الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يثير الطائفية في الخليج?! ومن المستفيد؟!

سامي جاسم آل خليفة

2010 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مقلق ما يجري على الساحة الخليجية من فتنة في ظني أنها خرجت في وقت واحد لتضر بالمصالح الوطنية لدول الخليج ولم تكن الأحداث الأخيرة في مملكة البحرين -مع رفضنا لحالة الفوضى والشغب- إلا شماعة استغلها ضعاف النفوس لصب غضبهم على شيعة المنطقة باعتبارهم الحلقة الأضعف سياسيا فقامت مجموعات من عشاق الطائفية برمي أتباع المذهب بما لا يليق من أوصاف وتهم وشحن عامة الناس عليهم و بتجديد العويل على الأوطان والتباكي على الوطنية وأن ولاء الشيعة لإيران في كذبة ملفقة حتى ممن يدعون فهم السياسة ويكتبون في هذا الشأن ولست بصدد مناقشة هذا الأمر فالأحداث التي مرت بها المنطقة الخليجية جديرة بأن تُثبت وطنية هؤلاء في بلدانهم فلم يكن لهم في أي قضية وحدث إلا مساندة حكوماتهم والوقوف معها ضد أي عدوان يتربص بها ودائما ما يأخذون السبل السلمية والحوارات طريقا لحل ما يمرون به من أزمات لكن مثيري الفتنة لم يجدوا في هذا غير المزيد من الضغط عليهم وتحريض الحكومات والطعن في وطنيتهم.

كنت أحد المتابعين للندوة التي أقامها تجمع ثوابت الأمة الكويتية ضد تصريحات الشيخ ياسر الحبيب وكنت شاهد عيان على الصرخات والمطالبات بتقديم الشيخ الحبيب للمحاكمة وإحضاره من لندن ومع هذا الصراخ وكثرة المطالبات وجدت الكاميرا تنقل أيضا بعض النائمين على كراسيهم وبعض المتأففين من حرارة الجو وحسب الجالسين أن يأخذوا أجر الحضور والمتحدثين أجر الكلام والحضور فجزاهم الله خير ما يتمنون فكلنا ضد الإساءة للصحابة الأخيار المنتجبين فهم الرموز الذين ناصروا الرسول في حياته وحفظوه بعد مماته وكلنا في هذا ضمن تجمع ثوابت الأمة ونتقرب بهذا الرفض والممانعة إلى الله ونسأله الأجر في ذلك وأن يكفينا شر ما سمعناه في الندوة من قول لا علاقة له بثوابت الأمة فكلاب الرافضة ليست من ثوابت الأمة والمجوس أولاد المتعة أبناء الزنا ليسوا من ثوابت الأمة ولهذا نسأل العافية منها ونتبرأ ممن أطلقها فالله كما قرأت "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" ونصرة الرسول لا تتم بتلك الألفاظ وتعالي الأصوات فالله قريب يجيب دعوة الداعي ولا أعرف لماذا حلت تلك الأصوات المرتفعة مع وجود بعض الفضائيات الصافية في توجهاتها الطائفية التي نقلت الحدث لماذا لا تنتهي الظاهرة الصوتية على الأقل ونحن في ندوة للنصرة والمؤازرة نطلب الأجر والمثوبة ونركز على ثوابت الأمة وتمنيت أن يستبدل المشاركون في الندوة تلك العبارات المنسلخة عن ثوابتنا بمواقف تضاف لنصرة الإسلام وتوحد مواقف الشيعة والسنة وهي البراءة من فتاوي التكفير والقتل للمسلمين الشيعة في العراق وباكستان والتحريض عليه فليست تلك الفتاوي من الإسلام في شيء وهي إساءة للنبي محمد وحرمة دم المسلم أشد لو كان أعضاء ثوابت الأمة يعلمون ولكن..........من يثير الطائفية؟! ومن المستفيد؟!

باعتقادي أن البذرة لتأجيج الفتنة الطائفية جاءت بمناصرة من الإعلام المفلس الذي وجد في الرصد والمتابعة لكل ما يُقام ويقال مادة خصبة للكسب الإعلامي والظهور بمظهر المناصر لهذه الفئة والحاقد على الفئة الأخرى وهكذا حتى غدت بعض القنوات لشدة صفائها الطائفي تأتي بالمقاطع وتركب عليها الأصوات حتى تنتصر أو تستعين بأفلام خرافية من صنع الطائفية اللعينة فتجعل أحدهم يرقص في احدى المساجد أو الحسينيات وباقي الكومبارس يصفقون له في حرب إعلامية مفلسة أقل ما يقال عنها إنها خبيثة تصب في مصالح من يقوم عليها ويروج لها وإلا ماذا يُفسر أي إنسان شريف حتى ولو لم يكن إعلاميا ما تقوم به احدى القنوات من جمع موافقة مليوني شخص لرفع قضية بإرسال رسالة متوسط سعرها -لو أخذنا جميع الدول العربية- على أقل تقدير خمسة ريالات ولمن يذهب هذا المبلغ إذا كان المحامي متبرعا لتلك القضية؟!

إن الشيخ ياسر الحبيب واختلاف مدرسته عن مدارس الشيعة الأخرى لم يكن إلا صاحب جرأة جارحة للمشاعر معروفة عنه ولايزال يجب ألا يستغلها بعضهم للنيل من تماسك النسيج الوطني في دول مجلس التعاون الخليجي لاسيما في الكويت التي عرف عنها تلاحمها الوطني شيعة وسنة لاسيما في حرب الخليج وليست من مصلحة أي فريق تأجيج ذلك الصراع الطائفي الذي كان ومازال موجودا في القلوب قبل الكتب والموسوعات الدينية وكان حريا بتجمع ثوابت الأمة أن يدعو لندوة وحدة لكل أطياف الشعب الكويتي تزيد من ترابط أبناء الكويت وتشد من تلاحمه أما العزف على أوتار المذهبية وإشعال نارها ورفع شعارات القبيلة والانتقاص من الآخرين بالمجوسية وغيرها لن يفيد غير المتربصين بالوطن الأم الكويت ولا أحسب السيد حسين القلاف إلا من دعاة الوطنية الصادقة التي تعبر عنها مواقفه النبيلة تجاه كثير من الأحداث وتهديد مبارك البذالي -أحد المشاركين في تجمع ثوابت الأمة- له بالقتل هو مؤشر خطير ينذر بحرب صعاليك وخطف وقتل في شوارع الكويت وبيوتها وأحسب الحكومة الكويتية متمثلة في أمير البلاد لديها من الحكمة والشجاعة وسداد الرأي ما يمكنها من سد هذا الباب ومنع من تسول له نفسه العبث في أمن الكويت واستقرارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحرب الطائفية
فواز محمد ( 2010 / 9 / 17 - 12:38 )
بارك الله فيك ايها الكاتب الشجاع ونقول ان الحروب الطائفية هدفها حرف الانظار عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها الشعوب العربية والاسلامية وبدل من انتقاد الظلم والتسلط والفسائد السائد نجد الامر يتحول لصراع على احقية الخلافة لابو بكر ام على صراع على حدث مضى عليه اكثر من 1400 سنة واختيار شهر رمضان لاثارته ليس امر برئ حيث تكون المشاعر الدينية متأججة وواضح ان القنوات الدينية تسعى للمكاسب المادية بحجة نصرة هذا او ذاك ولكن اعتقد النتيجة على المدى البعيد ليست بصالح الطرفين السنة والشيعة لانهم قد كشفوا عيوب بعضهم البعض ولن يتحول السنة الى شيعة او العكس بل سيكون هناك خروج جماعي من دين الاسلام وسوف يرون الناس تخرج من دين الله افواجا

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -