الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسفا بغداد

أمير الحلو

2010 / 9 / 16
كتابات ساخرة


أسفاً بغداد
الكثير من الاشياء الطبيعية الجميلة التي عشناها في حياتنا،نفتقدها الآن على بساطتها،وقد تكون هناك بعض العوامل والظروف التي(غيبتها) ولكن السنوات تمر والاوضاع تتفاقم نحو عدم عودة (بعض) مظاهر الحياة اليومية الاعتيادية ومنها تجمع الجيران والاصدقاء في المقاهي القريبة من سكناهم او المعروفة تقليديا مثل مقاهي البرلمان والحاج خليل والزهاوي في الحيدر خانة سابقاً، فقد كنا طلابا في الجامعة ولكننا نلتقي في مقهى البرلمان لنقرأ جميع الصحف على طريقة(العشت)بعشرة فلوس ونعيدها لصاحبها،ونقضي الوقت في احاديث نافعة،كما ان(قهوة الطرف) كانت مركزاً لتجمع شباب المنطقة من العصر حتى ساعات متأخرة من الليل،فقد كانت مقهى(أبو عامر) في منطقة الرحمانية والجعيفر قريبة من دارنا،فالتقي فيها يوميا مع اصدقائي (السياسيين) من الجيران وغيرهم،حتى أصبحت المقهى منتدى سياسياً،نحوّله وقت الامتحان الى مكان للدراسة،ويهيء لنا صاحب المقهى ركنا هادئا او سطح المقهى لمراجعة دروسنا،وكان يقفل المقهى(رسميا) في الساعة الثانية عشر منتصف الليل،ولكننا نسحب (المصاطب الطويلة) الى شاطئ نهر دجلة ونكمل سهرتنا الى الثالثة فجراً.وعندما كبرنا وتخرجنا من الجامعة واستلمنا الوظيفة الحكومية أصبحت النوادي ملتقانا السياسي والثقافي والترفيهي .
ما أثارني لأكتب عن ذلك أن احد زملائي القدامى زارني في الجريدة ليقول لي أنه أعطى موعداً لصديق بقصد انجاز معاملة ما،في باب المعظم على أمل وجود مقهى مشابهة لمقهى(الاداب) الشهيرة سابقاً ليجلس مع صديقه،ولكنه فوجئ ان هذه المنطقة الحيوية في قلب بغداد لا تصلح(للقاء)فلا مكان للجلوس ولا(مأوى) لمن يريد ان يتخذها منطلقا لانجاز معاملة او مهمة،ولانه كان فترة في الخارج وعاد مؤخراً،حاولت ان اخفف عنه لاشرح له حالتي الشخصية،فقد كنت اخرج من مكان عملي الصحفي في ساعة متأخرة ولكني كنت متأكداً من وجود(مأوى) التقي فيه ببعض الاصدقاء من محبي السهر مثلي فنبقى ساعات اخرى ونعود الى بيوتنا بـ(أمان) في جميع العقود السابقة.
من الممكن للانسان ان يتحمل ظرفاً طارئاً قد يطول ولكن لن(يدوم)فجميعنا نشعر ان الحياة العامة قد(ماتت) ولا يدري الانسان اين يذهب فلا مقاهي الحي موجودة ولا المقاهي العامة والمعروفة سابقاً موجودة،ولا ظلمة الليل(مأمونة)ويفضل الجميع ان يأوي الى داره هروباً من مفاجأت الليل وازعاجات الطريق ومخاطره.
وأقولها بأسف ان بغداد قد تحولت الى مدينة كئيبة وتوقفت الحياة العامة فيها،واذا استثنينا بعض النوادي التي قد يذهب اليها البعض مع التطلع الى ساعاتهم طيلة جلساتهم حتى لا ينتهي الموعد المحدد للعراقي (التجوال) فيه وعليه العودة الى بيته قبله.
ويشهد الله انني لا أريد توجيه اللوم الى جهة ما (ليس خوفا منها) ولكني اطلب ان تعيد بغداد (بعض) حياتها،خصوصاً وان جميع ان لم تكن اكثر التفجيرات وغيرها تحدث صباحاً،ومع ذلك فان الانسان عندنا شجاع الى درجة انه يمر بعد دقائق على أخطر الاماكن ويحاول ممارسة حياته اليومية بشكل اعتيادي .
شجعوا فتح النوادي والمقاهي وارفعوا الجدران العازلة قدر الامكان وخففوا من اجراءات (افتح ضوء سيارتك) ثم(اطفيء ضوء سيارتك) من قبل نقاط التفتيش في الليل،واجعلوا الانسان يسير بحريته على أرض وطنه،وقد ندفع تضحيات لقاء ذلك،ولكن ما ندفعه مع وجود هذه الاجراءات اكثر.
صديقي القادم الى بغداد بعد سنوات يرفض ان تكون هذه هي بغداد بعد ان شاهد الجدران العازلة والاوساخ المتراكمة و(الحواجز) والاتربة والحفريات وغيرها من مظاهر (السعادة المتخلفة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التسامح....مقدار الدين والخُلق
شمران الحيران ( 2010 / 9 / 17 - 13:46 )
الحقيقه لا استطع من اخفا ء فضولي لاكون المعلق 3وابدي الثناء على ماوضعه السيد الفاضل الرديني من حكمه توسمت بمحيط العفووالسماح والصفح عن ماض اخلتطت اوراقه ولاارى جدوى من لغة التوعد والاستئثار سوىمسعى للانتقام الشخصي بعيدا عن الدين والوطنيه..كما يجب على الاخ المانع الاشاره الى كل ماهو يسيىءللعراقيين من السابقون واللاحقون دون تمييزلتثبيت الموقف الوطني ولكن حسب تقديري اظن ان السيد المانع اكتفى بظلم الامويين ولم يتمكن منمعايشة ظلم العباسيين فراح يغني على ليلاه ظنا منه ان السيد الحلو..حسن كيمياوي اوالجزراوي ولايعلم كونه رجل اعلام عمل اختصاصه حاله حال ملايين العراقيين الذين تبوءوالان اعلى المناصب الحكوميه...لذا ارىبأن المشغابه والمناكفه مع الاخرين لاتليق بعناوين المهنيه ...مع تقديري للدكتور المانع


2 - المشرف اللغوي
عزيز جويد ( 2010 / 9 / 18 - 03:15 )
لا نعلم ان السيد الرديني تعليق رقم(2) قد نصب نفسه مشرفاً لغوياً من قبل الحوار المتمدن لقياس آداء مقالات كتاب الموقع والمساس بكرامتهم , حيث قد ذكر أن اسلوب السيد الحلو لايليق بطالب ثانوية.

اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب