الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس كل البشر بشر

رمضان عبد الرحمن علي

2010 / 9 / 18
حقوق الانسان



كما لو كان يقول لنا الله الذي خلق كل شيء في هذا الكون أنه سوف يكون من البشر من هم غير بشريين في السلوك وفي الأخلاق بوجود أشخاص مثل الذين يضلون السبيل في العقيدة، والذين يضلون السبيل في الإنسانية، بمعنى أن يكون ظالم لغيرة من البشر فيفقد صفته البشرية بسبب ظلم الآخرين من الناس الذين قد قام بظلمهم، وأكبر دليل على ما أقول أنه يوجد من البشر من هم غير بشريين، ليس هناك دولة من دول العالم إلا وفيها عشرات المنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان، والسؤال المهم هنا هل هذه المنظمات تدافع عن حقوق الإنسان من الحيوانات المفترسة؟!.. أم من الوحوش الكثيرة التي لا ترحم؟!.. أم تدافع هذه المنظمات عن الإنسان من الإنسان نفسه؟!.. وكنا نتمنى أن تكون منظمات حقوق الإنسان في العالم أجمع تدافع عن الإنسان من الحيوانات الضارية والمفترسة، وأن الذي يضل السبيل في العقيدة من الناس يصبح أقل ظلما للإنسانية من الذي يضل السبيل في الإنسانية، حيث يصبح لا فرق بينه وبين الحيوانات، بل بلغة القران أضل سبيلا، وأن الشيء الوحيد الذي يتساوى فيه العلم والجهل هو ضلال السبيل، سواء أكان في العقيدة أو في خلفه، وحين نضرب مثل على ما يحدث بين الحيوانات في الغابات وبين ما يحدث بين البشر نجد أن الحيوانات هي أقرب شيء إلى وقع البشر المخزي، وخاصة المفترسة حيث تقوم كل مجموعة من هذه الحيوانات بالسيطرة على مساحة من الأرض تستوعب أعدادهم آلاف المرات، ولكن هي غريزة الطامع وغريزة أن القوي يأكل الضعيف بين الحيوانات، ومع الأسف أن هذه الغريزة ليس لها شبيه على الأرض إلا عند البشر، وحيثما ذهبت إلي أي مكان في العالم تجد من هم بين البشر من هم غير بشريين في السلوك الطامع في أكل حقوق الضعفاء من الناس، وفي عدم الأخلاق في نظرتهم إلى الأقل منهم شأناً، من وجهة نظر هؤلاء اللصوص وفي إهمالهم لمن يستحق المساعدة من الناس أي ما تقوم به الحيوانات في الغابات تقوم به الناس حيث تقوم الأقلية من الناس وخاصة في الدول الإسلامية بالسيطرة على معظم أراضي الدولة ومعظم موارد الدولة والبعض من هؤلاء الظلمة يقومون ببناء القصور التي تكلف المليارات والتي لم تسكن، والبعض يستحوذ على مساحات من الأرض لا يعلم من أين تبدأ ولا أين تنتهي، كل ذلك وهم يعلمون أنه يوجد في بلادهم الإسلامية كما يقولون من هو من الناس من لا يستطيع أن يقوم ببناء غرفه تؤويه أو تؤوي أبناءه، ومن الناس من ينم في العراء ومنهم من ينتحر بسبب الفقر والجوع ومنهم من يبيع طفل من أطفاله لكي يستطيع أن يلبي احتياجات الآخرين من أولاده ومنهم من يبيع أعضاءه لنفس السبب، وصدق الله العظيم حين قال:

((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)) سورة الأعراف آية 179.



فإذا لم يشعر الإنسان بمن حوله من الناس يكون بذلك أقل شأنا من الحيوان، ونستخلص من كل ذلك أنه ليس كل البشر بشريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
ناهد سلام ( 2010 / 9 / 18 - 23:15 )
اشاركك الراي فليس كل البشر بشر ، لعل منظومة الفيم الانسانية انهارت والقيم المادية باتت السائدة في عالم مادي متسارع .
تحياتي للكاتب

اخر الافلام

.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط