الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل بعد...العسر الفرج ؟؟؟

أمير جبار الساعدي

2010 / 9 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



تأخر ملف تشكيل الحكومة خطر يهدد العملية السياسة في العراق، وان تعطيل تشكيل الحكومة العراقية المنتظرة وكذلك مهام مجلس النواب التشريعية والرقابية منذ انتهاء الانتخابات النيابية في السابع من آذار الماضي وحتى الأن، يمثل خرق دستوري كبير وضربة معول في أسس وآليات العمل السياسي والديمقراطي والدستوري والانساني في ولادة دولة مؤسسات مدنية يحكمها القانون الأسمى دستورنا المخترق، فلقد نمى اليأس والأحباط في نفوس العراقيين، وأصبحوا يشعرون بأن الممارسة والتجربة الديمقراطية التي ضحوا من أجلها بأرواحهم غير ذات فائدة ترجى منها، بل مايراه الشارع العراقي من تجاذبات بين الفرقاء السياسيين جعلهم ينظرون الى قيادات الكتل النيايبة الأربع الفائزة في الانتخابات العامة (القائمة العراقية, ائتلاف دولة القانون، الائتلاف الوطني، تحالف القوى الكردستانية) على أنهم نخب متحكمة ومتسلطة لا تسعى إلا لمصالحها الضيقة بعيدة عن معاناة المواطن البيسط الذي يحارب من أجل قوته اليومي ومتحديا كل أنواع الأرهاب والأجرام التي ممكن أن تضرب في أي مكان من أرض الرافدين وما العمليات السوداء الأخيرة إلا دليل واضح على مدى تأثير تأخير تشكيل الحكومة في العراق، ولا أريد أن أقحم الدين في سياسة اليوم، ولكن الكثير من سياسيينا يمثل تيار الأسلام السياسي، وهنا أذكر بحديث الرسول محمد (ص): ((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)) فنراهم قد أقروا سابقة في أبتداع الجلسة المفتوحة لمجلس النواب وأيقاف مهمة أكبر مؤسسة تحمي البلد ونظامه السياسي وتشرع قوانينه وتصلح شؤون حكومته وتسهل أمور رعايا البلد، إلا بعد توافق التسويات السياسية وحسم صفقات الأتفاق على تقسيم المناصب الرئاسية الثلاث والمناصب السيادية الأخرى فيما بينهم وعدم مراجعة أولويات الشعب وهو الذي جعلهم يعتلون سدة السلطة والتحكم بزمام أمور البلاد والعباد بأهتمام ينم عن تعالي فوق المصالح الفئوية وهم الذين ينتحبون على مظالم الشعب وأنهم هم من يمثلون وعن حقوقه هم المدافعون، والالتفات الى المعاناة والمأساة والتحديات القاسية التي تجابه الشعب العراقي في كافة الصعد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وخاصة الخدمية التي طالما كان يكابد منها الامرين، فإن وزر كل ما يمر به أي فرد من أفراد الشعب العراقي تتحملون وزرها، وستحملون أنفسكم وزر من سينقلب على عاقبة ما فعلتم اليوم من خرق اللأزام الدستوري بجعله سابقة سيتند عليها كلما أشكل عليهم الأحتكام الى قانون الشعب الذي فوضهم الحكم بموجبه، فبعد كل هذا الوقت نرى نوابنا الحاليين أكثر حرصا على الحصول على المنافع الشخصية وتأمين الحماية اللازمة لهم والسفر الى خارج العراق لقضاء العطلة الصيفية بعيدا عن الحر اللاهب الذي أحرق وجوه الطبقات المحرومة والتي أزدادت أعدادها خلال هذه الفترة، مطبقين المثل القائل (شبيه الشيء منجذب اليه) أرتداد على سابقيهم من النبلاء المبجلين من أعضاء مجلس النواب السابق بأن أقروا بالاجماع كل ما يخص شأنهم الداخلي ومهلهلين ومقلقلين عن كل ما يهم شؤون أبناء جلدتهم.
فالملف الأمني اليوم أصبح أخطر الملفات التي تهدد أرواح جميع العراقيين فضلا عن تأخر اقرار القوانين والمشاريع الخدمية التي أنتظر طويلا مجيء ربيعها الخصب حتى أصبح يترحم على حاله سابقا، وكذلك التعينات والميزانية العامة وغيرها الكثير الذي لا نريد به أن نصبغ لوحتنا السياسية في العراق بسوداوية مظلمة ولكننا نتأمل خيرا بأن تنفرج أزمة تشكيل الحكومة العراقية المنتظرة، فحتى من تقاطعت مصالحهم الأقليمية مع العراق يطالب بأن تشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن لأن أنهيار المنظمومة السياسية في هذا البلد المهم سيعود بالأثار السلبية عليهم أيضا. وها نحن نرى تباحث قادة دول الجوار وتشاورهم ودعواهم للاسراع بتأليف سمفونية الحكم في العراق، وأن لسان حال العراقيين في كل مكان بالداخل والخارج يردد ( إشتدي أزمة تنفرجي... قد آذن ليلك بالبلج ) فهل سنرى بعد العسر الفَرَجِ يا قادة الكتل الفائزة؟؟؟.

*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام