الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعد هجرس مدير تحرير«العالم اليوم»: لست من أنصار جمال مبارك.. ولكن لو تبنى برنامج الائتلاف الرباعى فسأؤيده

سعد هجرس

2010 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يحرص الكاتب الصحفى سعد هجرس على عدم مغادرة موقعه فى المساحة الوسطى التى يحتفظ بها إلى يسار السلطة، فلم تنزلق قدمه إلى حالة التشنج فى الهجوم على كل ماهو رسمى، مثل عدد من كتاب اليسار، ولم يسع كذلك إلى التقرب من النظام طمعا فى الحصول على منصب داخل أى مؤسسة قومية، ولذلك فإن حديثه عن أحوال الصحافة فى مصر، يتسم بقدر كبير من الموضوعية، وعندما يتهم كاتب مرموق مثله الصحافة المتخصصة بأنها تحولت إلى صحافة إعلانية، فهذا أمر جد خطير، ليس فقط لأنه صدر عن كاتب بحجم سعد هجرس، ولكن لأنه يصدر عن المشرف على أول صحيفة اقتصادية متخصصة يومية عرفتها مصر، فضلا عن تفاصيل وقضايا أخرى تعرض لها فى سياق الحوار التالى:

◄◄ كيف ترى المشهد الصحفى فى مصر الآن؟
- المشهد الصحفى مرتبك شأنه شأن كل شىء فى مصر، لأن الصحافة كما تعلم ليست نظاما مستقلا وإنما نظام فرعى، وبالتالى يرتبط بالنظام السياسى والاقتصادى والوضع الاجتماعى، وهذه الأوضاع كلها تمر بحالة ارتباك، فكما أن مصر مرتبكة، صحافتها أيضا مرتبكة، وفى ظنى أن أحد جذور هذا الارتباك يرجع إلى البنية التشريعية التى تحكم الصحافة المصرية التى تم وضعها فى ظل تأميم الصحافة والحزب الواحد، والآن التأميم انقلب إلى خصخصة، والحزب الواحد تحول إلى تعددية مقيدة ، ولم تعد الصحافة القومية وحدها على الساحة، وأصبح هناك إلى جوارها صحافة حزبية وخاصة وتليفزيونية وإلكترونية ومدونات، وعلى الرغم من ذلك مازالت القوانين كما هى.

◄◄ ألا ترى أن مساحة الحرية المتاحة للصحافة الآن أفضل؟
- نحن نعيش أفضل فترة من حيث ارتفاع سقف حرية الصحافة فى مصر، مقارنة بكل العهود الماضية، لكن المشكلة أن هذا السقف مازال سقفا عرفيا، ويمكن الانقضاض عليه فى أى وقت.

◄◄ ما الذى تغير بعد ظهور الصحافة الخاصة؟
- ظهور الصحافة الخاصة أوجد شكلا من أشكال التعددية ورفع سقف المنافسة، وهو ما انعكس إيجابيا على المهنة، لكن للأسف هناك جانب آخر سلبى، وهو أن الصحافة القومية والخاصة يعانيان من أزمة مهنية.حيث تراجعت معايير المهنة تراجعا شديد فى السنوات الماضية، وأصبحنا نعيش فى عصر غياب المعايير المهنية، ربما يرجع ذلك إلى أن عددا من الأشخاص جثموا على صدر الصحافة القومية لمدة ربع قرن بدون تغيير وبالمخالفة للقوانين، وخلال هذه السنوات أصبح معيار الترقى فى المهنة هو النفاق و«مسح الجوخ» وليس الكفاءة المهنية، بل إن معيار التعيين أصبح هو الولاء السياسى وليس الكفاءة المهنية، ونظرا لأن الصحافة القومية تمثل 85% من الجسم الصحفى، وهى المصدر الذى تخرج منه الكفاءات المهنية إلى الصحافة الخاصة، فهذا الخبز من ذاك العجين.

◄◄ ما مظاهر التراجع المهنى؟
- عندما تقرأ الصحف تشعر أننا فى بلدين وليس بلدا واحدا.. الصحافة القومية تتحدث عن بلد، والخاصة تتحدث عن بلد آخر، وأعتقد أن هناك عيبين رئيسيين: الأول هو خلط الخبر بالرأى، وهذا العيب ناتج عن ميراث الاستبداد، أما العيب الثانى فهو خلط الإعلام بالإعلان، وهذا نتيجة لميراث تعارض المصالح والنمو الرأسمالى الرث.

◄◄ هل تلحظ هذه العيوب فى الصحف القومية أم فى الخاصة؟
-خلط الخبر بالرأى أكثر فى الصحف الحكومية، وغالبا مايكون الهدف هو تلوين الخبر، ولى عنقه، بحيث يخدم سياسات الحكومة، أما خلط الإعلام بالإعلان فيمكن ملاحظته بشكل أكبر فى الصحف الخاصة والسبب هو سطوة رأس المال.

◄◄ هل تعتقد أن الصحافة الخاصة ستتجاوز القومية؟
- الصحافة القومية ستنتهى وستختفى، لأن هذه الصحافة لها أب هو نظام الحزب الواحد، وأم هى سياسة التأميم، وبعد رحيلهما أصبحت الصحافة القومية بلا أب ولا أم ولا مستقبل.

◄◄ كيف تنظر إلى مستقبل الصحافة الورقية فى ظل الصحافة الإلكترونية؟
- إمبراطورية الورق إلى زوال، وكل الصحافة المطبوعة ستختفى ربما يختلف المدى الزمنى من دولة إلى أخرى، لكن بالتأكيد الصحافة ستختفى.

◄◄ ما رأيك فى الطريقة التى اتبعتها الصحف القومية للاشتباك مع المعارضة مثلما حدث مع الدكتور محمد البرادعى؟
- الصحافة القومية سقطت فى الامتحان فى عدد من المواقف الهامة مثل الموقف من الدكتور محمد البرادعى، وتغطيتها لانتخابات مجلس الشورى والمعارك الانتخابية بشكل عام، وأثبتت فى هذه المواقف أنها ليست صحافة قومية، ولكن حكومية، ربما هذا السقوط تفاوت بدرجات لكن فى النهاية الجميع سقط، وبالنسبة للبرادعى تحديدا، أتذكر أنه عندما حاول الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام، أن يتعامل مع الدكتور البرادعى بطريقة مختلفة عن منهج «الردح» الذى اتبعه رؤساء تحرير الصحف القومية مع الرجل، فوجه له عدة أسئلة مشروعة ومنطقية، فكتبت أنا وقتها مطالبا الدكتور البرادعى أن يجيب عن هذه الأسئلة فى حوار من حقه ومن حق القارئ على صفحات الأهرام، ولكن للأسف البرادعى أهدر هذه الفرصة.

◄◄ هل ملاك الصحف المستقلة يؤثرون على سياستها التحريرية؟
- أفضل تعبير الصحف الخاصة، لأنه لا يوجد شىء مستقل، وهناك بديهيات، وكما أن الحكومة لها سيطرة على الصحافة القومية، ملاك الصحف الخاصة لهم سيطرة وتأثير على أداء هذه الصحف، ولكنى أظن أن شروط المنافسة والتعددية تعطى مساحة وهامشا أوسع للمعايير المهنية كى تقلص من تدخل الملاك.

◄◄ ما رأيك فى تعامل الصحافة مع فكرة توريث الحكم؟
- أنا لست من أنصار جمال مبارك على الإطلاق، والقضية ليست توريث الدم، ولكن توريث سياسات، فأنا مثلا معارض لسياسة الرئيس مبارك، ولنفترض نظريا أن جمال مبارك كان سيتبنى برنامج أحزاب الائتلاف الرباعى، فى هذه الحالة كنت سأؤيده، لكن عمليا جمال مبارك لن يرث سياسة والده، ولكن سيرثها بما هو أسوأ لذلك أعتقد أن الصحافة وقعت فى فخ، لأنها تركت القضايا الرئيسية وأصرت على شخصنة السياسة.

◄◄ باعتبار أن العالم اليوم كانت تجربة رائدة فى الصحافة المتخصصة..فى تقديرك ما مستقبل هذا النوع من الصحافة؟
- فى رأيى أن الصحافة المتخصصة مصطلح تم تسخيفه ومسخه، فتحول هذا النوع من الصحافة إلى نشرات إعلانية وحتى فى الصحف القومية، الصفحات المتخصصة أصبحت هى الاسم الكودى للصفحات الإعلانية وللأسف، فإن إدارة التحرير نفسها هى التى تدفع الصحفيين لتحرير صفحات إعلانية، فبدلا من أن تصبح صفحات وصحفا متخصصة مهنيا أصبحت متخصصة إعلانيا، وهذه جريمة كبرى لابد من تصحيحها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكراً لرئيس ورجال جهاز حماية المستهلك
أحمد محمد محمد ( 2011 / 1 / 10 - 12:12 )
أود ان أتقدم بخالص الشكر للسيد سعيد الألفي رئيس جهاز حماية المستهلك وجميع العاملين بالجهاز وأخص بالشكر السيد الأستاذ عزت سليمان بقسم التحقيقات حيث آني تقدمت بشكوى ضد أحدى شركات السلع المعمرة في مصر حيث حدث حريق الثلاجة بسبب عيب في الوصلات الداخلية أدي إلي إتلاف وحريق الشقة ووجدت منه حسن المتابعة والاهتمام بشكواي كأنها مشكلته إلي أن تم تحويل القضية لمحكمة الجنح الاقتصادية و تغريم رئيس مجلس إدارة الشركة بغرامة عشرون ألف جنية لعدم تنفيذ قرار الجهاز وفي النهاية أقدم خالص شكري للسيد سعيد الألفي رئيس الجهاز والسيد عزت سليمان على ما بذلوه من عمل فأنهم حقاً رجلاً يقتصون من المخالف ليعطوا كل ذي حق حقه .


2 - شكراً لرئيس ورجال جهاز حماية المستهلك
أحمد محمد محمد ( 2011 / 1 / 10 - 12:12 )
أود ان أتقدم بخالص الشكر للسيد سعيد الألفي رئيس جهاز حماية المستهلك وجميع العاملين بالجهاز وأخص بالشكر السيد الأستاذ عزت سليمان بقسم التحقيقات حيث آني تقدمت بشكوى ضد أحدى شركات السلع المعمرة في مصر حيث حدث حريق الثلاجة بسبب عيب في الوصلات الداخلية أدي إلي إتلاف وحريق الشقة ووجدت منه حسن المتابعة والاهتمام بشكواي كأنها مشكلته إلي أن تم تحويل القضية لمحكمة الجنح الاقتصادية و تغريم رئيس مجلس إدارة الشركة بغرامة عشرون ألف جنية لعدم تنفيذ قرار الجهاز وفي النهاية أقدم خالص شكري للسيد سعيد الألفي رئيس الجهاز والسيد عزت سليمان على ما بذلوه من عمل فأنهم حقاً رجلاً يقتصون من المخالف ليعطوا كل ذي حق حقه .


3 - شكرا الي السيد المحترم عزت سليمان
احمد يسري ( 2011 / 5 / 22 - 10:24 )
اتقدم انا المذكور احمد يسري الي السيد عزت سليمان بقسم التحقيقات علي ما قد قام به من مجهودات رائعه بالمساهمه في ابراز الجانب السياسي لانجاح الثوره المصريه كما اتقدم بالشكر الي السيد مينا فهمي لاحتوائه ملف الازمه الطائفيه بكل ثقه واتقدير داعيا الله سبحانه وتعالي ان ترسي مصرنا الحبيبه الي بر الامان من كل مكائد الخائنين لها ,,,,, وشكرا

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة