الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألموقف من هذه المفاوضات المباشرة

محمد نفاع

2010 / 9 / 17
القضية الفلسطينية


ألحداثة والتجديد في الطرح في قضية مزمنة ومعروفة، والخروج عن المألوف ليس بالضرورة صحيحا ونافعا، بل بالعكس، فالمسألة ليست مباراة كرة قدم يلعب فيها التخمين والمفاجآت دورا ما. اساسا هذا التعبير- مفاوضات بين الجانب الاسرائيلي والجانب الفلسطيني- هو مغلوط من اساسه، فهذه ليست طوشة عمومية تضيع فيها الطاسة، هنالك محتل يجب ان يخرج، هناك مستوطنات يجب ان تقلع قلعًا، هنالك حق تقرير مصير يجب ان يتحقق، هنالك دولة يجب ان تقوم، هنالك جرائم يومية ترتكب من قبل المحتل الاسرائيلي وهي جزء من واقع الاحتلال يجب ان تتوقف فقط اذا انقلع الاحتلال، هل هذا جمود عقائدي او سياسي!! هل هذا تحجّر في الطرح. من الجانب الفلسطيني لا يجب ان يُطلب أي شيء بتاتا وخلف الله عليه اذا وافق وجلس مع ممثلي الاحتلال الاجرامي، هذه روح قرارات الامم المتحدة، هل الجانب الفلسطيني أخذ شيئا ما وعليه ان يردّه! اخذ القتل والمصادرة والنهب والتشريد والسجون والجدار..
هل هذه حقيقة ام لا!! احيانا كم علينا ان نمقت ونستنكر مقولات مثل: علينا ان نكون واقعيين!! أي علينا ان نسلّم بهذا الواقع الاجرامي والمستمر وعلينا ان نتنازل ونتسامح مع العدو، علينا ان نقر باعطائه مكافأة على احتلاله وجرائمه، عليه ان يأخذ ثمن اتعابه في الاحتلال والاستيطان والقتل.. اين هذا من الحقيقة؟ واين هذا من المنطق؟! قسم من هذا "الرأي العام" يعرف ويحرف لان هذا هو جوهره هذه هي طبيعته، هذه هي مصالحه، وهذا الجانب العربي يسهّل جدا على المصالح الامريكية ويلوّح بها على امل ان تغير جوهرها وطبيعتها، هل يوجد اسخف من هذا التفكير!! لو يجري فقط التلويح بضرب هذه المصالح لكان الوضع افضل بكثير. ماذا جلب التقرب من امريكا غير المآسي والكوارث!! لماذا توجد دول فقيرة وصغيرة وذات امكانات محدودة تستطيع ان تقول لامريكا لا!! لماذا توجد قوى سياسية مقاوِمة تستطيع ان تقول لا وتحقق نجاحات وتُفشل مخططات!!
إن شرط اسرائيل حول "يهودية الدولة" مقبول جدا شرط ان يكون بحسب قرار التقسيم وليس باستثنائه، هذا ايضا من جملة قرارات الهيئة الدولية، هذا "الرأي العام" الامريكي والاوروبي يساوي بين المحتل والمجرم وبين الضحية، ولديه طلبات "عادلة" من الطرفين!! وعلى الطرفين ان يتنازلا!! اية معادلة هذه!! وحتى لو تكرمت اسرائيل بقبول اقامة دولة فلسطينية فعلى هذه الدولة ان تكون مسخا وطرحا وخدجا قلّتها احسن منها، ان تعابير مثل: اسرائيل فوق القانون، ويحق لها ما لا يحق لغيرها يجب ان تقابل بالحذاء هل هذا الكلام من نسج الخيال ومن جزر واق الواق!! جرى التعامل مع البديل فماذا كانت النتيجة!! المستوطنات تزيد وتتوسع، المصادرة مستمرة، والشروط تتكدّس وعلى الجانب الفلسطيني ان يظهر مرونة وابداعا في الحداثة والواقعية، أي ان يتنازل عن الشيء الكثير ليحصل على القليل، يتنازل عن الاساس والجوهر لينال القشور. كل ذلك حتى يبدو محبا للسلام امام "الرأي العام" العيني، وهذا الرأي العام هو الاستعمار الامريكي والاوروبي والرجعية العربية الذي يخلق "رأيا عاما" محكوما اما بدكتاتوريات بدائية، او بتضليل مقرف.
ان مجرد القبول بمبدأ المفاوضات هو اعتراف بان على الجانب الفلسطيني ان يبدي تنازلات!! ولا يوجد أي معنى آخر، ولا أي هدف آخر، ويكسب شهادة انه "متعنت" وحجر عثرة في طريق السلام.
هل للجانب الاسرائيلي اية مصداقية في فرض شروط على المفاوضات! واي حق.
نحن نعرف ان الخلاف بين طرفين يجب ان يحل بالمفاوضات، لكن أي خلاف لاسرائيل مع الفلسطينيين!! فهي المحتلة وعليها ان تتنازل عن كل شيء اخذته.
نحن نعرف ان اسرائيل تملك القوة، ومعها قوة امريكا وقوة اتباعها، فاذا كانت الحكمة والحداثة هي الرضوخ للقوة فالحل موجود. لا يكسر معيار القوة الغاشمة الاجرامية الا بالرفض، والتمسك بالحق، والدفاع عن هذا الحق حتى ولو بالموقف فقط. لان تعبير المقاومة ادخلوه في قائمة الارهاب، صار عارا وجريمة. اما الاستسلام والواقعية فهما حنكة وحكمة يشار اليهما بالبنان.
إن "رأيا عاما" مدجّنا يسكت عن جرائم اسرائيل تجاه فلسطين ولبنان وسوريا وايران، ويسكت عن جرائم امريكا في العراق وافغانستان والشرق الاوسط والعالم، هذا الرأي العام ليذهب الى سقر وهذا ممكن، وهناك امثلة اليوم يجب التمثل بها، فلن يكون البديل افضل ابدا، ان الذي فكر ولو للحظة بالسكوت عن احتلال العراق واسقاط نظام صدام حسين وشنقه يوم العيد هو خاطئ من الوزن الثقيل.
جورج دبليو بوش كان يعرف انه لا يوجد سلاح دمار شامل في العراق، وطوني بلير ايضا، ومع ذلك دمروا العراق، على كل وطني حقيقي، وعلى كل تقدمي وعلى كل انساني ان يعرف ان الولايات المتحدة هي عدوة الشعوب وعدوة السلام، ومعها اسرائيل، ومعهما كافة التوابع.
هذا صحيح فكريًا، وسياسيًا وطبقيا، هذا هو المفتاح لموقف ثابت مبدئي، وهو ليس موقفا متحجّرا ومحنّطا، بل هو الموقف الوحيد والصحيح وما عداه يكون فيه الكثير من العيوب الخطيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم يتعلموا شيئاً، لم ينسوا شيئاً ولم يعصرنوا
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 9 / 17 - 09:14 )
مر احدهم بشخص يعلم عجوزاً طاعناً في السن القراءة والكتابة
سأله: ماذا تفعل؟
قال: اغسل حبشياً لعله يبيض


2 - عجب العجاب
د. حسن نظام ( 2010 / 9 / 17 - 13:39 )
ما أجمل مثلك يا يعقوب! إن المرء يتألم عندما يرى شخصاً يعزه وفي مركز حزبي متقدم ومسؤول ولكنه يفكر بهذه الطريقة القومجية... تصور ما يقول: ...- ان الذي فكر ولو للحظة بالسكوت عن احتلال العراق واسقاط نظام صدام حسين وشنقه يوم العيد هو خاطئ من الوزن الثقيل-!!!!!... تصوروا أمين عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي يتباكى على صدام! حتى البعثيين يخجلون من كلام كهذا,,, رحمة الله عليك يا ايها الاممي - فلنر-!... بس لوترجع وترى من حل محلك


3 - رجاءً التركيز
رعد الحافظ ( 2010 / 9 / 17 - 13:57 )
هل هكذا تؤخذ الحقوق المسلوبة ؟ بحرق الأخضر بسعر اليابس
بأن تترحم وتتحسر على صدام , قاتل الشعب العراقي والعرب وجيرانهم ؟
هل بذهاب من لهُ رأي مغاير ولو قليلاً , الى سقر ستنتصر القضية ؟
هل ينبغي أن تشحن نفسكَ بغضب مصطنع قبل أن تكتب ؟
***
إسرائيل نعم هي قوة محتلة غاشمة يجب أن تُعيد الحقّ لأهلهِ
لكن تذكّر في نفس الوقت أنّ العرب رفضوا في البدء ما يُطالبون بنصفهِ اليوم
وتذكر أنّ قرية فلسطينة صغيرة تابعة للإحتلال الإسرائيلي , خرجت بتظاهرة عارمة كي لا تُضم الى السلطة الفلسطينية ؟ لو تسائلتَ لماذا يعيش الفلسطينيين ضمن إسرائيل أفضل من مناطق السلطة ولا يرضون بتبادل المواقع , لفهمتَ أنّ حيتان فلسطينية سمان , تأكل الجميع بإسم المقاومة
شوية هدوء يا أستاذنا لتركز فيما تقول
تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه