السادي شارون الدعوة الإلهية التي لم يستطع إتمامها نبينا موسى او ان يأتي رهط من حثالة الفاشلين والشواذ والسفاحين من الجواسيس او المرتزقة من الفاسدين والدجالين والسراق لكي يفرضوا انفسهم على البشر كمنفذين لإرادة رب العالمين عز وجل
يقف المرء اليوم امام ما يحصل في العالم بين عدة اختيارات أكثرها إنصافا هو ان يجهش بالبكاء بدلا من الصراخ او الضحك الساخر على هؤلاء الذين يحملون الكتب المقدسة على صدورهم حيث يوسخ هؤلاء الرجال أقدس الصور عن رسل الله جميعا. يا ترى أين هي أوجه الشبه بين المسيح ودعوة التسامح والسلام الربانية وسياسة الحفنة الحاكمة لأمريكا؟ لهذا الشعب الطيب الذي اختلطت به العشرات من القوميات والشعوب من شتى أنحاء العالم
كان المسيح رجل بسيط ومعدم وكانت تحيط به مجموعة ليست اقل منه فقرا ولكنها مثله من الفئات المعدمة والكسبة. كانت أفكاره تبدو احيانا غريبة حتى على أمه أو اقرب مؤيديه يدعو لها سلميا ويبشر بها بهدوء ورزانة
اذا اكتفيت بالطعام فاترك الباقي لمن لا يقوى على العمل أو على توفير الطعام لأطفاله. من صفعك على خدك الأيمن ادر له خدك الأيسر!
 لم هذه الوحشية هذه الغطرسة هذا الجشع وهذا الطغيان؟ لم هذه الجيوش المدججة بالرماح والسيوف الثقيلة والحراب؟
هل ان الحياة ستكون افضل بعد تصفية الثوار على جشع الاغنياء وسراق قوت الفقراء؟
النتيجة ان دعوة المسيح قوبلت بالرفض التام كسابقاتها وانتهت بتراجيديا معروفة. عذبوه بابشع الأساليب غرسوا المسامير في جسده وتركوه معلقا حتى النفس الاخير. هذه هي اقرب صورة عن ما يحكى عن المسيح
ويأتي جورج بوش اليوم ليعيد رسالة هذا الرسول العظيم؟
ولا يعرف بوش بان المسيح جاء أصلا لتخليص البشرية من أمثاله وحاشيته, من نوابه ومساعديه. أصحاب المليارات التي تكدست عبر مراحل طويلة من صفقات السرقة والجريمة والابتزاز؟
الا يستطيع هذا الطفل المدلل من أن يجد له مثل آخر غير المظلوم عيسى بن مريم؟ الى متى يتعكز سياسيو الولايات المتحدة على الله؟
وهل ستحدث فاجعة بالسياسة الاستعمارية لو رفعت عبارة (نحن نؤمن بالله) المطبوعة على العملة الأمريكية؟ الكلمة المقدسة التي صكت عمدا على العملة التي يتعامل بها البشر لشراء ماهب ودب من الحرام والحلال من الجرائم والمآسي والآلام. كم جاسوس استعملها وكم عميل تداولها؟ كم هم الاطفال والنساء والبشر من كل الجنسيات الذين راحوا ضحية صفقات من هذه العملة المباركة باسم الله؟ رغم ذلك بقيت كلمات الدجل والرياء الصارخة هذه صامدة على العملة الأمريكية ترثها الاجيال الواحدة تلو الاخرى
كم سياسي وتنظيم حزبي وغير حزبي خارج محيط هذا الرجل يقول شيء ويعمل شيء آخر يعد بشيء وينفذ شيء معاكس له الديمقراطية,العدالة,الحرية,التسامح,الرفاهية,الامن,الطمانينة,السعادة,التقدم,البناء,التشيد,المساوات, حقوق المرأة, حقوق الانسان, دولة التعددية, حماية الطفولة, صيانة الطبيعة, القضاء على البطالة, الحفاظ على التراث وحتى توفير الكهرباء لأبعد منزل في اعلى قمة جبل او ايصال الماء النقي لآخر عطشان في الصحاري النائية
ماذا نتوقع من هؤلاء اذن؟ ماذا نتوقع من سياسي حكيم وفاهم لهذه الدرجة بحيث يعد مناصريه قبل استحواذه على السلطة بانه سوف يذبح الناس ويملئ السجون بالمعذبين؟ يسحق الحريات بحذائه ويبصق بوجه كل من نادى بالديمقراطية؟ أو انه سيرمي بقية الشعوب بالقنابل الكيمياوية والنا?الم؟ يسرق ثرواتهم الطبيعية وأموالهم ويستعبد نساءهم أو يشوه أطفالهم؟
ولم يكن بوش الاول في ذلك فقد سبقه ساسة عدة فمنهم من طالبوا بالعدالة وحق تقرير المصير للشعوب التي هي خارج نطاق بلدانهم بينما رفعوها من قاموسهم اذا ما تعلق الامر بشؤونهم الداخلية؟ لماذا لا يحق للفلسطينيين دولة خاصة بهم؟ لماذا لايحق للاكراد والشيشان بدولة. أليست هذه من وعود السياسيين ونصوص وثائقهم؟ اليست هي من ضمن تصريحاتهم وعنجهيتهم؟ اليست هي من نصوص حق تقرير المصير؟ هل نحن أفضل من هذه الشعوب؟ وبماذا؟ اين هي الوعود التي يتبجح بها الصغار والكبار من ساسة العالم وسياسيوه؟ هذا العالم المثقل بالوعود الفارغة والمتعب بالدجل والرياء من أخمص إصبعه وحتى اليافوخ
  عماد الطائي 3 أيلول 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟