الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد ميلاد سعيد ياأمي

سميرة عباس التميمي

2010 / 9 / 18
الادب والفن


مهداة إلى أعز إنسانة لدي وهي أمي الغالية بمناسبة عيد ميلادها



لو سافرت بحورا
ولو قطعت صحارى
ولو إجتزت أوطانا
فلن أجد عش أدفأ
من صدرك وحضنك
يا أمي
ولو جوبت قارات الدنيا بجزرها ومدنها
ولو سكنت اليونان وسمرقند
بلاد فارس والهند
فلن اعثر على حصن
أأمن من روحك يا أمي
ولن أجد قلب يسعني
برحمته وغفرانه إلا
قلب أمي
ولا أهدأ إلا على كتف أمي
وجهك وردة مبتسمة من داخل
الشمس
وأسراب سنونو
في خريف الزمن وشتائه
سافرتِ من جبال وأشجار
الصنوبر الخضراء لبلادك
لتنثري هوائها العليل
ورائحة الصنوبر
في بلد النخيل والبيداء
قبل أكثر من ثلاثين عاما
وكلك شوق وعنفوان وحنين ووفاء
بالفتى العربي الأسمر
يوم أشرقتِ في الدار
كان أبي قد سافر
إلى السماء لجلب نجمة
كم هما دافئتان وطيبتنان
عيناك يا أمي
خمائل الجنة فيهما
تفيانني وتقيانني
نيران الوحشة والمجهول
من دهاليز التيه وسهام العتمة
وأنا صغيرة
كنت آرى وجهي
في بؤبؤي مرآتيهما الزمردية
والآن ملائكان يسكنان
عيناك داعيان ربهما
بالسلامة والتوفيق لي
في كل نبضة من عمري
عندما يكفهر وجه بيتنا
رنين ضحكاتك
أجراس كنائس
تبعث فينا آمالا وأفراحا
وفي الأعياد يا أمي
أنت لنا أكبر عيد
وسفر الأفراح
ربيع حياتنا أنت إخضراره
البنفسج يضحك
والقرنفل يغرد
والياسمين يبتسم
وورد الجوري ينحني
لطلتك البهية ونور وجهك
وإبتسامتك المشرقة
روحك من روح المسيح
يامن أطعمتينا
الصغير والكبير
الجار والصديق
بالرغيف والنبيذ
ولبيتي نداء كل محتاج
في صباحات طفولتي
أستيقظ
هداياك ترقص على الطاولة
فيقفز قلبي من السعادة
فأسرع لأشكرك
فلاأجد العبارات
فتراني
وضعت رأسي الصغير
بين يدي أمي
كم هما دافئتان يداك
يا أمي
أدفأ من الحنان
وكل كلمات الشعر والنثر
تنساب الألوان المضيئة
من أناملك الذهبية
لتنقش الأشكال البديعة
وشدات ورد من سلال بيض
مبارك برسومات براقة
في الأعياد المسيحية العظيمة
ونحن ساهرون حتى أجراس
منتصف الليل
قصاصات الورق التي تحمل
خط يدي
احتفظتِ بها بحنان
هناك في الدرج
بين رائحة وتراب السنين المعتق
في دارنا ببغداد
تبحث عنا
وأشجار الصفصاف في حديقتنا
لازالت باقية تنتظرنا
في بابل
وقد حفرت أمي اسامينا عليها
فعلى من ستلقي سلام الصبح
من بعدنا ياترى؟
وأشجار الرمان والمشمش
والعنب والليمون ..ماذا حل بها؟
فهي تأن لرحيل أيادي أصحابها
لقطف ثمارها
أماه بيديك نزعتي أشواك
روحي الممزقة شوكة شوكة
حتى تدمى يديك
نمت في البرد
حتى أنام في الدفء
وعمدتيني عشرون ألف مرة
بشريان قلبك
وأنا بعيدة عنك
بطيشي وجنوني
عارية أنا
مجردة من ثيابي
عارية من ذاتي
فارغة من كياني
شاردة من سكوني
وطمأنينتي
وبعيدة من ربي
بجسد متهاوى
على لوحة باردة
في منتصف غربة الريح
وصفير القطارات والغرباء
في حزنك ياأماه أرى كبرياء العظماء
أنت ياأمي أول خيط ذهبي
يشق السماء إلى نصفين
كل فجر
أنت آخر صلاة أسمعها من المؤذن
كل مساء
أنت البحر
الذي فيه تغرق الشمس في أحضانه
كل مغيب
لتطلع منه مع أول نجمة
كل مساء
بجناحي نسر
تحلقين في غرفتنا
أنا وشقيقتي ليلا ونحن صغار
لتدفئيننا ولتطمئنين علينا
وتعبق أنفاسنا
بطيبك
وبركاتك
وصلاتك
وعبيرك
يالؤلؤية البسمة
أعرف جيدا إنني لن استطيع أن أفي حق
ثنية واحدة من تجاعيد وجهك
ولا دين شعرة واحدة بيضاء
من رأسك
في عيد ميلادك ياأمي
أجيئك مهنئة يا قصيدة خضراء
يا حكايات تاريخ معتقة بأريج السنين
وفصولها
ياقدستنا
أركع لجلالة قدسيتك
أقبل خديك
يديك
وقدميك
ومتوسلة أن تصفحي عني
أنت توراتنا وانجيلنا
أنت الثقافة والحكمة
ياأمي
فكل عام وأنت بألف ألف خير
18-09-2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح