الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تخبئ لنا كل هذه الحروب ؟

حسين محيي الدين

2010 / 9 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أنت في العراق ؟ أنت في حالة حرب . حرب دائمة , لا هوادة فيها . صباحك حرب . مسائك حرب . ويومك كله حرب . حرب تعيشها منذ أربعة عشر قرن .يستعر أوارها حينا وتبقى نيرانها تحت الرماد أحيانا . استعملت فيها كل أدوات الحرب من السيف والرمح حتى أسلحة الدمار الشامل وقتل فيها ملايين العراقيين بوسائل شتى الخنق والسم وسمل العيون والإعدام شنقا ورميا وسحلا وموتا جماعيا وفرديا . حرب بين علي ومعاوية وبين الحسين ويزيد ثم تلتها حروب وحروب لا يهم بين من ومن ! لكنها تدور رحاها في العراق ويدفع ثمنها العراقيين الأبرياء وغير الأبرياء . حتى وصلنا إلى مشارف القرن العشرين فاستعرت حرب جديدة تارة بين العراقيين والمحتل وأخرى بين العراقيين أنفسهم وثالثة بين العراق وجيرانه . شيعة وسنة عرب وأكراد مسلمين ومسيحيين قوميين وشيوعيين علمانيين وإسلاميين . من يختبئ وراء كل تلك الحروب والمجازر ؟؟ التعصب الديني والتعصب القومي وراء كل تلك الحروب . هذا يدعي أن الحق معه وذلك يعتقد بأنه لا يحيد عن الحق حتى أصبح العراقيين ينتحبون على هذا وذاك . غنائهم بكاء ورقصهم بكاء أعيادهم بكاء وكل شيء عندهم بكاء .


في رمضان المنصرم لبيت كل الدعوات الرمضانية في مجالس وندوات . الحديث لا يدور إلا عن الحرب . يختلف الناس حول مسبباتها ولا يعون مخلفاتها . متشنجين متوترين وكأنهم جزء من كل تلك الحروب التي دارت رحاها على ارض العراق منذ فجر الإسلام وحتى أفول فجر الاحتلال يعيشون في الماضي وكأنهم قادة فرق وفيالق لتلك الحروب كل متعصب إلى مذهبه أو دينه أو قوميته . حاولت أن أطرح موضوع جديد لعلنا نخرج نفسيا من أزمات كل تلك الحروب . وما خلفتها من دمار شامل في عقول ونفوس العراقيين فقلت (( ليست هنالك حروب عادلة وكل من ساهم فيها جانبه الصواب )) فلنترك الماضي ونصنع مستقبلنا بأيدينا في ظل السلام أو على الأقل لنعيش حالة من اللاحرب وإلا سلم . ثم نبني سلام دائم بين أنفسنا أولا وبيننا وبين جيراننا ثانيا وبيننا وبين العالم أجمع . استغرب الجميع مثل هذا الطرح . وكان ذلك في ليلة العيد وعندما سئلت كيف ؟ أجبتهم بأن نترك الماضي لأهله ونبتعد عن التعصب الديني والقومي ونحترم الآخر .

وبينما نحن على هذا الحال أفتى أحدهم بثبوت رؤية هلال شوال وأعلن غدا هو يوم العيد وبعد نصف ساعة من الحديث أعلن الأخر أن يوم غد آخر أيام رمضان وأن بعد غد هو أول أيام شوال فنشبت الحرب بين أنصار هذا وأنصار ذاك . وكأن الحرب هي أول خياراتنا والسلم أخر ما نفكر به أذا عرفنا كيف نفكر . فماذا تخبئ لنا كل هذه الحروب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ حسين محى الدين المحترم
على عجيل منهل ( 2010 / 9 / 16 - 18:42 )
السلام عليكم - ان اغلب الدول المتحضرة مرت بظروف سياسية- وعنف وحروب ودمار- والعراق لم يكن استثناء- والحاجة الماسة الى الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى- ولكن المصيبة ان الفئة السياسية التى تحكم البلد متخلفة اجتماعيا وجاهلة امور الناس ومتجاهلة لمصالح البلاد -- وجشعة وناهبة للمال العام ولايهمها امورها الخاصة تحياتى لك واحترامى


2 - حرب دائمة
حسين محيي الدين ( 2010 / 9 / 16 - 20:42 )
الاخ علي .شكرا على مرورك الكريم. الحروب التي عاشتها أوربا تراوحت بين المئة عام والثلاثون عاما اما حروبنا في العراق فلقد تجاوزت الالف والاربعمائة عام . منذ حرب الامام علي ومعاوية وحتى يومنا هذا ومع الاسف الشديد لم تنتج السلام ابدا ولم يصل فيها المتحاربون الى قناعة القبول بالاخر . حبي وتقديري لك


3 - سأعلن الحرب عليك حبا؟؟
ذياب آل غلآم ( 2010 / 9 / 17 - 15:13 )
الحبيب د حسين تعال نتحارب بالحب !فماذا تقول عليها حرب ام لا؟ كم حبيبة احببت انت وكم انا احببتهن؟ وكم يظم العراق عشاق وحبايب وكلنا في العشق سوى...ملينه من الحرب فآين الله ومرجعياته التي تتلاعب حتى بهلال شهره! اين عشاق النجف وحبيباته، ومرن عليه عصرية العيد! عساكم من عواده وكل عام وحرب العشاق قائمة من اجل عراق تعددي حر وشعب يمرح ويرتع بالحب والعشق ورغيف خبز تنور، لو من آيد المرحوم حاج رجب(خبز تفتوني؟) احبكم وحربي سيكون بالحب معكم...أحبكم


4 - مع خالص حبي
حسين محيي الدين ( 2010 / 9 / 17 - 17:59 )
عزيز ذياب ياريت نستبدل حروبنا الطائفية بحروب مثل التي بيني وبينك . لأمكننا فعلا أقامة نظام ديمقراطي تعددي حقيقي ينشد الرفاهية للجميع . مع قبلاتي لك ممزوجة بدهين أبو علي وزلابية حميد منسي


5 - قنابل
مازن البلداوي ( 2010 / 9 / 17 - 18:00 )
المحترم حسين محي الدين
تحية طيبة
المجتمع بحاجة الى رمي قنابل(بالمفهوم الحربي) ثقافة وانسانية وحب وجمالية حياة، فن وموسيقى ، على الدوام وعلى الدوام وعلى الدوام الى ان يبدأ بهزهزة رأسه ناظرا حوله، فأذا رايته يفعل هذا، فأعلم بأنه قد استفاق من كابوسه

يجب ان تستمر ويستمر من هم مثلك بالقاء مثل هذه القنابل عند كل حينة فرصة

شكرا لك
تحياتي


6 - ورود
حسين محيي الدين ( 2010 / 9 / 17 - 22:06 )
عزيزي مازن البلداوي . سوف لن أستعمل السلاح الحي فكفانا حروب ولكن سوف استعمل سلاحا تكون ذخيرته من الورود . شكرا لك صديق عزيز


7 - الكاتب والانا
سعد عبد الاله ( 2010 / 9 / 18 - 10:21 )
السيد (الكاتب)... كالعادة يحشر نفسه في كل مايكتبه...( ولمن بريد الدليل عليه بمراجعة سريعة لما كتبه سابقا)...وكذلك لي ملاحظة اخرى ان السيد (الكاتب) يعلق على اي شخص يعارضه في ما يكتب الى حد الاتهام احيانا

اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في