الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أتينا ....من اثينا

البتول الهاشمية

2004 / 9 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


و عدنا يا أخوان من أثينا ..وقبل و بعد كل شئ الحمد لله على سلامتنا جميعا ..أما عن ماذا حدث لنا هناك و أية إثارة و متعة أو صعوبات و مطبات فهي أمور ثانوية و مع ذلك لن نحرمكم الاستماع لها ....
فصول الحكاية تبدأ من موسكو و من مبنى الكرملين حيث حضرة السيد بوتين لا تعجبه السبع وعشرين ميدالية ذهبية لبلده و عبر عن امتعاضه بشكل صريح وطالب بالفم الملآن بضرورة إعادة الألق للرياضة الروسية ...ابعد هذا نهم و طمع إخواننا المصريين مثلا بذهبية واحدة فقط أقاموا الدنيا و لم يقعدوها فمن ملايين الجنيهات على راس البطل إلى حشود جماهيرية في المطار و آخرون في الشارع و كاميرات و هتافات و استقبالات من شخصيات سياسية حساسة ...تعلم يا بوتين ...و اتق الله في حب الدنيا ....لندع هذا جانبا و ننتقل إلى الفصل الثاني من المسرحية و التي شهدت خشبتنا نحن ابرز أحداثه...حيث اجمع رؤساء الوفود و الاتحاديات العربية المنكوبة في اليونان على عبارة واحدة ملخصها إن أثينا قد خيبت آمالنا ...
و الله بيدهم حق ...ألا تكفينا الهزائم العسكرية و الاقتصادية و الأدبية حتى تنضم الرياضة إلى قائمة المخيبات ...و على اعتبار أن هناك قضية فيجب أن نجد مسئول عن الذي حدث و العرب متعودون على شماعة المدرب الأجنبي و لكن هذه المرة عملها فينا و لم يكن موجودا ...و لكن لا تخافوا فلن تعدمنا الحيلة ...فكل الحق على العولمة ..ألا لعنة الله عليها ..فلولا الطائرات و الباخرات و وسائل الاتصالات السريعة لكان لنا في الموضوع كلام آخر ...يا أخي كنا نجري في الحارات و نلعب الكرة في الشوارع فرحين و عين الله تحرسنا ..لا تتويج و لا أغصان زيتون و لا ذهب و لا من يحزنون حتى جاءنا هذا الفرنسي المجنون كوبرتان بفكرة أن نجتمع و نتسابق فصدقنا أنفسنا و تورطنا ... و النتيجة أربع ميداليات ذهبية تمثل ثلاث مائة مليون عربي ...ما كان ينقصنا إلا هذه الفضيحة ...ثم أنا شخصيا لا اعرف مغزى لهذا الهرج و المرج ..أيعقل ان نجتاز مئات الأميال لنجري كالعيال ..لا بل نتلاكم و نتصارع و كان هذا العالم المهووس بالضرب لا يمل القتال و العراك ثم ما لفائدة من بطل في الجري يجتاز مئة متر في عشر ثواني إذا كانت الكونكورد تقطع أضعاف هذا الرقم بأقل من ذلك و لماذا نتعب أنفسنا في حمل الأثقال بوجود الرافعات ثم يطلوا علينا ليخبرونا بان الرياضة تعكس رقي و تطور المجتمعات ..طرح فارغ طبعا فنحن السعوديين مثلا نركب أفخم السيارات و في منازلنا آخر صيحات التكنولوجيات هذا غير شبكات الانترنت وشركات الهواتف النقالة و مع هذا عدنا صفر اليدين من أثينا فما علاقة هذا بذاك ..أهو كلام و السلام .
وفي كل الأحوال لم نخسر في اليونان فقد عدنا و بجعبتنا أحلى الذكريات ففي مدينة بيرجوس تناولنا العشاء و سربنا الكوكا كولا بالقرب من معبد زيوس و صافحنا السيدة أنجلو بولس المسئولة عن التنظيم وكله موثق بالصور التي يجب أن نحافظ عليها و نأرشفها فهي الدليل الوحيد على أننا يوما كنا هناك ..و ليشبعوا بذهبهم و فضتهم و ليبقى شعار العرب الرياضي دوما ...القناعة كنز لا يفنى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة